دمشق – كشفت وسائل اعلام أردنية أن القائد العام للإدارة السورية الجديدة احمد الشرع المعروف بأبي محمد الجولاني عين أردنيا عميدا للجيش ضمن الترقيات والتعيينات الجديدة، فيما سيثير هذا القرار جدلا واسعا ويناقض تصريحات الحكام الجدد بأن البلاد سيديرها ويحكمها السوريون دون تدخل من جهات خارجية.
وسيكون تعيين أشخاص غير سوريين في قيادة الجيش الجديد والذي سيضم فصائل مختلفة بعد حلها سابقة في تاريخ البلاد وهو يتناقض مع فكرة الجيوش الوطنية وسيزيد المخاوف بشأن خطط وتطلعات الشرع ومؤيديه.
وقالت وكالة الانباء الأردنية الخاصة “عمون” إن عبدالرحمن حسين الخطيب الذي تم ترفيعه إلى رتبة عميد من بين 5 آخرين في قيادة الجيش السوري الجديد، هو أردني الجنسية من أصل فلسطيني.
وكشفت أن الخطيب ملقب “بأبي حسين الأردني” هو أردني من أصل فلسطيني وهو عضو في مجلس شورى هيئة تحرير الشام وبالتالي يظهر أن هذا التنظيم يحوي شخصيات قيادية هامة غير سورية.
وتحدث التقرير عن تاريخه قائلة “أن الخطيب تخرج من كلية الطب في الجامعة الأردنية، وذهب إلى سوريا نهاية العام 2013” مؤكدة أنه يتبنى الفكر السلفي الجهادي.
كما أشارت انه يتميز بالولاء الشديد للجولاني ما جعله يصعد في المراتب العسكرية داخل الهيئة حيث كلف من قبل الشرع بالتنسيق مع الفصائل العسكرية الأخرى وهو يعمل حاليا في المجلس العسكري الثلاثي.
وقام الشرع بترقية عدد من القادة العسكريين الذين وضعوا خططا العملية العسكرية التي أدت لسقوط مدن استراتيجية مثل حلب وحماة وحمص في أيام قليلة قبل دخول العاصمة دمشق واسقاط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ومن بين من تمت ترقيتهم وزير الدفاع السوري في حكومة تصريف الأعمال السورية، مرهف أحمد أبوقصرة الذي تمت ترقيته إلى رتبة لواء وكذلك علي نورالدين النعسان الذي حصل على نفس الرتبة العسكرية بعد الترفيع.
ومن شأن قرار تعيين قيادات عسكرية غير سورية في الجيش أن يثير مخاوف السوريين خاصة من الأقليات وأن يؤدي لخلافات داخل المؤسسة العسكرية التي يحرص حكام سوريا الجدد لتغيير عقيدتها.
ورغم ان الجيش السوري السابق كان يعمل على حماية النظام ووصف بأنه جيش لحماية أسرة الأسد لكنه في النهاية يعتبر جيشا نظاميا وطنيا لم يحوي قيادات عسكرية من جنسيات أخرى رغم أن تشكيلات مسلحة غير سورية شاركت في القتال معه ضد قوات المعارضة تحت ما يسمى “القوات الرديفة” أو “القوات الصديقة”.
وستؤدي الخطوة لتصاعد الشكوك في نوايا الجولاني الذي قام بحل الجيش السابق وتعهد بتشكيل جيش جديد بعد حديثه عن حل الفصائل المسلحة ودمجها في المؤسسة العسكرية.
ومن المؤكد أن هذه الخطوة ستلاقي رفضا واسعا من المجتمع السوري الذي يسعى لتشكيل جيش بعقيدة وطنية خالصة بعيدا عن التدخلات الاقليمية والدولية وسينظر اليه بكثير من القلق من قبل دول المنطقة.