الصالح نيوز :
الكمأ.. فاكهة الصحراء تزين أطباق السعوديين الرمضانية
الكمأ.. فاكهة الصحراء تزين أطباق السعوديين الرمضانية
الصالح نيوز :
الكمأ.. فاكهة الصحراء تزين أطباق السعوديين الرمضانية
الكمأ.. فاكهة الصحراء تزين أطباق السعوديين الرمضانية
الرياض – يُعد الفقع المعروف بـ”الكمأ” من الأطباق الموسمية ذات الإقبال الواسع في السعودية، إذ يزين الموائد الرمضانية بنكهته المميزة وقيمته الغذائية العالية، ويحرص الأهالي على إدخاله في العديد من الأطباق التقليدية، مستفيدين من توفره خلال هذه الفترة بعد موسم الأمطار.
وأشهر منابت للكمأ في المملكة شمال وشمال شرق المملكة وفي أماكن عدة في وسط المملكة، ويتم العثور عليه بجانب جذوع أشجار الرمث والشيح والقيصوم ووسط نباتات النفل والخزامى والربلة والبسباس والأقحوان والحميض والقريص والخبيز.
وتختلف تسمية الكمأ من دولة إلى أخرى، فهو يسمى إما الكمأ أو الفقع في الجزيرة العربية، وتطلق عليه التسميات التالية؛ بالسودان نبات الرعد أو بنت الرعد أو العبلاج، والترفاس في كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب.
والكمأ يعتبر اسما لعائلة من الفطريات تسمى الترفزية، وهو فطر بري موسمي ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمترا تحت الأرض ويستخدم كطعام، وعادة ما يتراوح وزنه من 30 إلى 300 غرام.
ويعتبر الفقع من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية، ينمو على شكل درنة البطاطا في الصحاري، فهو ينمو بالقرب من نوع من النباتات الصحراوية قريبا من جذور الأشجار الضخمة، كشجر البلوط على سبيل المثال، وشكله كروي لحمي رخو منتظم، وسطحه أملس أو درني ويختلف لونه من الأبيض إلى الأسود، ويكون في أحجام تتفاوت وتختلف وقد يصغر بعضُها حتى يكون في حجم حبَّة البندق أو يكبُر ليصلَ لحجم البرتقالة.
ويعتقد بعض الناس أن فاكهة الصحراء تخرج بكثرة في المواسم التي يكثر فيها البرق والرعد وهي نادرة وتنمو وحدها وتصعب زراعتها، فنبتة الفقع أو الكمأ جذبت الناس في الجزيرة العربية خاصة المواطنين في السعودية ودول الخليج، وهي عبارة عن فطر بري موسمي ينمو في الصحراء تحت الأرض بعد سقوط وتعاقب أمطار “الوسم أو الوسمي” وارتواء الأرض.
إلا أن منطقة القصيم تميزت بزراعة الفقع، وتعد من أبرز مناطق المملكة التي تحتضن هذا النوع من النباتات البرية.
وتعود أسباب نجاح زراعة الفقع في منطقة القصيم إلى العوامل البيئية الطبيعية المبنية على عوامل أساسية، وهي التربة الخصبة والأرض البكر وتوفر الماء العذب، والأجواء المناسبة ووجود نبات الرقروق، خصوصًا في مركزي شري والسعيرة شمال منطقة القصيم.
وقال أحد مزارعي منطقة القصيم المهندس عبدالكريم صالح الرشيد في حديثه لوكالة الأنباء السعودية (واس) إن “الشغف بالفقع تحول إلى دافع لاستزراعه، ليظهر بمساعدة البشر”، مضيفا “ساعدتنا الأجواء الطبيعية الواقعة بين قصيم وحائل، فبفضل جودة التربة وملوحة الماء في تلك المنطقة حصلنا على نتائج مرضية بعد استزراع الفقع الذي يعد من الموروث الشعبي”.
ولفت إلى أن وجود الفقع يرتبط بثلاثة عوامل أهمها وجود شجرة الرقروق بجانبه، بالإضافة إلى توفر الماء العذب والتربة والجو المناسب لظهوره، قائلا “لاحظت ظهور نبات الرقروق في الأراضي المنخفضة المجاورة لحقول القمح التي يفيض فيها الماء الخارج من رشاش الماء المحوري، وظهور الفقع في وقت انقطاع الأمطار الرعدية التي يصاحبها البرق والذي كان شائعًا وجوب توافرها لظهور الفقع”.
وأفاد أن زراعة أو تجربة إنتاج النباتات عمومًا تعتمد على وقت الري ودرجة ملوحة الماء والتربة الخصبة، والوقت المربوط مع درجة الحرارة، وكل نبات له درجة معينة، وبخصوص الفقع فله درجة حرارة تُقاس بعد الوسم بـ10 أيام، حيث تكون درجة الحرارة ليلًا في شمال منطقة القصيم من 15 إلى 20 درجة مئوية، وحينها يتم تشغيل الماء في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول في مكان يوجد فيه نبات الرقروق، مبينًا أن ظهور الفقع يبدأ بعد 50 يومًا.
وأوضح أن أول ظهور للفقع المستزرع في شمال منطقة القصيم يبدأ في 20 نوفمبر/تشرين الثاني قبل المربعانية بـ17 يومًا، في حين لا يبدأ ظهور الفقع في الوضع الطبيعي بدون زراعة إلا بعد المربعانية.
وللفقع أربعة أنواع موجودة ومستزرعة في منطقة القصيم، أشهرها وأكثرها الزبيدي ولونه مائل إلى البياض وهو أجود وأكبر أنواع الفقع وأغلاها سعرا وألذها طعما وله رائحة مميزة وتشتهر به الجزيرة العربية وبعدها الجباء ولونه بين الأسود والأحمر وهو صغير الحجم، والخلاسي ولونه أحمر غامق وله قشرة صلبة وهو أصغر من الزبيدي وفي بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي، ثم الذي يأتي في آخر موسم الفقع “البلوخ”، وعليه يطلق المثل الشهير “البلوخ للشيوخ”.
وأشار الرشيد إلى أن لنبات الفقع العديد من الفوائد منها أن ماءها شفاء للعين كما قال الرسول (ص) “الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين”، إضافة إلى دورها في توفير أعلاف طبيعية للحيوانات الرعوية.
وبمناسبة شهر رمضان، يشهد سوق الفقع في عرعر وبقية مدن منطقة الحدود الشمالية بالمملكة حركة تجارية نشطة، ويتنافس عشاقه على اقتنائه من الباعة الذين يعرضونه بأسعار متفاوتة وفقًا للحجم والجودة.
ويُستخدم الفقع في إعداد أطباق متنوعة، منها المطبوخ مع الأرز أو مطحونًا كمكوّن أساسي في بعض الوصفات الشعبية.
ويمثل الفقع جزءًا من الموروث الغذائي لأهالي الحدود الشمالية، مرتبطًا بمواسم الخير والعطاء، ليكون ضيفًا دائمًا على المائدة الرمضانية، محتفظًا بمكانته الخاصة في الثقافة المحلية.
الصالح نيوز :
الكمأ.. فاكهة الصحراء تزين أطباق السعوديين الرمضانية
الصالح نيوز :
الكمأ.. فاكهة الصحراء تزين أطباق السعوديين الرمضانية
#الكمأ #فاكهة #الصحراء #تزين #أطباق #السعوديين #الرمضانية
