الصالح نيوز :
القلق التركي ينتقل من العمال الكردستاني إلى قسد
القلق التركي ينتقل من العمال الكردستاني إلى قسد
الصالح نيوز :
القلق التركي ينتقل من العمال الكردستاني إلى قسد
القلق التركي ينتقل من العمال الكردستاني إلى قسد
أنقرة – تعبر تركيا عن مخاوفها من التهديدات التي تمثلها القوى الكردية السورية وبالتحديد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بالتزامن مع تزايد التدخلات الإسرائيلية على الأراضي السورية، واستمرار الوجود العسكري الأميركي في المنطقة رغم الدعوة التي قدمها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان لإلقاء السلاح وإعلان حزبه الامتثال لذلك.
ويظهر ان المخاوف التركية باتت أكبر لما يحدث في سوريا وللتهديدات التي تمثلها قوات قسد المدعومة من واشنطن بعد رفضها المطالبات بالتخلي عن السلاح وسعي إسرائيل لربط صلات معها ومع أقليات عرقية ودينية في البلاد.
وكان اوجلان وجّه في 27 فبراير/شباط دعوة إلى العمال الكردستاني لإلقاء السلاح وعقد مؤتمر لحل التنظيم.
وفي اليوم ذاته، خرج فرهاد عبدي شاهين، أحد قادة قسد ليكشف عن موقف التنظيم من هذه الدعوة، وذلك عبر مؤتمر بالفيديو نظمه النادي الوطني للصحافة في الولايات المتحدة.
وخلال حديثه، قال شاهين أن دعوة أوجلان موجهة إلى العمال الكردستاني فقط وليست إليهم، مشيرًا إلى تلقيهم في التنظيم رسالة من أوجلان، دون الكشف عن تفاصيلها مؤكدا أن أبرز توقعاتهم الحالية تتمحور حول الدور الذي تقوم به القوات الأميركية، مضيفًا أن واشنطن على اتصال بكل من أنقرة ودمشق بهدف التوسط بين الطرفين.
وشدد على أن التنظيم الذي يتزعمه يقبل بوحدة المؤسسات في سوريا، لكنه في الوقت ذاته طالب بإدارة محلية يضمنها الدستور.
كما شدد على أن واشنطن تمارس ضغوطًا على الحكومة السورية خلال المرحلة الانتقالية، مضيفًا أنه لا توجد مؤشرات على انسحاب القوات الأميركية من المنطقة.
وفي عام 2017، أقر الجنرال ريموند توماس، قائد القوات الخاصة الأميركية، خلال حديثه في أحد مراكز الأبحاث بالولايات المتحدة، بأن قسد والعمال الكردستاني هما في الواقع كيان واحد.
وتابع “عندها قلنا لهم إنه يتعين عليهم تغيير اسمهم. سألناهم عن الاسم الذي يريدون أن يطلقوه على أنفسهم غير “واي بي جي”، وبعد يوم واحد فقط أعلنوا عن اسمهم الجديد وهو قوات سوريا الديمقراطية (قسد). لقد رأيت أن وضع كلمة ديمقراطية في الاسم خطوة ذكية، لأنها أكسبتهم بعض المصداقية”.
وأضاف “بريت ماكغورك، الذي كان حينها منسق مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هو من دعمهم في هذه الاجتماعات ومنحهم الشرعية اللازمة ليكونوا شركاء جيدين بنظر الولايات المتحدة”.
من جانبه، تطرق وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى العلاقة الهرمية داخل فروع حزب العمال الكردستاني وذلك خلال مقابلة مع قناة الجزيرة الأسبوع الماضي مبديا مخاوفه من أطماع قسد.
وقال فيدان “الغرب يعتقد أن مظلوم عبدي هو القائد الفعلي في سوريا، وأنه يمثل المنطقة، لكن هذا كذب. لو تحدثتم مع مظلوم اليوم فسيكون مضطرًا للإبلاغ عمّا قاله لشخصين أعلى منه رتبة في التنظيم. هو ليس صاحب قرار”.
