الصالح نيوز :
المسلسلات الرمضانية تغوص بالمشاهدين في عمق التراث المغربي
المسلسلات الرمضانية تغوص بالمشاهدين في عمق التراث المغربي
الصالح نيوز :
المسلسلات الرمضانية تغوص بالمشاهدين في عمق التراث المغربي
المسلسلات الرمضانية تغوص بالمشاهدين في عمق التراث المغربي
الرباط – تعد المسلسلات التلفزيونية جزءًا لا يتجزأ من التقاليد الرمضانية بالطريقة نفسها التي كانت تروى بها الحكايات والأساطير على امتداد ليالي رمضان في الماضي، وهو ما جعلها تضطلع بوظيفة الحكواتي وتساهم في نقل التراث الثقافي للبلاد من جيل إلى آخر، فالدراما التلفزيونية من الفنون التمثيلية التي تلعب دورًا في تنمية قيم الانتماء عند الشباب.
وفي المغرب، تمكنت بعض المسلسلات التلفزيونية التي يتم عرضها خلال شهر رمضان الحالي من توظيف التراث دراميا بحيث استطاعت أن تغوص بالمشاهد المغربي والعربي في عمق التراث الثقافي الغني والمتنوع للمملكة، داعية إياه إلى إعادة اكتشاف كنوز الهوية المغربية المتعددة وثراء الصناعة التقليدية، وكذلك مختلف أوجه التراث الثقافي.
وتضم البرمجة الرمضانية المغربية المشاركة في المنافسة خلال رمضان الحالي باقة متنوعة من الأعمال بين ما يعرض للمرة الأولى أو في جزء ثان، وتقدم هذه الأعمال بصنفيها الدرامي والكوميدي مواضيع تحاكي اهتمامات المشاهدين بما يعزز الهوية الثقافية المغربية.
ويظهر في مقدمة هذه الإنتاجات مسلسل “مسك الليل” الذي يعرض على القناة الثانية للمخرج هشام الجباري، الذي يتيح للمشاهد فرصة الغوص في عالم القراصنة الأسطوريين في سلا.
والمسلسل من سيناريو مريم الدريسي، وبطولة كل من حنان الخضر، سعد موفق، المهدي فولان، أيوب أبوالنصر، فاتي جمالي، غيثة بن حيون، فريال زياري، فاطمة بوجو، محمد باجيو، عادل نعمان ومحمد المتوكل.
ومسلسل “مسك الليل” مصنف على أنه عمل تاريخي تراثي تخيلي، حيث تدور أحداثه في القرن السابع عشر في مدينة سلا، خلال فترة ظهور القراصنة في المغرب، الذين كانوا يقطنون في سلا، وكانت المدينة تحكم من قبل أهل سلا، وتتمحور قصة العمل حول شخصية مولاي حمان وأبنائه الذين يواجهون صراعا كبيرا في علاقاتهم بسبب الحب والمكائد.
وقال الجباري إن “مسك الليل” من عمق التاريخ وأيام سلا الخالية وأساطير قراصنة سلا وصراعات الإخوة بين العشق والانتقام، لافتا في تصريح سابق لموقع ميدل إيست أونلاين “تم تصوير معظم مشاهد المسلسل في مدينة سلا، لكننا صورنا بعض المشاهد الأخرى في ديكورات بمدينة الرباط وتمارة. فمدينة سلا كانت المكان الرئيسي الذي دارت فيه أحداث المسلسل”.
ومن ضمن الأعمال أيضا سلسلة “فيها خير” لمخرجها رشيد الحزمير التي تعرض على القناة الأولى والتي تكشف جوانب من الحياة اليومية داخل رياض بمدينة مراكش، حيث تعيش بطلة العمل وهي امرأة تدعى الباتول مع ابنتها وشقيقها وزوجته.
وتجسد البطلة صورة عن المرأة المغربية التي تكرس حياتها للحفاظ على الهوية الثقافية والتراث الشعبي، من خلال قيادتها لجمعية “تراثنا، كنزنا” والتي تسعى من خلالها إلى إبراز جماليات الفن الشعبي في مختلف مناطق المغرب، عبر تنظيم فعاليات فنية وثقافية يستضيفها الرياض.
