الصالح نيوز :
الحر يأكل أعمارنا البيولوجية
الحر يأكل أعمارنا البيولوجية
الصالح نيوز :
الحر يأكل أعمارنا البيولوجية
الحر يأكل أعمارنا البيولوجية
واشنطن – ماذا لو لم تكن موجات الحر الشديدة تتركك فقط مرهقًا، بل تجعلك في الواقع تتقدم في العمر بشكل أسرع؟
يعلم العلماء بالفعل أن الحرارة الشديدة تزيد من خطر الإصابة بضربات الشمس وأمراض القلب والأوعية الدموية واختلال وظائف الكلى، بل وحتى الوفاة. لكن حتى الآن، لم تتناول الأبحاث بشكل كافٍ تأثير الحرارة على الشيخوخة البيولوجية، وهي التدهور التدريجي للخلايا والأنسجة الذي يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر.
تشير أبحاث جديدة نشرها فريقي في مجلة Science Advances إلى أن التعرض طويل الأمد للحرارة الشديدة قد يسرّع الشيخوخة البيولوجية على المستوى الجزيئي، مما يثير القلق بشأن المخاطر الصحية طويلة المدى التي يسببها تغير المناخ.
التأثير الخفي للحرارة الشديدة على الجسم
وقام الباحثون بتحليل عينات دم لأكثر من 3,600 شخص مسنّ في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقيَّمنا أعمارهم البيولوجية باستخدام الساعات الجينية اللاجينية، وهي أدوات تقيس أنماط تعديل الحمض النووي (الميثيل)، التي تتغير مع تقدم العمر.
يشير ميثلة الحمض النووي إلى التعديلات الكيميائية التي تعمل كمفاتيح تشغيل وإيقاف للجينات. يمكن أن تؤثر العوامل البيئية على هذه المفاتيح وتغير كيفية عمل الجينات، مما يؤثر على الشيخوخة وخطر الإصابة بالأمراض بمرور الوقت. تُعدّ هذه التغيرات مؤشرات قوية لاحتمالية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر ومتوسط العمر المتوقع.
أظهرت الأبحاث على الحيوانات أن الحرارة الشديدة يمكن أن تؤدي إلى ذاكرة جينية لاجينية غير تكيفية، أي تغييرات دائمة في أنماط ميثلة الحمض النووي. وتشير الدراسات إلى أن تعرض الفئران لحرارة شديدة لمرة واحدة فقط يمكن أن يسبب تغييرات طويلة الأمد في ميثلة الحمض النووي عبر أنواع مختلفة من الأنسجة.
لاختبار تأثير الإجهاد الحراري على البشر، قام الباحثون بربط بيانات الساعات الجينية اللاجينية بسجلات المناخ، لدراسة ما إذا كان الأشخاص الذين يعيشون في بيئات أكثر حرارة يظهرون شيخوخة بيولوجية أسرع.
وجد الباحثون أن البالغين الأكبر سنًا الذين يعيشون في مناطق تتكرر فيها الأيام شديدة الحرارة يعانون من شيخوخة جينية أسرع مقارنة بأقرانهم في المناطق الأكثر اعتدالًا.
فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين يعيشون في مناطق بها 140 يومًا على الأقل من الحرارة الشديدة سنويًا – حيث يتجاوز مؤشر الحرارة 90 درجة فهرنهايت (32.33 درجة مئوية) – تعرضوا لما يصل إلى 14 شهرًا إضافيًا من الشيخوخة البيولوجية مقارنةً بأولئك الذين يعيشون في مناطق تشهد أقل من 10 أيام شديدة الحرارة سنويًا.
تعرضوا لما يصل إلى 14 شهرًا إضافيًا من الشيخوخة البيولوجية
وظل هذا الرابط قائمًا حتى بعد أخذ عوامل فردية واجتماعية متعددة في الاعتبار، مثل مستوى النشاط البدني والحالة الاقتصادية والاجتماعية. وهذا يعني أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأكثر حرارة قد يشيخون بيولوجيًا بمعدل أسرع، حتى وإن كانت أنماط حياتهم متشابهة مع أولئك في المناطق الأقل حرارة.
والأكثر إثارة للدهشة هو حجم التأثير – إذ أن تأثير الحرارة الشديدة على تسريع الشيخوخة مشابه لتأثير التدخين والمبالغة في استهلاك الكحول.
وهذا يشير إلى أن التعرض للحرارة قد يكون عاملاً خفيًا يسرّع الشيخوخة بمستوى مماثل لعوامل بيئية وأسلوب حياة أخرى معروفة بتأثيرها السلبي على الصحة.
العواقب الصحية طويلة المدى
ورغم أن الدراسة تسلط الضوء على العلاقة بين الحرارة والشيخوخة البيولوجية، إلا أن هناك العديد من الأسئلة التي لم تُحسم بعد. من المهم الإشارة إلى أن النتائج لا تعني أن كل عام إضافي من العيش في بيئة حارة يعادل 14 شهرًا إضافيًا من الشيخوخة البيولوجية. بل تعكس الرداسة فروقًا على مستوى المجموعات السكانية بناءً على تعرضها للحرارة المحلية، ولم تصمم لدراسة تأثير الحرارة على الأفراد بشكل مباشر.
كما أن الدراسة لم تأخذ في الحسبان جميع الطرق التي يمكن للأفراد أن يحموا بها أنفسهم من الحرارة الشديدة، مثل استخدام مكيفات الهواء، والوقت الذي يقضونه في الخارج، وطبيعة وظائفهم.
كما ان بعض الأشخاص قد يكونون أكثر مقاومة، بينما قد يكون آخرون أكثر عرضة للخطر بسبب مشاكل صحية مسبقة أو حواجز اقتصادية واجتماعية. وهذه نقطة تحتاج إلى مزيد من البحث.
ما هو واضح، مع ذلك، هو أن الحرارة الشديدة ليست مجرد خطر صحي فوري، بل قد تسرّع عملية الشيخوخة بصمت، مع عواقب طويلة المدى على الصحة العامة.
والمسنون أكثر عرضة للخطر لأن الشيخوخة تقلل من قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة بفعالية، كما أن العديد منهم يتناولون أدوية مثل حاصرات بيتا ومدرات البول التي تقلل تحملهم للحرارة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإجهاد الحراري حتى في الأيام ذات الحرارة المعتدلة، مثل تلك التي تصل إلى 80 درجة فهرنهايت (26.67 درجة مئوية).
الصالح نيوز :
الحر يأكل أعمارنا البيولوجية
الصالح نيوز :
الحر يأكل أعمارنا البيولوجية
#الحر #يأكل #أعمارنا #البيولوجية