الرباط – توقعت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن يحتل المغرب الريادة الأفريقية في مجال تصنيع الطائرات المسيرة، مسّلطة الضوء على مزايا إنشاء شركة “أتلاس ديفينس” في إطار اتفاقية تعاون بين الرباط ومؤسسة “بايكار” التركية، في خطوة من شأنها أن تعطي دفعة قوية للبرنامج المغربي الهادف إلى توطين هذه الصناعة، في إطار إستراتيجية ترمي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية.

وأشارت “لوموند” إلى أن المغرب يتجه إلى التحول إلى مركز إقليمي لتصنيع الطائرات المسيرة ‘الدرونات”، مشيرة إلى أن الشراكة الدفاعية بين أنقرة والرباط تمهد الطريق للمملكة لتعزيز مكانتها في مجال تكنولوجيات المسيرات في القارة.

وتأتي هذه الاتفاقية بعد فترة قليلة من حصول المغرب على دفعة من نماذج طائرات بيرقدار “أكينجي” التركية التي تتميز بقدرتها على التحليق على ارتفاعات عالية وحمل ذخائر ثقلية، في صفقة تهدف إلى تعزيز الترسانة الجوية للقوات المسلحة المغربية.

وذكرت “لوموند” أن تسجيل “أتلاس ديفينس” أثار تساؤلات حول هوية مالكها، كاشفة أن “الأمر يتعلق بالأخوين حلوك وسلجوق بيرقدار، وهما الشخصيتان البارزتان في مجال الصناعات الدفاعية التركية”، وفق موقع “تليكسبريس” المغربي.

وبحسب المصدر نفسه يشغل حلوك منصب الرئيس التنفيذي للشركة، بينما يعمل شقيقه الأصغر سلجوق كمدير تقني لها، لافتا إلى أن “بايكر” تتصدر الشركات المختصة في الصناعات التركية.

وتولي المملكة أهمية بالغة لتسليح قواتها بأحدث أنواع الأسلحة والآليات والعتاد العسكري في إطار صفقات مع العديد من الدول المصنّعة، ما رسّخ مكانة المغرب كقوة عسكرية تلعب دورا بارزا في حفظ الأمن في منطقة مضطربة.

وسيعمل مصنع “أتلاس ديفينس” على تجميع وتركيب أحد أنواع الطائرات المسيرة التي ستستخدم في العديد من المهام من بينها مراقبة الحدود ومكافحة التهريب والتصدي للهجرة غير الشرعية، فضلا عن تعزيز أنشطة الاستطلاع.

وأشارت تقارير سابقة إلى أن الشركة المغربية ستنتج نحو ألف طائرة سنويا، ما يعزز هذه الصناعة ويقلل من اعتماد المملكة على الاستيراد.

وكان منتدى “فار- ماروك”، المتخصص في أخبار القوات المسلحة الملكية المغربية، قد أشار إلى أن مسيرة “أكينجي” التي عزز بها المغرب ترسانته الجوية “تتمتع بقدرات متطورة حيث تعتمد على نظام طيران يعمل بالذكاء الاصطناعي المزدوج، ما يسمح بمعالجة متقدمة للإشارات كما أنها مجهزة برادار ‘AESA’ القادر على تتبع ورصد أهداف متعددة في وقت واحد، مما يزيد من كفاءتها في التعامل مع التهديدات حتى في البيئات العدائية”.

ونقلت “لوموند” في تقرير سابق تصريحا لخبير مغربي أكد أن المملكة تهدف إلى تصنيع طائرات من دون طيار تلائم حاجياتها الدفاعية بما يتماشى مع متطلبات الميدان التي تختلف من بلد إلى آخر.

واستقطبت المملكة خلال الأعوام الماضية عددا من الشركات المختصة في تصنيع المسيرات من بينها “آيرو درايف إنجينيرينغ سرفيس”، التي أعلنت عن تجربة أولى لطائرة “أطلس” دون طيار، في إطار خطة يتطلع من خلالها المغرب إلى التحول إلى دولة مصنعة في هذا القطاع.

ويسعى المغرب إلى توطين كافة أنواع الصناعات الدفاعية من خلال استقطاب الاستثمارات الأجنبية، في إطار إستراتيجية طموحة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في تسليح قواته وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

ويرى مراقبون أن المملكة تمتلك بنية تحتية تؤهلها لإرساء صناعة دفاعية متطورة، فضلا عن التجربة التي راكمتها في  العديد من الصناعات يتصدرها تركيب وتصنيع السيارات والطائرات.

ودشّن المغرب خلال العام الماضي منطقتين للصناعات الدفاعية، بينما تضمن القانون المتعلق بالتصنيع المحلي للعتاد وتجهيزات الدفاع والأمن والأسلحة والذخيرة حزمة من الحوافز ما دفع بالعديد من كبريات الشركات العالمية إلى إبداء رغبتها في افتتاح مصانع في المملكة.