الرباط – خلص مؤشر الإرهاب العالمي لسنة 2024 إلى أن المغرب هو البلد الوحيد في شمال إفريقيا الذي لم يشهد أي عمل إرهابي خلال العام الماضي، بينما لم يأت هذا النجاح من فراغ بل هو ثمرة جهود دؤوبة ويقظة أمنية وجاهزية عالية، ما جعل المملكة الأكثر أمانا واستقرارا في منطقة مضطربة.

ووفقا للمؤشر الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام العالمي حظي المغرب بمكانة بارزة بين الدول التي لم تتأثر بالإرهاب متقدما بست درجات مقارنة بالعام الماضي، مشيرا إلى أن بعض دول المنطقة مثل تونس والجزائر تواجه مخاطر متزايدة.

ويعزز هذا التقرير ريادة المغرب كركيزة للأمن والاستقرار في شمال إفريقيا، فقد جاءت مصر في المرتبة 29 عالميًا، حيث لا تزال تشهد بعض العمليات الإرهابية المتفرقة، خاصة في سيناء، رغم المجهودات الأمنية المكثفة.

وتمكنن المملكة من إحباط 500 مخطط إرهابي، فيما تمكن الأمن المغربي من تفكيك 215 خلية إرهابية منذ سنة 2002، وفق بيانات رسمية.

وراكمت المملكة خبرة دولية هامة في مجال مكافحة الإرهاب، ما أهّلها لتكون شريكا دوليا موثوقا في التصدي للمخاطر الأمنية في منطقة شديدة الحساسية.

وتحرص الدول الأوروبية على التعاون والتنسيق مع السلطات المغربية في مجال تعقب العناصر الإرهابية، خاصة بعد أن لعبت الرباط دورا بارزا في تجنيب عدة بلدان هجمات إرهابية من بينها بلجيكا وإسبانيا وفرنسا، فيما أشادت تقارير دولية بالحرفية العالية التي تتميز بها الاستبخبارات المغربية.

ويعتمد المغرب منذ سنوات مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب، كما يتصدى للتطرف من خلال إقرار مناهج علمية تقوم على التوعية من مخاطر التشدد الديني وترسخ مبادئ التسامح والتعايش.

ونجح المغرب في استثمار الشراكات التي تربطه مع الفاعلين الدوليين، ما مكّن السلطات المغربية من الاستفادة من جمع المعلومات الاستخباراتية والعمل الأمني والتعاون الدولي لإنجاح عمليات مكافحة الإرهاب.

كما شاركت الممكلة في العديد من البرامج المتعلقة بمكافحة الإرهاب التي تنظمّها الولايات المتحدة بهدف تطوير الأداء والرفع في القدرات التقنية والتحقيقية وتحليل المعلومات الاستخباراتية فضلا عن المسائل التي تتعلق بالأمن السيبراني.

ويلعب المغرب دورا محوريا في الحفاظ على استقرار المنطقة، استنادا إلى دوره المحوري في محيطه، خاصة بعد أن فرض نفسه رقما صعبا في معادلة التوازنات الإقليمية والشراكات الاقتصادية والأمنية في فضاء جغراسياسي متقلب.

وتتزايد أهمية التعويل على المغرب بالنسبة إلى القوى الأوروبية في ظلّ تنامي التحديات الأمنية وتمدد الجماعات الإرهابية في الساحل الإفريقي، فيما أثارت النجاحات المغربية في المجال الأمني والعسكري قلق الجارة الشرقية الجزائر.

كما يقود المغرب جهودا إقليمية ودولية لمواجهة العديد من التحديات الأمنية غرب المتوسط، سواء المتعلقة بمكافحة الإرهاب أوالهجرة السرية والاتجار بالبشر، ما جعل المملكة تحظى بثقة العديد من الدول والقوى الغربية.

وحققت الرباط تقدما هاما في تطوير قواتها العسكرية والأمنية من خلال عقد اتفاقيات التعاون العسكري مع عدد من الدول وتنويع مصادر السلاح والاهتمام بالتكنولوجيات العسكرية وخاصة الطائرات المسيرة التي أصبحت العديد من الجيوش والأجهزة الأمنية تراهن عليها لضبط الامن والاستقرار خاصة على الحدود.

ويعمل المغرب على مقاربة شاملة في مجال مكافحة الإرهاب، لا تنحصر فقط في رد الفعل بل تشمل أيضا الوقاية، ويدمج المستويات الأمنية والروحية والتربوية والاجتماعية في مواجهة ظاهرة التطرف العنيف والتعصب.