التخطي إلى المحتوى

الصالح نيوز :
السماعات العازلة للضوضاء تعلّم الدماغ الكسل وتضر السمع!

الصالح نيوز : 
  السماعات العازلة للضوضاء تعلّم الدماغ الكسل وتضر السمع!
الصالح نيوز :
السماعات العازلة للضوضاء تعلّم الدماغ الكسل وتضر السمع!


الصالح نيوز :
السماعات العازلة للضوضاء تعلّم الدماغ الكسل وتضر السمع!

السماعات العازلة للضوضاء تعلّم الدماغ الكسل وتضر السمع!

باحثون ينبهون من ان تقنيات عزل الصوت المستخدمة بكثرة تاثر على العقل ليفقد مهارته في استخلاص الكلام من الضوضاء المحيطة به والتركيز تماما كما تضعف العضلات بدون تمرين.

لندن – هل تؤثر سماعات إلغاء الضوضاء على مهارات السمع لدينا؟ بعض اختصاصيي السمع بدأوا بالقلق حيال هذا الاحتمال.

يُثمَّن استخدام سماعات إلغاء الضوضاء لجعل التنقل اليومي أكثر احتمالًا وحماية الأذن من ضجيج الحياة اليومية، لكن هذه التقنية تخضع حاليًا للتدقيق بعدما أثار اختصاصيو السمع مخاوف من أن الإفراط في استخدامها قد يضعف مهارات السمع لدى الناس.

ورغم أن لهذه التكنولوجيا فوائد واضحة، من بينها تمكين الأشخاص من الاستماع إلى الموسيقى بمستوى صوت أقل، إلا أن بعض المختصين يشتبهون في أن العزل المستمر للضوضاء الخلفية قد تكون له عواقب غير مقصودة.

ولاحظت رينيه ألميدا، رئيسة قسم السمعيات للبالغين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية بمستشفى إمبريال كوليدج، زيادة في عدد البالغين الذين يأتون إلى عيادتها بمشاكل في السمع، رغم أن الفحوصات تشير إلى أن سمعهم طبيعي.

والمشكلة ليست في آذانهم، بل في أدمغتهم. فقد يعجزون عن تحديد مصدر الصوت أو يواجهون صعوبة في متابعة المحادثات في القطار أو الحانة أو المطعم.

أنت تقدم لعقلك مصدرًا واحدًا للصوت فقط، سواء كان بودكاست أو موسيقى

تُعرف هذه الحالة باضطراب معالجة السمع (APD)، وهو يُشخَّص عادةً لدى الأطفال، لذا فإن تزايد الحالات بين البالغين أثار استغراب ألميدا. وتعتقد أن الاستخدام الواسع لسماعات إلغاء الضوضاء قد يكون السبب.

تقول ألميدا: “الدماغ معتاد على التعامل مع آلاف الأصوات المختلفة في وقت واحد، وكان دائمًا قادرًا على التمييز بين ما يستحق الاستماع إليه وما لا يستحق. فإذا نبح كلب في الخارج، أتعرف عليه فورًا كنباح كلب ولا أهتم كثيرًا.” وتضيف: “مع إلغاء الضوضاء، أنت تقدم لعقلك مصدرًا واحدًا للصوت فقط، سواء كان بودكاست أو موسيقى. مصدر واحد فقط، دون أي أصوات أخرى تشتت الانتباه”.

توضح ألميدا أن الاستخدام المفرط لسماعات إلغاء الضوضاء قد يعوق عملية التطور التي يتعلم فيها الأطفال التركيز على الأصوات. أما بالنسبة للبالغين، فقد يؤدي ذلك إلى جعل الدماغ “كسولًا”، تمامًا كما تضعف العضلات بدون تمرين. وفي الحالتين، قد يواجه الأشخاص صعوبة في استخلاص الكلام من الضوضاء المحيطة بهم.

لا توجد أدلة علمية تثبت أن سماعات إلغاء الضوضاء تسبب اضطراب معالجة السمع، كما لا توجد بيانات قوية تشير إلى ارتفاع معدل الإصابة بهذه الحالة. ومع ذلك، ترى ألميدا أن هذا الموضوع يستحق الدراسة. وتقول: “لابد من إجراء دراسات تركز على تأثير الاستخدام المطوَّل، خاصة لدى الشباب.”

