كامبالا – أثارت تصريحات قائد الجيش الأوغندي موهوزي كاينروغابا حول إمكانية الدخول في حرب مع السودان واجتياح الخرطوم ردود فعل غاضبة في الأوساط السودانية، حيث اعتبرت بمثابة تهديد مباشر لأمن البلاد التي تئن تحت وطأة حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وطالبت الحكومة السودانية مساء الأربعاء حكومة أوغندا باعتذار رسمي عن التهديد حيث اعتبرت الخارجية السودانية في بيان، أن التعليقات التي نشرها قائد الجيش الاوغندي “طائشة وغير مسؤولة”.
وقال بيان الخارجية “تطلب حكومة السودان اعتذارا رسميا من الحكومة الأوغندية عن هذ التعليقات المسيئة والخطيرة” مضيفا ” كما تطالب الإتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية والدولية إدانة هذه التصريحات، وما تنطوي عليه من تهديد واضح للأمن الإقليمي والدولي وإساءة للأفارقة”.
وتابع أن” التهديد بالحرب واستباحة سيادة الدول وتحدي ميثاق الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وقواعد القانون الدولي أخطر من أن تكون موضوعا للعبث والبحث عن الأضواء و الإدهاش”.

وعاد الجنرال نجل الرئيس يوري موسيفيني، ليكون محور الجدل من خلال تغريدات نشرها على حسابه على منصة “إكس”، حيث أشار إلى أن أوغندا تنتظر عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة أواخر يناير/كانون الثاني للسيطرة على العاصمة السودانية. وأضاف أن ما أسماها “الفوضى” سوف تنتهي في السودان قريبًا، قائلا “إذا كان هؤلاء الشباب في الخرطوم لا يعرفون ما هي الحرب فسوف يكتشفونها”.

وكان كاينروغابا قد نشر في وقت سابق مجموعة من التغريدات التي هدد فيها كينيا، مؤكّدا نيته السيطرة عليها واحتلال أراضيها خلال أسبوعين فقط، ما أدى الى استياء العديد من الكينيين الذين اعتبروها استفزازًا غير مبرر قد يؤثر سلبًا على العلاقات بين البلدين الجارين اللذين تربطهما مصالح مشتركة.

وانتقد عدد من الخبراء السودانيين هذه التصريحات، مشيرين إلى أنها تعكس عدم المسؤولية وتفتقر إلى الحكمة.

ووصف محمد تورشين خبير الشؤون السودانية هذه التصريحات بأنها “غير ناضجة”، محذرًا من أن مثل هذه الكلمات قد تؤدي إلى تفاقم التوترات بين السودان وأوغندا.

وأكد تورشين أن هذه التصريحات لا تعكس فقط غياب الانضباط العسكري، بل تشير أيضًا إلى عدم استقرار نفسي لدى هذا المسؤول، وفق موقع أخبار السودان المحلي.

وأشار إلى أن كاينروغابا الذي حصل على ترقيته في الجيش الأوغندي بفضل علاقته العائلية بالرئيس موسيفيني، ليس مؤهلاً عسكريًا لإصدار مثل هذه التصريحات، لافتا إلى أن صعوده في المؤسسة العسكرية جاء نتيجة المحاباة وليس الكفاءة، مما يثير تساؤلات حول مدى جدية هذه التصريحات.

وأكد أن مثل هذا التصريح قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على العلاقات بين البلدين، داعيًا إلى ضرورة التحلي بالحكمة في التعامل مع القضايا الإقليمية.

ويعد موهوزي كاينروغابا من أبرز المرشحين لتولي السلطة في المستقبل وفقًا لبعض التحليلات السياسية، ويشغل منذ مارس/آذار 2023 منصب قائد للجيش الأوغندي رغم توعّد والده بإعفائه من منصبه بسبب الجدل الذي تثيره تصريحاته على منصات التواصل الاجتماعي.