وأضاف “الجناح العسكري لقسد في سوريا، يخضع لسلطة فهمان حسين، بينما يخضع الجناح المدني لسلطة صبري أوق. هؤلاء بدورهم يرسلون تقاريرهم إلى القيادة العليا للتنظيم في جبال قنديل. هذه هي البنية الهرمية لهذا التنظيم”.

بدوره، قال براين هيوز، متحدث مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، في بيان صدر عقب دعوة أوجلان للعمال الكردستاني لإلقاء السلاح “هذه خطوة مهمة، ونأمل أن تساعد حلفاءنا الأتراك على الشعور بمزيد من الارتياح تجاه شركائنا في مكافحة تنظيم داعش في شمال شرق سوريا. نعتقد أن هذه الخطوة ستساهم في إحلال السلام في هذه المنطقة المضطربة”. ويشير هذا التصريح إلى أن الولايات المتحدة تتوقع من تركيا عدم الاعتراض على قسد.
وبحسب الرسائل الضمنية في البيان الأميركي، فإن واشنطن لا ترى أي سبب يدفع تركيا للاعتراض على السياسات الأميركية.
من جهته، عبّر فرهاد عبدي شاهين، خلال حديثه مع صحفيين أميركيين، عن توقعات مماثلة، حيث قال إن التغير الحاصل في العلاقة بين تركيا والعمال الكردستاني من شأنه أن يحقق نتائج إيجابية لهم في سوريا.
ورغم دعوة أوجلان تتواصل العمليات التركية لملاحقة المتمردين الاكراد حيث قالت وزارة الدفاع التركية الخميس إن الجيش التركي قتل 26 مسلحا كرديا في العراق وسوريا خلال الأسبوع.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في إفادة صحفية أسبوعية “ستواصل القوات المسلحة التركية عملياتها وأنشطة البحث والمسح في المنطقة من أجل بقاء وأمن بلدنا”.
وأضاف “ستستمر (القوات المسلحة) في حربها على الإرهاب بعزم وإصرار حتى لا يتبقى إرهابي واحد”.
وأوضح المتحدث زكي أكتورك أن مسلحي العمال الكردستاني جرى “تحييدهم” في العراق وسوريا، دون أن يحدد مكان الوقائع. وعادة تستخدم الوزارة مصطلح “تحييد” لقول إنها قتلتهم.
وتتخوف تركيا من التدخلات الإسرائيلية لدعم أكراد سوريا حيث لفتت تصريحات فرهاد عبدي شاهين لوسائل الإعلام الأميركية الانتباه أيضًا إلى موقفه من التحركات الإسرائيلية في سوريا.
فعلى الرغم من تصاعد التدخلات العسكرية الإسرائيلية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، إلا أن شاهين تجنب وصفها بـ”الاحتلال”، معتبرًا أنها مجرد “تحركات عسكرية على خلفية مخاوف أمنية”.
وبعد سقوط النظام السوري، أدلى العديد من قادة قسد ومسؤولين إسرائيليين بتصريحات حول ضرورة وجود تعاون متبادل بين الطرفين.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في خطاب ألقاه في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، إن الأكراد يمثلون “حليفًا طبيعيًا لإسرائيل، يجب أن نصل إليهم ونعزز روابطنا معهم، فالأمر يحمل أبعادًا سياسية وأمنية معًا”.
وفي 9 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعرب ساعر عن انزعاج إسرائيل من العملية العسكرية التي شنها الجيش الوطني السوري ضد قسد في مدينة منبج، التي كانت آنذاك تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.
وشدد على أن قسد يحقق الاستقرار في سوريا، معبرًا عن رفض إسرائيل للعمليات العسكرية التركية ضد التنظيم.
وعقب هذه التصريحات، نشر الصحفي سامان رسولبور، المقيم في لندن، عبر منصة “إكس” مقتطفات من مقابلة كان أجراها سابقًا مع صالح مسلم أحد قادة قسد.
وفي تعليقه على تصريحات ساعر، قال مسلم “هذه التصريحات تسعدنا، ونأمل أن تترجم هذه المواقف إلى أفعال ملموسة”، معتبرًا أن الموقف الإسرائيلي قد يؤثر على طريقة تعامل أوروبا مع المنطقة.
