نواكشوط – أطلق التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب من العاصمة الموريتانية نواكشوط برنامجه لمحاربة الإرهاب في دول الساحل الخمس وهي موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد التي تعد من أكثر مناطق العالم تأثرا بالهجمات الإرهابية، في خطوة جديدة من السعودية التي تعتبر شريكاً فاعلاً في درء مخاطر الارهاب وتعزيز التعاون الدولي.

وأكّد الأمين العام للتحالف اللواء الطيار الركن السعودي محمد بن سعيد المغيدي أن “الإرهاب تحدٍّ حقيقي وخطر مُحدق بالإنسانية، لاسيما في منطقة دول الساحل، مؤكدًا أهمية تضافر الجهود لجعل هذا البرنامج الذي يطلقه التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب عملاً مهمًا”، وفق وكالة الانباء السعودية.

 وأوضح المغيدي أن البرنامج سيركز على أربعة محاور رئيسية: تعزيز الجوانب الفكرية والإعلامية لمكافحة الفكر المتطرف، ومكافحة تمويل الإرهاب لتعطيل الموارد المالية للجماعات الإرهابية، وتطوير القدرات العسكرية لتمكين الدول من التصدي للتهديدات، وتحسين التنسيق الإقليمي لتعزيز التعاون بين دول الساحل.

وأكّد أن دول الساحل هي محور حيوي في مواجهة الإرهاب، وأن التزام التحالف تجاه هذه المنطقة يعكس إيمانه بأهمية الشراكة والتعاون لتحقيق الأمن والسلم، مشيرًا إلى أن البرامج التي يطلقها هي بداية مرحلة جديدة من العمل المشترك، تهدف إلى بناء قدرات محلية مستدامة تمكّن المجتمعات من مواجهة التحديات الإرهابية بفعالية”.

 من جهته، شدد وزير الدفاع الموريتاني حننه ولد سيدي على الحاجة إلى مقاربة شاملة تتعامل مع الأبعاد الفكرية والاجتماعية والاقتصادية لظاهرة الارهاب، مضيفا أن الإعلام يلعب دوراً حاسماً في كسب المعركة الفكرية، في ظل التطور الرقمي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي”.

وتشهد منطقة الساحل الافريقي تنامياً ملحوظاً في معدلات الهجرة والنزوح بسبب تزايد أنشطة الجماعات الإرهابية خاصة في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر التي أصبحت بؤرة تستقطب الإرهاب من جميع أنحاء العالم، حيث شكلت ما يقارب من 43 بالمئة من إجمالي عدد القتلى نتيجة حوادث إرهابية في العالم، وفقاً لأحدث إصدار من مؤشر الإرهاب العالمي.

ولم تكن الدول الثلاث بمنأى عن الهجمات الإرهابية قبل مغادرة القوات الفرنسية بطلب من باماكو ونيامي ووغادوغو والتي تخطط كذلك لمراجعة الاتفاقيات العسكرية مع الولايات المتحدة، لكن بدا لافتا في السنوات الأخيرة تصاعد نشاط الجماعات المتطرفة.

وتأسس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في ديسمبر/كانون الأول من العام 2015 ويضم في عضويته 42 دولة. وكان الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب قد أعلن خلال الاجتماع الثاني لوزراء دفاع دول التحالف المنعقد في مدينة الرياض في 3 فبراير/شباط 2024 عن دعم المملكة لصندوق تمويل المبادرات بالتحالف بمبلغ مئة مليون ريال سعودي (26.613 مليون دولار)، بالإضافة إلى تقديمها 46 برنامجًا تدريبيًا ضمن مجالات عمل التحالف، وفق وكالة الانباء السعودية.

 وخلال السنوات الأخيرة نجحت السلطات السعودية في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية وواجهت بحزم عناصر متطرفة سنية وشيعية كانت تخطط لزعزعة أمن المملكة، كما أصدر القضاء السعودي أحكاما بالإعدام في حق المتورطين في مخططات إرهابية.

وتوائم المقاربة السعودية لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة بين الحزم ونشر التسامح الديني ومحاربة الفكر المتطرف ضمن جهود تهدف إلى تعزيز الانفتاح الاجتماعي للمملكة، بالإضافة إلى توفير كافة الظروف الملائمة لتجسيد الخطة الاقتصادية الطموحة ‘رؤية 2030’.