واشنطن – يُعاني الكثيرون منا من صعوبة النوم، سواء بسبب التوتر أو الأفكار المُزعجة أو ببساطة عدم القدرة على الاسترخاء، وقد تم ابتكار تقنيات بسيطة يُمكن أن تُساعد على النوم بشكل أسرع وأكثر هدوءًا.

ونجح أحد أطباء طب النوم في ابتكار تقنية “الحلم المسبق” التي يستخدمها الجيش وترتكز على توجيه العقل الباطن نحو صورة أو مشهد مُريح قبل النوم مباشرةً بدلاً من الاستسلام للأفكار المُشتتة، حيث يُركز الشخص على تخيل مشهد هادئ ومُريح يُساعد على تهدئة العقل والجسم، وبالتالي تسهيل عملية النوم.

ووفقاً لصحيفة “نيويورك بوست” الأميركية، يقول الأطباء إن التقنية الذكية المقترحة تعمل بشكل أفضل من “عد الأغنام”.

 ويُفسر الأطباء النفسيون هذه التقنية بأنها تُساعد على تحفيز نظام الصورة في الدماغ، إذ يوصي الدكتور أليكس ديميتريو، وهو طبيب نفسي معتمد متخصص في طب النوم في ولاية كاليفورنيا الأميركية باستدعاء مشهد معين من الذاكرة، سواء كان شاطئاً جميلاً أو منطقة كنت تحب زيارتها عندما كنت طفلاً، حيث يعتقد أن ذلك له تأثير مهدئ.

ويقول “الأحلام بصرية، وكلما تمكنت من استدعاء النظام صورة، تمكنت من النوم بشكل أسرع، حاول أن تتخيل مشهداً جميلاً يجعلك مرتاحاً… مثلاً، تخيل نفسك نائماً على ظهرك في زورق على بحيرة هادئة”.

وفيما يخص تقنية “عد الأغنام” المعروفة، يقول “أحياناً يكون العد أكثر تحفيزاً للدماغ ومصدراً للقلق ولن يساعد على النوم، فيما للصور المرئية المهدئة تأثير مريح وتوقف شرود الذهن”.

ويُقال إن هذه التقنية كانت وسيلة للرعاة في العصور الوسطى الذين كانوا محرومين من صحبة البشر لأسابيع في كل مرة لكي يناموا كل ليلة، فكانوا يعدون أغنامهم حتى تغفو.

تم توضيح هذه الطريقة في كتاب عام 1981 بعنوان “الاسترخاء والفوز: الأداء المتميز في كل ما تفعله”، ويقال إن رؤساء الجيش طوروها لمساعدة الجنود على النوم في مواقف عالية التوتر.

وتبدأ التقنية بمسح الجسم، حيث تحرك تركيزك ببطء على جسمك من رأسك إلى أصابع قدميك، وتسترخي بوعي كل جزء شيئاً فشيئاً، وأثناء القيام بذلك أبطئ تنفسك، وابدأ بتكتيك تصور الأماكن المحببة لك.

ويقول الطبيب “تتمثل مراحل الطريقة العسكرية في الأساس في استرخاء الجسم وإبطاء التنفس والتصور لتهدئة العقل… كل هذه الطرق الـ3 مفيدة عند تطبيقها معاً”.

 ويمثل الأرق مشكلة عالمية كبيرة، إذ تؤثر على حوالي ثلث الرجال والنساء في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، ونحو نصف النساء فوق سنّ الخامسة والستين.