دمشق – ذكرت تقارير تركية أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قاعدة تياس الجوية السورية المعروفة باسم مطار “تي فور” حملت تحذيرا لأنقرة بشأن استعدادتها لتعزيز حضورها العسكري في سوريا، لا سيما بعد أن كشفت تقارير أن أنقرة تتفاوض مع الإدراة السورية بشأن استغلال القاعدة مقابل توفير حماية عسكرية لها.

ووفق موقع “الدقيقة” التركي تهدف الغارة الجوية التي نفذتها إسرائيل في الثاني من أبريل/نيسان على قاعدة “تي فور” إلى وقف الجهود التركية الرامية إلى تأمين موطئ قدم عسكري في البلاد، بحسب مصادر إسرائيلية وغربية.

وذكرت تقارير أن قاعدة “تي فور”، الواقعة بالقرب من تدمر في محافظة حمص، كانت من المقرر أن تستضيف طائرات دون طيار مسلحة تديرها تركيا وربما أنظمة دفاع جوي متقدمة من طراز إس – 400، كجزء من استراتيجية أنقرة لتوسيع نفوذها في سوريا بعد سقوط بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول، فيما حذر المحللون الإسرائيليون من أنها قد تهدد حرية العمليات الجوية للبلاد، وخاصة لطائراتها المقاتلة من طراز إف – 35.

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “جيروزالم بوست” إن الضربة كانت بمثابة رسالة مباشرة إلى تركيا مفادها “لا تقيموا قاعدة عسكرية في سوريا ولا تتدخلوا في العمليات الإسرائيلية في المنطقة”.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية بعد الغارة حفرًا كبيرة على المدرج وأضرارًا في البنية التحتية الرئيسية، مما جعل المطار غير صالح للاستخدام من قبل طائرات النقل الثقيلة. واستهدفت القوات الإسرائيلية مطار “تي فور” عدة مرات خلال الأسبوع الماضي، لكن الهجوم الأخير كان من بين أعنف الهجمات.

وبينما ركزت الضربات الإسرائيلية السابقة على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، تشير التطورات الأخيرة إلى تحول نحو مواجهة التوسع العسكري التركي. 

وقالت وزارة الخارجية السورية إن إسرائيل ضربت خمس مناطق منفصلة خلال فترة 30 دقيقة، مما أدى إلى تدمير قاعدة حماة الجوية بشكل شبه كامل وإصابة العشرات من المدنيين والعسكريين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب القدرات العسكرية المتبقية في القواعد الجوية في محافظتي حماة وحمص، بالإضافة إلى البنية التحتية المتبقية في منطقة دمشق، فيما ذكرت وسائل إعلام ومسؤولون سوريون أن محيط منشأة للأبحاث العلمية تعرض للقصف.

وأفاد مصدر عسكري سوري أن اثنتي عشرة غارة جوية دمرت مدارج الطائرات وبرج المراقبة ومستودعات الأسلحة وحظائر الطائرات في المطار العسكري، مضيفا أن “إسرائيل دمرت قاعدة حماة الجوية بالكامل لضمان عدم استخدامها”.

وفي الحادث الذي وقع في جنوب غرب سوريا، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته كانت تعمل في منطقة تسيل، “وتصادر أسلحة وتدمر البنية التحتية للإرهاب” عندما أطلق عدد من المسلحين النار عليهم.

وقال الجيش الإسرائيلي إن “القوات ردت بإطلاق النار وقضت على عدد من الإرهابيين المسلحين من البر والجو”، مضيفا أنه لم تقع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية.

وأضاف أن “وجود أسلحة في جنوب سوريا يُشكل تهديدًا لدولة إسرائيل. ولن يسمح جيش الدفاع الإسرائيلي بذلك وسيعمل ضده”.

واستهدفت غارات إسرائيلية الخميس مقرّين عسكريين قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد “شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية على مواقع ونقاط عسكرية في الفرقة الأولى محيط مدينة الكسوة، واللواء 75 في بلدة المقيليبة بريف دمشق، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر”.

وفي باريس، أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن “قلق” بلاده من الدور التركي في سوريا والمنطقة وقال ردا على سؤال “لا نعتقد أن سوريا يجب أن تكون محمية تركية”.

وإضافة إلى الغارات التي شنّها في مختلف أنحاء سوريا عقب إطاحة الأسد، توغل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله من الهضبة السورية. وتُسجّل، وفق المرصد، عمليات توغل وانسحاب بشكل شبه يومي منذ إطاحة الاسد.

وطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في فبراير/شباط بجعل جنوب سوريا منزوع السلاح بشكل كامل، محذرا من أن حكومته لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة في سوريا قرب حدودها.

وفي كلمة ألقاها خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة في مارس/آذار، حضّ الرئيس الانتقالي أحمد الشرع المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من الجنوب السوري.

والشهر الماضي، حذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كايا كالاس من القدس من أن الضربات الإسرائيلية على سوريا غير ضرورية وتنذر بتصعيد جديد في المنطقة.