بغداد – طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع بترك الطائفية والعمل على مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية داعيا الحكومات العربية باتخاذ مواقف حاسمة ضد الاعتداءات الأخيرة على جنوب سوريا، فيما لا تزال العلاقات العراقية السورية تمر بنوع من البرود.
كما طالب الرئيس السوري بالحفاظ على العلاقات العراقية السورية تحت ما وصفها “براية الممانعة” وهي العبارات التي تستخدمها القوى المدعومة من ايران في المنطقة والتي تتطلق على نفسها “محور الممانعة”.

وفي بيان نشره مساء الأربعاء قال الصدر “إننا نتابع التحركات الصهيونية الاستعمارية واعتداءاتها الإرهابية على الجمهورية السورية الشقيقة” مضيفا “وإننا إذ نشجب ونستنكر القصف الصهيوني. فإننا نتمنى على الحكومات العربية عموماً والحكومة السورية خصوصاً وبالأخص الرئيس السوري أن يترك التصريحات الطائفية وأن لا يقف مكتوف اليد إزاء القصف الإسرائيلي وتوغله الاستعماري في الأراضي السورية”.

وكانت اسرائيل وسعت من تدخلها العسكري في جنوب سوريا وفي ريف القنيطرة بينما شنت هجمات جوية على بعض المواقع جنوب دمشق. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو طالب بمنطقة منزوعة السلاح جنوب سوريا مشددا على ما وصفها بحماية الطائفة الدرزية.
ويأتي حديث الصدر عن الطائفية بسبب التوترات الأخيرة التي تشهدها سوريا خاصة في المناطق العلوية واخرها الاشتباكات في مدينة القرداحة مسقط راس الرئيس السوري الأسبق بشار الأسد.
كما شهدت بعض المناطق أين يقطن علويون هجمات انتقامية نفذها مسلحون عرفوا على أنفسهم بأنهم ينتمون للإدارة السورية الجديدة فيما شدد دمشق على منع أية انتهاكات طائفية.
ولم يشارك العلويون كما القوى الكردية بشكل كبير في مؤتمر الحوار الوطني الذي دعاه له الشرع لتحديد مستقبل البلاد ما يشير لحالة من التوتر المجتمعي.
وقال الصدر للرئيس السوري “ان ترك التصريحات الطائفية سيعزز من وحدة الصف الإسلامي وسيكون ذلك باباً لقوة الموقف الإسلامي والعربي ضد الاعتداءات الصهيوأميركية في سوريا ولبنان وغزة هاشم”.
وختم قائلا “عموماً فإننا ما زلنا مع الشعوب وضد الدكتاتوريات والإرهاب الدولي وضد الطائفية. ونتمنى من الجميع التحلي بالحكمة والسير على النهج المحمدي الأصيل وأن يبقى الشعبان السوري والعراقي أشقاء تحت راية الممانعة المستقاة من أهل البيت عليهم السلام والصحب الكرام”.
وكان الصدر دعا خلال الهجوم الذي شنته قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام والذي أدى لإسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي بلاده لعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري وترك السوريين يقررون مصيرهم بأيديهم.
وكانت الميليشيات المسلحة سعت في البداية للمشاركة في دعم النظام السوري لكنه سقوطه السريع فاجأهم فيما اكدت الحكومة العراقية العمل على الحفاظ على الاستقرار داخل سوريا محذرة من عودة تنظيم داعش.
ورغم أن مواقف الصدر غير متشددة تجاه الإدارة السورية الجديدة لكن القوى الشيعية المرتبطة بإيران والتي تهيمن على المشهد السياسي في العراقي ترفض التواصل مع دمشق بعد انهيار النفوذ الإيراني في سوريا.
ولم يكن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من بين من قدموا التهنئة للشرع بعد توليه الرئاسة في سوريا بينما ضغطت بعض الأحزاب لمنع دعوته للمشاركة في القمة الطارئة المقررة في بغداد.
وكان رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري أكد أن بغداد وجهت رسائل مباشرة إلى دمشق بشأن التهديدات الأمنية مؤكدا وجود 9000 عنصر من تنظيم “داعش” في سجون الحسكة بسوريا إضافة الى خلايا في باديتي حمص والشام.