وأضاف “نتوقع اتخاذ تدابير عملية تتجاوز الدعم اللفظي. أصدقاؤنا هنا يرون الموقف الإسرائيلي إيجابيًا، ويرحبون به بكل حماس”.
أصدقاؤنا هنا يرون الموقف الإسرائيلي إيجابيًا
وفي 10 ديسمبر/كانون الاول 2024، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريرًا يفيد بأن قسد طلبت دعمًا من إسرائيل عقب سقوط نظام بشار الأسد، لكنه لم يتضمن أي تفاصيل حول كيفية تقديم هذا الطلب أو رد إسرائيل عليه.
وفي 17 ديسمبر/كانون الاول 2024، كتب يائير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين المعارض في إسرائيل، منشورًا على منصة “إكس” قال فيه “يجب على إسرائيل أن تأخذ زمام المبادرة وأن تستخدم القنوات العلنية والسرية لدعم الأكراد. وجود منطقة كردية قوية يعني مزيدًا من الأمن لإسرائيل”.
أما إلهام أحمد، المسؤولة عن العلاقات الخارجية في “الإدارة المدنية” الكردية في سوريا، فصرّحت لصحيفة “جيروزاليم بوست” في 3 فبراير/ شباط الماضي، بأنهم يطلبون دعمًا واضحًا من إسرائيل، معتبرةً أن هيكلية الحكم في دمشق قد تؤدي إلى حرب أهلية.
وشددت على أن العديد من المناطق والفئات في سوريا تمتلك إداراتها الخاصة، موضحة أن توحيد الجميع تحت مظلة نظام واحد قد يؤدي إلى حرب أهلية.
وأعربت أيضًا عن استيائها من خطط رفع العقوبات المفروضة على “هيئة تحرير الشام” والحكومة السورية، مشيرةً إلى أن قسد لا يمكنه الانضمام إلى الجيش السوري الجديد إلا بوضع خاص.
وأوضحت انه “لا يمكن تحقيق حل ديمقراطي في الشرق الأوسط دون مشاركة إسرائيل والشعب اليهودي”، مضيفةً أن تل أبيب يجب أن تلعب دورًا في تأمين المناطق الحدودية في سوريا.
وفي إطار سياستها القائمة على إقامة علاقات خاصة مع القوميات والأقليات في الشرق الأوسط، تولي إسرائيل اهتمامًا خاصًا بالطائفة الدرزية في سوريا.
فبعد سقوط النظام السوري، رأت إسرائيل أن مسألة “حماية الدروز” قد تكون وسيلة لتبرير تدخلها في سوريا، حتى وإن لم يكن هناك طلب مباشر من الدروز أنفسهم.
وفي الجنوب السوري، وسّعت إسرائيل نطاق احتلالها في هضبة الجولان، كما مارست ضغوطًا لجعل المنطقة منزوعة السلاح تمامًا وتحويلها إلى “منطقة عازلة” بين سوريا والنظام الجديد الذي قد يتشكل.
كما سعت إسرائيل إلى بسط نفوذها على الدروز في مناطق قريبة من الجولان، بل تدخلت في الأحداث التي شهدتها مؤخّرًا مدينة جرمانا، الواقعة في ريف دمشق.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، استغلت إسرائيل اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن العام في الإدارة السورية الجديدة في جرمانا ومجموعة درزية محلية، إذ أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لـ “حماية” جرمانا ذات الأغلبية الدرزية من الجيش السوري.
إلا أن هذه المحاولات، قوبلت برفض من داخل الطائفة الدرزية نفسها، حيث أصدرت حركة “رجال الكرامة”، إحدى أكبر المجموعات العسكرية في السويداء، بيانًا جاء فيه “نحن نقف إلى جانب سوريا، وندعم مؤسسات الدولة. نستنكر مزاعم نتنياهو بحماية الدروز في سوريا. دمشق هي قبلتنا الدائمة ونسعى لأن نكون جزءاً أساسياً في بناء الدولة السورية.
الصالح نيوز :
القلق التركي ينتقل من العمال الكردستاني إلى قسد
الصالح نيوز :
القلق التركي ينتقل من العمال الكردستاني إلى قسد
#القلق #التركي #ينتقل #من #العمال #الكردستاني #إلى #قسد
