لندن – أظهرت أبحاث مدعومة من الحكومة أن الحميات الصحية التي تتضمن المزيد من الأسماك والخضروات الخضراء والمكسرات يمكن أن تقلل من الجرائم العنيفة التي يرتكبها الأطفال بنسبة تصل إلى 82 بالمئة.

 كما أن تقليل كمية الأطعمة المعالجة التي يتناولها الأطفال وتزويدهم بالمكملات الغذائية المنتظمة يمكن أن يقلل من السلوك المعادي للمجتمع بنسبة 52 بالمئة والعدوانية بنسبة 38 بالمئة، وفقًا للتحليل الذي أجرته “صندوق الوقف الشبابي” (YEF).

وقالت المنظمة الخيرية المدعومة من الحكومة، التي تقدم استشارات للوزراء بشأن التدابير اللازمة لمكافحة العنف، إن تحسين التغذية للأطفال هو “بتكلفة منخفضة” ولكن “من المحتمل أن يكون له تأثير كبير على الجرائم العنيفة”.

أوصت المنظمة بأن يتم تعزيز التغذية الجيدة – سواء من خلال الطعام الطازج أو المكملات الغذائية – للآباء، ودمجها في البرامج المدرسية والمجتمعية، كطريقة فعالة للحد من السلوك الإجرامي للأطفال.

من المتوقع أن ينظر الوزراء في هذه النتائج التي يُقال إنهم يتقبلون المقترحات المتعلقة بتأثير التغذية الجيدة على كيفية تطور أدمغة الأطفال ووظائفها.

قال سياران ثابار مدير الشؤون العامة في “YEF”، إن برامج التغذية للأطفال يمكن أن تكون “طريقة صغيرة ولكن فعالة من حيث التكلفة… لدعم صحتهم العامة ورفاههم وسلوكهم”.

أوضح البحث أن معظم برامج التغذية، التي تركز حاليًا على تقليل العدوانية، تُنفذ للأطفال الذين يعانون من حالات مثل التوحد، ADHD، واحتياجات الدعم الإضافية.

وتُربط مستويات DHA المنخفضة، وهو حمض دهني أوميغا-3 أساسي موجود في الأسماك الزيتية والمصادر النباتية مثل الطحالب والأعشاب البحرية، بالديسلكسيا، ADHD، والتوحد.

يُحسن الحديد، الموجود في المحار، واللحوم الحمراء، والكبد، والفاصوليا، والبروكلي، والخضروات الورقية الخضراء، من الإدراك، والذاكرة، والمزاج، في حين أن الزنك، الموجود في المحار، والبقوليات، واللحوم، والمكسرات، يساعد في تطوير ونمو الدماغ والأعضاء الأخرى ويحسن جهاز المناعة.

قالت “YEF” في تقريرها: “على الرغم من أن برامج التغذية ليست حلاً سحريًا لمنع العنف، إلا أن النتائج تشير إلى أنه يمكن أن يكون لها دور في دعم الجهود الأوسع لمساعدة الأطفال الأكثر عرضة للخطر”.

وأوضحت أن “برامج منخفضة التكلفة لتوفير مكملات أوميغا-3 وفيتامين د يمكن أن تُنفذ في المدارس، والمرافق الصحية المجتمعية، ومراكز الاحتجاز الشبابية، تحت إشراف المهنيين الصحيين”.

وأكدت أن “ضمان حصول الشباب في أماكن الاحتجاز على طعام مغذٍ، بالإضافة إلى مكملات فيتامين د للتعويض عن النقص الناتج عن قلة التعرض لأشعة الشمس، يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص”.

توفر “YEF” “أداة تقييم”، التي تقيّم فعالية أنواع مختلفة من التدخلات في مكافحة العنف والسلوك المعادي للمجتمع بين الأطفال.

بينما أظهرت الأدلة أن الحميات الصحية أدت إلى تقليص العنف بين الأطفال بنسبة 82 بالمئة، قالت “YEF” إنها “تملك ثقة منخفضة” في هذه التقديرات لأنها استندت إلى دراستين فقط.

ومع ذلك، أكدت أن لديها “ثقة عالية” في تأثير مكملات الأوميغا-3 على السلوك المعادي للمجتمع، حيث قللت من هذا السلوك بنسبة 52 بالمئة، لأن النتائج استندت إلى 21 دراسة. وعندما تم دمج المكملات مع تغييرات أوسع في النظام الغذائي، قالت الباحثون إنهم كانوا يمتلكون “ثقة معتدلة” في النتائج.

وأضاف التقرير: “تم تقييم تأثير التغيير في النظام الغذائي والمكملات على العدوانية (تقليص بنسبة 38٪) بدرجة متوسطة من الأمان، لأنه استند إلى سبع دراسات”.

قالت تهاني ساريدار الرئيس التنفيذي لشركة “Think Through Nutrition”: “ضمان الوصول إلى العناصر الغذائية الأساسية مثل أوميغا-3 وفيتامين د – سواء من خلال النظام الغذائي أو المكملات أو التدخلات العملية الأخرى – يمكن أن يكون وسيلة بسيطة ولكن فعالة لدعم صحة الدماغ، خصوصًا للأطفال ذوي الحالات العصبية المتنوعة أو أولئك في أماكن الاحتجاز”.

“تظهر الأدلة أن حتى التحسينات الصغيرة في التغذية يمكن أن يكون لها تأثير قابل للقياس على السلوك، مما يعزز أهمية جعل الخيارات الغذائية الصحية أكثر إتاحة لجميع الأطفال، بغض النظر عن خلفياتهم أو بيئاتهم”.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية: “من الواضح أن الأكل غير الصحي يحرم أطفالنا من أفضل بداية ممكنة في الحياة. هذه الحكومة تتخذ إجراءات للحد من إعلانات الوجبات السريعة الموجهة للأطفال وتطلق نوادي الإفطار المدرسية في جميع أنحاء البلاد لكسر العلاقة بين خلفيات الأطفال ونجاحهم”.

“كما أننا نتعامل مع السلوك المعادي للمجتمع. كجزء من خطة التغيير، ستوفر ضمانة الشرطة المجتمعية المزيد من ضباط الشرطة والمساعدين المجتمعيين في الأحياء، وسنواصل النظر في كيفية معالجة الجريمة بشكل أسرع”.