واشنطن – يقود مركز كيك الطبي بجامعة جنوب كاليفورنيا تجربة سريرية لاختبار استخدام نظام بخار مائي دقيق يستهدف الخلايا السرطانية كتقنية بديلة للجراحة أو الإشعاع لعلاج سرطان البروستاتا لتقليل الآثار الجانبية لهذه العلاجات وتحسين جودة الحياة لدى المرضى.

وأوضح الدكتور أندريه أبريو أخصائي المسالك البولية وقائد التجربة السريرية أن هذه الدراسة تستهدف المرضى المصابين بسرطان البروستاتا متوسط الخطورة والذي يمثل حوالي ثلث الحالات المحلية، حيث يظل الورم محصورا داخل غدة البروستاتا دون انتشار.

وأفاد ابريو أن العلاجات التقليدية لهذا الورم غالبا ما تسبب آثارا جانبية تغير حياة المرضى، مضيفا “نبحث ما إذا كان هذا العلاج الجديد يمكن أن يعالج السرطان ويحسن جودة حياة المرضى مقارنةً بالعلاجات الحالية.”

وتقع البروستاتا بالقرب من المثانة والإحليل والمستقيم، وهي محاطة بأعصاب دقيقة تتحكم في الانتصاب وعضلات مسؤولة عن التحكم في تدفق البول، لذلك يمكن للجراحة أو الإشعاع أن تسبب ضررا للأنسجة السليمة المجاورة، مما يؤدي إلى آثار جانبية شائعة مثل العجز الجنسي وسلس البول واضطرابات في الأمعاء.

أوضح الدكتور أبريو أن الحرارة تُعد وسيلة فعالة لتدمير الخلايا السرطانية، إذ يتيح البخار توجيه الحرارة بدقة إلى داخل الجسم، بعد أن يتم تحديد موقع الورم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، ثم تُوضع قسطرة رفيعة عبر الإحليل إلى المنطقة المصابة وتُطلق دفعة مستهدفة من البخار الى الورم لمدة 10 ثوانٍ فقط بواسطة إبرة دقيقة، مشيرا الى أنه يمكن تكرار العملية حسب الحاجة.

ومقارنة بالجراحة فإن هذا العلاج يكون إجراءً خارجيًا لا يتطلب إقامة ليلية في المستشفى، فضلا على أنه يعمل بتطبيق وحيد على خلاف الاشعاع الذي يتطلب الخضوع الى جلسات علاجية عديدة، كما أنه يحافظ على الأعضاء المحيطة إذ يستهدف البخار الأنسجة السرطانية فقط.

تُجرى التجربة في 30 مركزا ومستشفى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث أُجريت أكثر من 180 عملية حتى الآن. ويُعد مستشفى كيك المركز الوحيد في منطقة لوس أنجلوس المشارك في هذه الدراسة، فيما يراقب الباحثون النتائج الصحية للمرضى بعد العلاج لمدة خمس سنوات

ويأمل الأطباء أن يحدث هذا الاختبار السريري نقلة نوعية في مواجهة سرطان البروستاتا، مما يجعله علاجا واعدا بأقل المخاطر وأكثر فاعلية.

وقال أبريو “على مدار العقد القادم، نأمل أن تُحدث العلاجات المبتكرة ثورة في كيفية علاج مرضى السرطان مع الحفاظ على جودة حياتهم.”