عرض هذا المنشور على Instagram
وسعت هذه الأعمال الفنية إلى تحقيق تناغم بين عمق السيناريو والإبداع الفني والديكورات الجذابة والخبرة الفنية، معززة بمغامرات مثيرة لشخصيات مركبة تنغمس في أحداث حافلة، ومستعينة بجمالية الأزياء التقليدية والمعالم التاريخية والموسيقى المغربية الأصيلة.
تتيح المسلسلات التلفزيونية الفرصة لإيصال رسائل ثقافية قوية إلى الجمهور خلال شهر رمضان، وذلك في إطار مقاربة تهدف إلى صيانة الذاكرة الجماعية، وفق قول كاتب السيناريو والباحث عزالعرب العلوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء.
وأوضح أن النهل من التراث الثقافي ومكوناته مثل التقاليد، والملابس، والموسيقى، وغيرها يتيح إعطاء “عمق سردي وفني” للإنتاج الدرامي، لافتا أيضا إلى أن الديكورات والممارسات الثقافية تسمح بشكل كبير بخلق “فضاء متجانس وغامر”، والذي ينبغي الحفاظ على أصالته أثناء إعادة تجسيد الأحداث، بالاستناد إلى أبحاث معمقة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بقصص تخص مناطق نائية أو تتحدث عن حقب تاريخية محددة.
وأبرز العلوي كذلك أن تثمين التراث يغذي الفخر والاعتزاز بالوطن، ويقوي الشعور بالانتماء، ويساهم في توعية الجمهور بضرورة الحفاظ على التقاليد التي قد تكون غير معروفة في بعض الأحيان، فضلا عن تعزيز الهوية الجماعية من خلال قصص تساهم في التثقيف وتخليد ذاكرة المغرب، فضلا عن طابعها الترفيهي.
وإلى جانب أهمية هذا النهج من وجهة نظر محلية، فإن تثمين الهوية الثقافية من خلال المسلسلات التلفزيونية يعتبر ذا أهمية قصوى في عصر العولمة، حيث تتنامى التبادلات الثقافية وتتزايد قوة التأثيرات الخارجية.
ودعا العلوي إلى التعريف بالخصائص الفريدة لكل ثقافة، مع إرساء حوار متوازن مع الآخر، معتبرا أن تثمين التراث المغربي يتيح تقديم “عرض ثقافي متميز” وتلبية انتظارات المشاهدين الباحثين عن الأصالة والتجارب الجديدة. كما يتعلق الأمر بتسليط الضوء على تنوع وغنى التقاليد الوطنية والتميز عن باقي المنافسين.
وفي السياق ذاته، أكد الأستاذ الجامعي والناقد السينمائي رشيد نعيم أن تثمين التراث الثقافي، المادي واللامادي، من خلال المسلسلات التلفزيونية من شأنه أيضا أن يضطلع بدور أساسي في الوصول إلى الجمهور العربي والعالمي، على اعتبار أن هذا التراث يزخر بمخزون هائل من القصص المثيرة للاهتمام.
وسواء تعلق الأمر باستعادة المخيال الوطني أو إحياء ماض مشترك موسوم بشخصيات تاريخية، أو نقل تقاليد الأجداد، فإن المسلسلات المغربية، لاسيما تلك التي تعرض خلال شهر رمضان، تتيح الفرصة لإبراز مختلف الجوانب الثقافية والتراثية لتاريخ يمتد لآلاف السنين، وتثريه روافده المتعددة.
وتتسابق شركات الإنتاج الحكومية والخاصة كل عام من أجل إعداد مسلسلات وبرامج تشد انتباه الجمهور المغربي خلال الموسم الرمضاني، منوعة بين الكوميديا والمواضيع الاجتماعية.
الصالح نيوز :
المسلسلات الرمضانية تغوص بالمشاهدين في عمق التراث المغربي
الصالح نيوز :
المسلسلات الرمضانية تغوص بالمشاهدين في عمق التراث المغربي
#المسلسلات #الرمضانية #تغوص #بالمشاهدين #في #عمق #التراث #المغربي
