بغداد – دعا عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيرزاد حسين إلى خروج حزب العمال من الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، معتبرا أنه الحل لتجنيب المنطقة الضربات التي تنفذها تركيا على معاقل الحزب الذي تصنفه “تنظيما إرهابيا”، فيما تشير التطورات الميدانية إلى أن أنقرة أطلقت عملية عسكرية واسعة ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق وسوريا.

ونقل موقع “بغداد اليوم” عن حسين قوله إن “وجود عناصر حزب العمال الكردستاني يخلق ذريعة ويعطي مبرارات لتركيا لاستمرار القصف ومواصلة عملياتها في مناطق وقرى إقليم كردستان”.

وشدد على أن وجود عناصر حزب العمال في كردستان العراق يسبب الكثير من المشاكل للإقليم، مؤكدا أن اسحابهم ينهي الهجمات التركية المتكررة، لافتا إلى أن بعضها أسفر عن مقتل بعض المدنيين.

وشنت طائرات تركية اليوم الخميس غارات استهدفت مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني على سفوح جبل متين المطل على قضاء العمادية شمالي محافظة دهوك على ما أكده مصدر أمني لموقع “شفق نيوز” الكردي العراقي.

واستهدفت الضربة التركية قريت أخليت من سكانها قبل سنوات بسبب استمرار المواجهات العسكرية بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وبحسب المصدر نفسه فقد “لجأ مقاتلو الحزب خلال الآونة الأخيرة إلى اتباع تكتيك جديد يتمثل في الاحتماء والتحصن داخل القرى المهجورة، ما يجعلها هدفا متكررا للقصف الجوي التركي، الأمر الذي يؤدي إلى تدميرها بشكل كامل أو جزئي.

ويبزر رئيس الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني كوسيط محتمل للتهدئة بين تركيا والجماعات الكردية في سوريا وشمال العراق، بينما لا يعرف موقف أنقرة التي تطالب بطي صحفحة الملف الكردي.

وأكد الزعيم الكردي في مقابلة تلفزيونة الأسبوع الماضي أن وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا يمثل مشكلة كبيرة، داعيا الأكراد السوريين للحصول على حقوقهم من خلال الحوار والوسائل السلمية.
وأعلنت تركيا الثلاثاء أنها قتلت 13 مسلحا كرديا في شمال سوريا واثنين في العراق منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، ما يشير إلى أن أنقرة تواصل حملتها ضد المتمردين الذين قد يكون بعضهم على صلة بحلفاء للولايات المتحدة.

وقالت وزارة الدفاع التركية إن المقاتلين الأكراد الذين “حيّدتهم” في سوريا ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني المحظور ووحدات حماية الشعب الكردية السورية المسلحة.

وتعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب جماعتين مرتبطتين في حين تعتبرهما الولايات المتحدة منفصلتين. وتحظر واشنطن الحزب وتصنفه منظمة إرهابية لكنها تتحالف مع وحدات حماية الشعب في سوريا في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وتطالب تركيا واشنطن منذ فترة طويلة بسحب دعمها لوحدات حماية الشعب وعبرت عن أملها في أن يراجع الرئيس دونالد ترامب السياسة الموروثة من إدارة سلفه جو بايدن السابقة.

وتقرير الثلاثاء عن المواجهات القوية هو الثاني خلال أيام بعدما أعلنت تركيا أيضا أنها قتلت 13 مسلحا كرديا يوم الأحد.

وخاضت قوات تركية وحلفاء لها مرارا معارك في سوريا مع مسلحين أكراد منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي.

وتقول تركيا إنه يتعين على قوات سوريا الديمقراطية التي تعرف اختصارا بـ”قسد”، وهي تحالف تنضوي تحت مظلته عدة جماعات مسلحة منها وحدات حماية الشعب الكردية، التخلي عن السلاح وإلا فإنها ستواجه تدخلا عسكريا.