الرباط – أكد رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا إيفاريست نغامانا دعمه لموقف المغرب الثابت بشأن وحدته الترابية وسيادته على الصحراء، مشيدا بالنهج التنموي الطموح الذي أطلقه العاهل المغربي الملك محمد السادس في الأقاليم الجنوبية.

يأتي ذلك خلال زيارة أداها نغامانا الى مدينة العيون رفقة الوفد المرافق له، ما يشير الى عمق العلاقات التاريخية والدبلوماسية التي تربط المملكة بدول إفريقيا.

وشدد رئيس برلمان وسط افريقيا خلال المباحثات مع والي المدينة عبدالسلام بكرات ورئيس مجلس الجهة حمدي ولد الرشيد عن التزامه الكامل بالعمل على توطيد العلاقات الثنائية والروابط المتينة بين المملكة ودول المجموعة، مؤكّدا على الأدوار المحورية التي تضطلع بها المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية وتقريب الرؤى بين الشعوب، وفق موقع هسبريس المغربي.

وأوضح أن “برلمان المجموعة يواكب قادة الدول في مساعيهم الرامية إلى تعميق التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف”، مشيرا إلى أن “المكاسب التي حققتها دول المجموعة في تعاونها المثمر مع المغرب، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والدبلوماسية التي تمثل نماذج يُحتذى بها للتكامل الإقليمي”، وفق المصدر ذاته.

واستعرض نغامانا المبادرات الريادية التي أطلقها الملك محمد السادس لتعزيز التعاون الإفريقي، مشددا على أهمية المشاريع الكبرى التي تُجسد هذه الرؤية، ومن أبرزها مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي ومبادرات تثمين البعد الأطلسي الإفريقي. كما لفت الى أن “دعم المجموعة لهذه المشاريع يكتسب أبعادا استراتيجية، خاصة مع الانضمام المتوقع لخمس دول جديدة إلى عضوية المجموعة، مما يعزز فرص تحقيق التنمية المشتركة على نطاق أوسع”.

 وسلط المسؤول الافريقي خلال زيارته الضوء على النهضة التنموية بأقاليم الصحراء المغربية والبنية التحتية الحديثة في المنطقة التي جعلت منها نموذجًا يحتذى به.

وتعد العيون أهم مدينة في الصحراء المغربية، تمتد على طول الضفة اليسرى للساقية الحمراء، وتتميز بعدة مباني مصممة بأسلوب عصري يحترم العمارة الكلاسيكية في الصحراء، بينما في الجزء السفلي من المدينة الحي القديم. وتوسعت بفضل إنجازات الحكومة فيها بإقامة مشاريع تنموية كبرى شاملة ومتواصلة في مختلف المجالات.

وقال والي المدينة إن “العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية إفريقيا الوسطى تعكس نموذجا للتعاون المثمر القائم على مبادئ الاحترام المتبادل والشراكة البناءة، سواء على المستوى الثنائي أو ضمن الإطار القاري”، موضحا الأهمية الكبرى التي توليها المملكة لتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، في سياق الرؤية الملكية الاستراتيجية للملك محمد السادس، الهادفة إلى إرساء شراكات متينة تقوم على التضامن والتنمية المشتركة”، وفق موقع هسبريس المغربي.

وأبرز أهمية البرنامج التنموي الطموح الذي أعدته المملكة للأقاليم الجنوبية والذي يشمل قطاعات استراتيجية كالبنية التحتية والصحة والتعليم والتكوين المهني، إلى جانب الطاقات المتجددة والصيد البحري، وفق المصدر ذاته.

وتشهد مدن الصحراء المغربية طفرة تنموية انعكست إيجابا على مستوى عيش سكانها، ولطالما شدد الملك محمد السادس في خطاباته على البعد التنموي في الأقاليم الصحراوية وعلى ضرورة تنمية وتقوية النسيج الاقتصادي فيها وتحويلها لى وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات، عبر الرهان على المؤهلات الطبيعية للمنطقة بهدف مواكبة التمدن والتوسع العمراني الذي تشهده.

ويحظى البعد الافريقي بالاهتمام الملكي ضمن مقاربة راسخة لتعزيز الأمن والاستقرار، ويعتبر نتاج عودة المملكة إلى منظور الملك محمد السادس للتعاون جنوب-جنوب، في إطار شراكة رابح-رابح، ما يخدم المقترح الذي قدمه المغرب لطي صفحة النزاع حول الصحراء، عبر مبادرة واقعية تقدم حلا دائما لهذا النزاع المفتعل وتساهم في جعل منطقة الصحراء والساحل بعيدة عن التوترات والصراعات المسلحة والإرهاب والجريمة العابرة للقارات والاتجار في البشر.

وتكتسب مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية زخما ودعما دوليا متزايدا ولم يعد هناك من خيارات أخرى ولا بدائل عنها وأثبتت كل الجهود أنها الأكثر واقعية والقابلة للتطبيق.