يؤثر اضطراب معالجة السمع على حوالي 3 إلى 5% من الأطفال في سن الدراسة، ويرتبط بانخفاض الوزن عند الولادة أو التهابات الأذن الوسطى المزمنة. أما عند كبار السن، فقد ينجم عن السكتات الدماغية أو إصابات الرأس، وغالبًا ما يظل السبب غير واضح.

تقول الدكتورة شيريل إدواردز، اختصاصية السمع في مستشفى بوسطن للأطفال، إن الأطفال الذين يعانون من اضطراب معالجة السمع قد يواجهون صعوبة في السمع داخل الفصول الدراسية، ويجدون صعوبة في تحديد مصدر الأصوات، وقد يفوتهم فهم الإشارات غير اللفظية مثل نبرة الصوت التي تشير إلى السخرية. وقد تتأثر مهارات القراءة والتهجئة لديهم أيضًا. وتضيف: “نرى بالتأكيد تأثيرًا أكاديميًا لهذه الحالة.”

ولكن، من الصعب تحديد ما إذا كانت الحالات في ازدياد. توضح إدواردز أن معالجة السمع كانت دائمًا تخصصًا فرعيًا ضمن علم السمع، ورغم زيادة الإحالات الطبية بسبب ارتفاع الوعي بالحالة، لا توجد سجلات موثوقة لقياس أي اتجاهات واضحة.

من جانبه، يقول البروفيسور هارفي ديلون، أستاذ علوم السمع في جامعة مانشستر، إنه لا شك في أن تجربة الاستماع تؤثر على قدرة الدماغ على فصل الكلام المرغوب عن الضوضاء الخلفية. ويوضح أن الأطفال يطورون مهارات تحديد مصادر الصوت تدريجيًا بين سن الخامسة والرابعة عشرة.

لكن التأثير يكون أكثر إشكالية بالنسبة للأطفال مقارنة بالبالغين. فإذا كان الطفل يعاني من التهابات أذن متكررة قبل سن الخامسة، فقد يجد صعوبة لاحقًا في التركيز على الأصوات القادمة من اتجاه معين أثناء قمع الضوضاء من اتجاه آخر. والمفاجئ، كما يقول ديلون، أن العديد من هؤلاء الأطفال لا يعوضون هذا التأخر حتى بعد زوال التهاباتهم، بل يحتاجون إلى تدريب مكثف على تطبيقات مثل Sound Storm أو Soundiverse لتعلم هذه المهارة.

أما بالنسبة للبالغين، فالوضع مختلف. فإذا ارتدى شخص سدادة أذن في أذن واحدة لمدة أسبوع، فسيتكيف دماغه تدريجيًا لإعادة تعلم كيفية تحديد مصادر الصوت. وعند إزالة السدادة، تنخفض قدرته مؤقتًا لكنها تستعيد مستواها الطبيعي بسرعة.

يرى ديلون أن فكرة أن سماعات إلغاء الضوضاء قد تكون وراء اضطراب معالجة السمع لا تزال مجرد فرضية غير مثبتة. ويقول: “لا يوجد بحث، بحسب علمي، يحقق في العلاقة بين استخدام سماعات إلغاء الضوضاء وضعف معالجة السمع”.

كما يحذر من أن الاستماع إلى الموسيقى بصوت عالٍ قد يُلحق الضرر بالخلايا العصبية في الجهاز السمعي، دون التأثير على العتبات التي تُقاس في اختبارات السمع. ويضيف: “قد يكون السبب الحقيقي لمشكلة معالجة السمع هو الاستماع إلى الموسيقى العالية، وليس ميزة إلغاء الضوضاء. وإذا كان الأمر كذلك، فإن إلغاء الضوضاء قد يكون ميزة جيدة، لأنه يسمح بالاستماع إلى الموسيقى دون الحاجة إلى رفع مستوى الصوت لتعويض الضوضاء الخلفية”.

