الصالح نيوز :
العراق يطلق مشروعا لترميم رصيده السينمائي وإنقاذه
الصالح نيوز :
العراق يطلق مشروعا لترميم رصيده السينمائي وإنقاذه
العراق يطلق مشروعا لترميم رصيده السينمائي وإنقاذه
بغداد – رغم أن التجارب السينمائية العراقية الأولى تعود إلى العام 1909 إلا أن آثارها لا تزال مغيبة، لاسيما أن لا نشاط سينمائي واضح نشأ، حيث ظلت الأفلام الأجنبية الصامتة هي المتاحة إلى أن قام بعض التجار بتشييد دور للسينما في بغداد والمدن العراقية الكبيرة وأخذوا يستوردون بعض الأفلام، إلى أن ظهرت السينما العراقية المستقلة في منتصف خمسينيات القرن الماضي، ومع السبعينيات بدأت مرحلة جديدة من مراحل تطور صناعة السينما، ففي هذه المرحلة، قامت الحكومة العراقية ممثلة في المؤسسة العامة للسينما والمسرح بإنتاج العديد من الأفلام المهمة.
وفي بلد اندثرت فيه الدور السينمائية، تأثرت السينما العراقية كثيرًا بالأحداث السياسية التي وقعت في تسعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى تدهور أوضاع الصناعة في العام 2003، حيث عانى الفنانون العراقيون من الإهمال ورحل الكثير من المبدعين إلى الخارج لضعف الإمكانيات المادية المُتاحة. ومن أبرز المعوقات عدم وجود صالات سينما كافية بل هناك عدد كبير من المدن العراقية تخلو من أي دار سينما. فأصبحت الأفلام تصنع من أجل المهرجانات والمشاركات الخارجية فقط.
وجراء عقود من الإهمال، لم تحظ السينما العراقية بالحفظ والترميم، بل ظلت حبيسة أدراج الأرشيف، وفي إطار اتفاق بين الحكومتين العراقية والفرنسية، تم في الخامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2024، توقيع مذكرة تتضمن تأهيل الأفلام العراقية منذ انطلاق السينما العراقية في منتصف القرن الماضي وحتى توقفها، وفق ما أفاد به مستشار رئيس الوزراء، رئيس لجنة الذاكرة البصرية العراقية، حسن السوداني.
وأعلن السوداني، الأحد، عن إطلاق هذا المشروع الذي يروم إلى ترميم الأرشيف السينمائي، قائلا لوكالة الأنباء العراقية (واع) “اتفقنا على ترميم 104 أفلام عراقية تمثل العمود الفقري للسينما العراقية”، مضيفا “تمكنا حتى الآن من جمع 70 من تراثنا السينمائي، رغم التحديات التي واجهتنا بعد عام 2003، حيث فقدت العديد من الأفلام ونُقلت إلى أماكن متعددة”.
وتابع “خلال العامين الماضيين، تمكنا من جمع عدد كبير من الأفلام بالتعاون مع المؤسسات الأمنية والثقافية والسياسية، وما زلنا نواصل البحث عن بقية الأرشيف السينمائي”، مؤكدا أن “الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تولي أهمية استثنائية لحفظ التراث المرئي والمسموع”.
وانطلق العمل على المشروع رسميا، وذلك بعد وصول أول الأجهزة المتخصصة الخميس الماضي، وفق ما أشار إليه السوداني.
وقال السفير الفرنسي لدى العراق، باتريك دوريل، خلال كلمة ألقاها في حفل الإطلاق، إن “إعادة ترميم الذاكرة البصرية العراقية وتحسين الأرشيف السينمائي والسمعي والبصري أمر ضروري”، معربا عن “سعادته بالمشاركة في هذا المشروع”.
وأضاف أن “هذا المشروع يمثل نموذجا مهما للشراكة الاستراتيجية بين العراق وفرنسا، حيث يتيح الحفاظ على عناصر أساسية من التاريخ والثقافة العراقية”، لافتا إلى أن “فرنسا ستساهم في ترميم أكثر من مئة فيلم عراقي، وهذه المحفوظات ليست مجرد توثيق للماضي، بل مصدر إلهام للمستقبل”.
وبشأن الخطط المستقبلية ذكر السوداني أن “لجنة الذاكرة البصرية العراقية ستعمل على إعادة تأهيل التراث التلفزيوني بكل تنوعاته، وسنحتفل قريبا بإطلاق مشروع مخصص للأرشيف التلفزيوني العراقي”.
وستدعم فرنسا “تدريب مسؤولين من وزارة الثقافة والسياحة والآثار وشبكة الإعلام العراقي على تقنيات ترميم الأفلام السينمائية، لتعزيز قدرات العراق في هذا المجال”، وفق دوريل، موضحا أن الشراكة تهدف أيضا إلى تمكين الشباب العراقي من التعرف على تراثهم الثقافي والتاريخي”.
وتم في إطار المشروع إرسال فيلم “سعيد أفندي” الذي تم إنتاجه في العام 1958 للمخرج كاميران حسني، إلى فرنسا لترميمه، استعدادا لمشاركته في مهرجان كان السينمائي للتراث.
ويهدف مشروع سينماتيك العراق إلى ترميم وحفظ أكثر من 100 فيلم سينمائي عراقي، من خلال تدريب مختصين عراقيين على تقنيات إدارة وحفظ الأرشيف المرئي.
ويتضمن المشروع بناء بنية تحتية متخصصة لحفظ الأرشيف السينمائي العراقي، بالشراكة مع لجنة الحسن بن الهيثم العليا للذاكرة المرئية العراقية، وباستخدام تقنيات الرقمنة والترميم المتقدمة سيمكن الأجيال القادمة من الوصول إلى هذه الأعمال السينمائية، مما يسهم في تعزيز الوعي الثقافي وإبراز تاريخ العراق السينمائي على المستويين المحلي والدولي.
الصالح نيوز :
العراق يطلق مشروعا لترميم رصيده السينمائي وإنقاذه
الصالح نيوز :
العراق يطلق مشروعا لترميم رصيده السينمائي وإنقاذه
#العراق #يطلق #مشروعا #لترميم #رصيده #السينمائي #وإنقاذه