تونس – تستأنف وزارة الشؤون الاجتماعية التونسية مفاوضاتها مع الجامعة العامة للمناجم غدا الاثنين 23 ديسمبر/كانون الثاني بعد فشل الطرفين في الوصول الى اتفاق ينهي حالة الانتظار التي يعيشها قطاع الفوسفات في الحوض المنجمي الذي يضم أربعة مراكز أساسية وهي “المتلوي” و”الرديف” و”أم العرايس” و”المظيلة”.

يأتي ذلك قبل أيام قليلة من تنفيذ اضراب عام مزمع في مواقع انتاج شركة فسفاط قفصة يومي 25 و26 ديسمبر/كانون الثاني، حيث كان المجلس القطاعي للمناجم بالاتحاد العام التونسي للشغل قد أعلن عنه في وقت سابق، احتجاجا على فشل المفاوضات مع الحكومة حول جملة من المطالب العمالية منها صرف منحة إنتاجية للعام 2023 وتوفير منحة اللباس لسنوات 2022 و2023 و2024 وإدماج زيادات في الأجور، فضلا عن رصد حصص القروض الاجتماعية وفتح آفاق لأعوان الحراسة وغيرها.

وتسير وتيرة انتاج الفوسفات في تونس ببطء شديد منذ 2011، حيث تراجع الإنتاج في 2024 بأكثر من 25 في المائة، ما أثر على مختلف القطاعات المرتبطة بها منها التصدير وصناعة الأسمدة.

ورغم التراجع النسبي لسطوة اتحاد الشغل نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة وحالة الانقسام الداخلي التي يعاني منها، فإن النقابات في الحوض المنجمي لا تزال تتمتع بقدرة كبيرة على التأثير وعرقلة استئناف الانتاج بشكل أسرع.

وتشهد العلاقة بين الحكومة التونسية وأكبر منظمة نقابية في البلاد حالة من الفتور وصلت في بعض الأحيان الى التصادم، حيث أكدت قيادة الاتحاد في أكثر من مناسبة على عدم رضاها إزاء السياسات الاجتماعية والاقتصادية للحكومة.

وأواخر نوفمبر/تشرين الثاني، دعا الأمين العام لاتحاد للشغل نورالدين الطبوبي الحكومة إلى احترام تعهداتها والالتزام بتنفيذ وتفعيل اتفاق 6 فبراير/شباط للعام 2021 المتضمن 46 اتفاقية قطاعية،  مطالبا بتهيئة الظروف الملائمة للانطلاق في جولة جديدة من المفاوضات الاجتماعية في الوظيفة العمومية والقطاع العام.

وعبر الطبوبي عن استعداد المنظمة الدائم للحوار الجاد والمفيد مع كل الأطراف لايجاد حلول توافقية لجملة المشاغل الاجتماعية والقضايا الجوهرية المتمثلة بالخصوص في فقدان المواد الغذائية والأدوية وارتفاع نسبة التضخم المرتفعة وتدهور المقدرة الشرائية وضعف الأجور، مستنكرا ما أسماه بالمحاولات المتكررة لضرب الحق النقابي وانتهاك حقوق العمال

ووفق تقديرات رسمية، تمتلك تونس رابع أكبر احتياطي للفوسفات في العالم والذي يزيد عن 800 مليون طن وتصدّر لقرابة 20 سوقا، الا أن السلطات لم تتمكن من الوصول الى الأهداف التي وضعتها منذ سنتين أو أكثر بهدف الاستفادة من هذا المورد الاستراتيجي والهام بسبب الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بالتشغيل وعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بهذا القطاع.

وفي مايو/أيار 2022 استأنفت تونس تصدير الفوسفات الى البرازيل وتركيا وباكستان واندونيسيا وفرنسا. واعتبر الرئيس التونسي قيس سعيد أن تراجع عجلة الإنتاج في هذا القطاع الحيوي “وضع غير مقبول خاصة وأن الفوسفات التونسي يعتبر من أفضل ما يوجد في العالم ويجب إيجاد حلولا سريعة”.