بدورها، تقول البروفيسورة داني توملين، رئيسة قسم السمعيات وعلم أمراض النطق في جامعة ملبورن، إن الأشخاص الذين يستخدمون سماعات إلغاء الضوضاء لفترات طويلة قد يجدون صعوبة في السمع عند نزعها. لكنها تشدد على “عدم إغفال الفوائد”، مثل إدارة المدخلات الحسية للأشخاص ذوي التنوع العصبي، أو تمكين الأفراد من الاستماع إلى البودكاست والأفلام في الطائرات والقطارات.

وتضيف: “بدلًا من اقتراح التخلي عن سماعات إلغاء الضوضاء، نحن بحاجة إلى دراسات بحثية أكثر شمولًا”.

في الوقت الحالي، توصي ألميدا باستخدام سماعات التوصيل العظمي والتدريب السمعي. كما تنصح المرضى بالاستماع إلى مناظرات إذاعية ومحاولة تدوين كلمات أغاني الراب أثناء تشغيلها. وتختم بقولها: “هناك مرونة هائلة في الدماغ. حاول أن تبذل جهدًا للاستماع إلى ما يُقال”.

كيف تعمل هذه التقنية؟

وتعتمد السماعات العازلة للضوضاء على تقنية إلغاء الضوضاء النشط (Active Noise Cancellation – ANC) لتقليل الضجيج المحيط أو إزالته تمامًا، مما يساعد المستخدمين على الاستماع إلى الصوت بوضوح حتى في البيئات المزعجة مثل الطائرات أو القطارات أو الأماكن العامة الصاخبة.

تعتمد هذه التقنية على ميكروفونات مدمجة تلتقط الأصوات المحيطة، مثل ضجيج المحركات أو حديث الأشخاص، ثم ترسل هذه الأصوات إلى شريحة إلكترونية داخل السماعة تقوم بتحليل الموجات الصوتية القادمة. بعد ذلك، يتم توليد موجة صوتية معاكسة تمامًا للموجة الأصلية، بحيث تكون 180 درجة خارج الطور، مما يؤدي إلى إلغاء الضوضاء عبر عملية تُعرف باسم التداخل المدمر (Destructive Interference). بهذه الطريقة، يتم تقليل الضوضاء المحيطة قبل أن تصل إلى أذني المستخدم، مما يوفر تجربة استماع أكثر هدوءًا ووضوحًا.

هناك نوعان رئيسيان من تقنيات إلغاء الضوضاء. الأول هو إلغاء الضوضاء النشط (ANC)، الذي يعتمد على الميكروفونات والمعالجة الإلكترونية لإنتاج موجات مضادة، وهو فعال بشكل خاص ضد الأصوات المستمرة مثل محركات الطائرات أو أجهزة التكييف. أما النوع الثاني فهو إلغاء الضوضاء السلبي (PNC)، الذي يعتمد على تصميم السماعة نفسه لعزل الضوضاء، مثل وسائد الأذن السميكة والمواد العازلة، ويكون أكثر فعالية ضد الأصوات المفاجئة مثل الصراخ أو التصفيق.

تُستخدم هذه التقنية في العديد من المواقف اليومية، حيث تكون مفيدة أثناء السفر في الطائرات والقطارات، وفي المكاتب ذات الضوضاء العالية، وعند التركيز على العمل أو الدراسة. كما تساعد على تقليل الحاجة إلى رفع مستوى الصوت، مما يحمي الأذن من التلف السمعي الناتج عن الاستماع إلى الأصوات العالية لفترات طويلة.

رغم فوائدها العديدة، إلا أن السماعات العازلة للضوضاء قد يكون لها بعض العيوب. فقد تسبب لدى بعض المستخدمين شعورًا بالضغط في الأذن، كما أنها لا تكون فعالة جدًا ضد الأصوات غير المنتظمة أو المفاجئة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الاستخدام المفرط لهذه السماعات إلى تعويد الدماغ على العزل التام، مما يجعل الأشخاص أقل قدرة على التعامل مع الضوضاء في حياتهم اليومية.

الصالح نيوز :
السماعات العازلة للضوضاء تعلّم الدماغ الكسل وتضر السمع!

الصالح نيوز :
السماعات العازلة للضوضاء تعلّم الدماغ الكسل وتضر السمع!
#السماعات #العازلة #للضوضاء #تعلم #الدماغ #الكسل #وتضر #السمع