بغداد – اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر جهات حكومة بالتورط في تجارة المخدرات محذرا من تداعياتها على المجتمع العراقي، فيما يأتي ذلك ضمن سلسلة من الانتقادات التي يوجهها الصدر لحكومة محمد شياع السوداني بشأن عدد من الملفات وسط محاولات للعودة للمشهد السياسي.
وقال في رد على سؤال لأحد أتباعه بشأن تفشي المخدرات بين الشباب والقصر “مشكلة تجارة المخدرات وانتشارها في العراق، يقف وراءها مستفيدون من داخل الحكومة وخارجها” مضيفا ” لا استبعد وجود أسباب سياسية تقف وراء تنامي الظاهرة”.
وطرح أتباع الصدر سؤالا نشرته عدد من وسائل الاعلام بما فيها موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي جاء فيه “أكبر المشاكل التي تواجه المجتمع العراقي هي انتشار تجارة وترويج المخدرات وزيادة عدد المتعاطين لها بشكل رهيب، وسط ضعف الإجراءات الحكومية والشعبية للحد من مخاطرها الأمنية والاجتماعية والنفسية، سيدي الحبيب هل من أساليب وطرق أكثر حزما من الممكن العمل بها المواجهة هذه الآفة التي تعود بتأثيرها السلبي وضررها على المواطن وأمنه واستقراره؟”.
وقد رد الصدر قائلا “المشكلة في إن هناك مستفيدين من (المخدرات) وأموالها وتجارتها من داخل الحكومة وخارجها مع شديد الأسف وقد يكون لأسباب سياسية إن لم تكن الأمور إقتصادية”.

وباتت تجارة المخدرات تدر أموالا طائله في العراق ولم تعد مجرد ظاهرة تهدد الشباب العراقي ما يشير لوجود اطراف متنفذة وراء ذلك وهو ما ذهب اليه زعيم التيار الصدري.
وكان عضو الفريق الوطني لمكافحة المخدرات في مستشارية الأمن القومي العراقي حيدر القريشي، عن وجود سياسيين “متنفذين” و”عصابات” مسلحة، تدير عمليات تهريب المخدرات وتوزيعها في العراق وتصديرها إلى تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
وكانت تقارير حكومية كشفت أن منفذ الشلامجة وميناء أم قصر الحدوديين بين العراق وإيران في محافظة البصرة يعدّان أبرز منافذ تهريب المخدرات في البلاد بينما كشفت معلومات أمنية أنّ مناطق جنوب العراق، وخصوصا تلك التي تشهد حركة كثيفة للزوار الإيرانيين وتضمّ مقدّسات للطائفة الشيعية، أصبحت موضع تركيز أكبر من قبل مهربي المخدّرات وتجارها.
وتوجه الاتهامات بعض الميليشيات المدعومة من طهران بالوقوف وراء تجارة المخدرات. وكانت وزارة الخزانة الأميركية عززت العقوبات على إيران، بعد ظهور تسريبات ووثائق تؤكد تورط مليشيات عراقية مدعومة إيرانياً في تهريب المخدرات داخل العراق، وتحويل الأموال إلى مصارف تجارية إيرانية.
كما استغلت الميليشيات نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد لتهريب مخدر الكبتاغون الذي انتشر بشكل كبير في المنطقة فيما صادرت السلطات الجديدة العديد من مصانع انتاج المخدر تعود لمسؤولين في النظام السابق.
وكانت مصادر كشفت وجود ثلاثة هياكل لإدارة ملف المخدرات في العراق إضافة لتورط أحزاب.
وأوضح ان هذه الهياكل هي المافيات الدولية وهي الأخطر وشبكات على مستوى المحافظات، فضلا عن الموزعين الصغار، مؤكدا بأن إجمالي المواد والعقاقير التي تدخل البلاد تتراوح من 6-9 مواد أبرزها الكريستال الذي برز بشكل لافت بعد 2013.
كما تم القاء القبض على عدد من المتورطين في تجارة المخدرات لديهم علاقات ببعض الأحزاب او المجموعات المسلحة.