صنعاء – أعلن الجيش اليمني إسقاط طائرة مسيّرة لجماعة الحوثي في محافظة حجة شمال غربي البلاد، بينما أفادت الجماعة بمقتل اثنين من عناصرها في اشتباكات مع الجيش ما يثير مخاوف من إمكانية نسف جهود السلام.
وذكر الجيش في بيان مساء الأحد، أن “قوات اللواء السابع حماية رئاسية في المنطقة العسكرية الخامسة، تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة للحوثيين في مديرية حيران بمحافظة حجة” موضحا أن الطائرة “استطلاعية وتم إسقاطها أثناء تحليقها فوق مواقع لقوات الجيش”، دون ذكر تفاصيل أكثر.
وفي السياق، أعلنت جماعة الحوثي، مقتل اثنين من عناصرها في مواجهات مع القوات الحكومية.
وذكرت وكالة الأنباء (سبأ) التابعة للحوثيين، مساء الأحد، أنه جرى في العاصمة صنعاء “تشييع العقيد فايز يحيى سالم عزان، والملازم ثاني محمد علي محمد ناجي، اللذين استشهدا في معركة النفس الطويل (في إشارة إلى مواجهات مع القوات الحكومية)”، دون ذكر زمان ومكان مقتلهما.
ومساء الاثنين أعلن الجيش اليمني إسقاط مسيرة للحوثيين في محافظة تعز جنوب غربي البلاد.
يأتي ذلك في وقت يطل مجددا شبح المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، ما يهدد هدوءا ميدانيا ساد البلاد منذ أكثر من عامين.
ومنذ مدة، تتكثّف مساعٍ إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، آخرها جولة للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، في يناير/كانون الثاني الجاري، شملت العواصم صنعاء ومسقط وطهران والرياض.
ومنذ أبريل/نيسان 2022، يشهد اليمن تهدئة من حرب اندلعت في 2014 بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن بينها صنعاء.
وسبق أن أعلن غروندبرغ في 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، التزام الحكومة والحوثي بحزمة تدابير ضمن “خارطة طريق” تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار، وتحسين ظروف معيشة المواطنين، لكن التطورات على الأرض تجري خلاف ذلك.
ومع تراجع حدة التوتر في المنطقة بعقد اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان بين حزب الله وإسرائيل وكذلك اتفاق هدنة في غزة بين حماس والدولة العبرية لم تعد هنالك مبررات من قبل الحوثيين لشن الهجمات الخارجية وبالتالي سيركزون على الساحة الداخلية. وقد وجهت الجماعة رسائل تحذير للداخل خلال مظاهرات تأييد لحماس وحزب الله.
ورغم تهديد الجماعة المدعومة من إيران بأنها ستواصل إطلاق الصواريخ وتنفيذ هجمات في البحر الأحمر في حال تم انتهاك الاتفاق من الجانب الإسرائيلي لكن متابعين يرون أن الحوثيين.
وبداية الشهر الجاري تفجرت مواجهات مسلحة بين القوات اليمنية التابعة للشرعية والمتمردين الحوثيين في 3 محافظات وهي مأرب (وسط) والجوف (شمال) وتعز (جنوب غرب).
ويعاني اليمن للعام العاشر تواليا، صراعا مستمرا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين انعكست تداعياته على مختلف النواحي إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب تقارير الأمم المتحدة.