القدس – شنت وسائل إعلام إسرائيلية خاصة القناة 14 التي تمثل اليمين الإسرائيلي المتشدد، حملة تحريضية ضد الأزهر الشريف، المؤسسة الدينية والتعليمية العريقة في مصر حيث يأتي ذلك في وقت حساس اذ يشهد العلاقات بين القاهرة وتل أبيب توترًا متصاعدًا، خاصة في ظل التحركات العسكرية المصرية في سيناء وما نتج عنه من مخاوف إسرائيلية والردود المصرية على التطورات الجارية في غزة.
ونقلت القناة الإسرائيلية تصريحات لمسؤول في الأزهر، قوله لوسائل الإعلام المصرية “لن تتخذ إسرائيل أي خطوة حقيقية لوقف الهجمات طالما أعطتها القوى الدولية الضوء الأخضر لمواصلة القتل.” 
وانتقدت وسائل الاعلام العبرية هذه التصريحات، التي تندد بتجاهل المجتمع الدولي لحقوق الفلسطينيين ودعمه المستمر لإسرائيل فيما جاءت التصريحات في سياق تغطية مستمرة من قبل القناة للأوضاع في غزة، حيث تتواصل عمليات القصف والهجمات العسكرية الإسرائيلية على القطاع.
ولم يكن الهجوم على الأزهر محض صدفة، بل هو جزء من حملة أوسع تستهدف التشكيك في دور مصر الإقليمي وعلاقتها بالولايات المتحدة. 
وقد أبرزت القناة الإسرائيلية أن مؤسسة الأزهر، التي تعتبر أكبر وأهم مؤسسة إسلامية سنية في العالم، تُهاجم الولايات المتحدة بسبب دعمها الثابت لإسرائيل في صراعها ضد الفلسطينيين. 
كما ربطت القناة بين تصريحات الأزهر والمساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية السنوية لمصر، والتي تقدر بحوالي 2.1 مليار دولار، تشمل تجهيزات عسكرية متقدمة مثل الطائرات المقاتلة والدبابات.
وتأتي الانتقادات الإسرائيلية للأزهر في وقت حساس حيث تعيش المنطقة حالة من التوتر، خاصة مع استمرار الحرب على غزة. إذ تكمن المخاوف الإسرائيلية في تصاعد التحشيد العسكري المصري في سيناء، وهو ما قد يعكس رغبة القاهرة في اتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد الاحتلال الإسرائيلي. 
وقد تكون هذه المواقف بمثابة تحذير إسرائيلي لمصر من أي تحرك قد يعكر صفو التوازن العسكري والأمني في المنطقة، خصوصًا مع وجود دعم إقليمي واسع لحقوق الفلسطينيين.
ورغم التصعيد الإعلامي الإسرائيلي، يبدو أن الرد المصري كان حازمًا، إذ أكدت السلطات المصرية في أكثر من مناسبة أن مصر لا تتراجع عن مواقفها الثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين، وأن أي محاولة لتشويه صورة الأزهر لن تؤثر على موقفها تجاه القضايا العربية والإسلامية. كما أشار المسؤولون المصريون إلى أن المؤسسة الدينية الأزهرية تمثل ضمير الأمة الإسلامية، وأنها دائمًا ما كانت محط أنظار العالم في الدفاع عن قضايا الأمة.
والمؤسسة الأزهرية، التي لطالما تميزت بمواقفها الصارمة في دعم حقوق الشعوب المضطهدة، تواجه الآن حملة تحريض إعلامي غير مسبوقة من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تحاول تحوير الحقائق وتشويه المواقف المصرية الداعمة للقضية الفلسطينية. وقد يرى البعض أن الهجوم على الأزهر يأتي في إطار محاولة إسرائيلية لتقليص تأثير مصر في المنطقة، خاصة في ظل التوترات الحالية حول غزة.
ويشكل التوتر بين القاهرة وتل أبيب على خلفية التصعيد العسكري في غزة والتحشيد المصري في سيناء تحديًا كبيرًا أمام العلاقات بين البلدين. ومن المؤكد أن الهجوم على الأزهر لن يكون إلا جزءًا من هذا الصراع الإعلامي والسياسي الذي يتخذ أبعادًا متعددة على الساحة الدولية.