تونس – توج العرض المسرحي التونسي “بخارة” للمخرج الصادق الطرابلسي وإنتاج مسرح أوبرا تونس بالجائزة الكبرى “التانيت الذهبي” في اختتام الدورة الخامسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية الذي حضرته وزيرة الشؤون الثقافية التونسية أمينة الصرارفي وضيوف الدورة من فرق ووفود مشاركة والعائلة المسرحية الموسّعة.

وحصدت تونس من خلال مسرحية “البخارة” أيضا 3 جوائز أخرى وهي جائزة أفضل ممثل التي فاز بها رمزي عزيز وأفضل ممثلة وآلت لمريم بن حسن وأفضل نص لإلياس الرابحي والصادق الطرابلسي.

وتسلّط المسرحية الضوء على مشكلة التلوث البيئي الذي تعاني منه محافظة قابس بالجنوب التونسي من خلال قصة استرجاع بطلها لأيام طفولته عندما كان في عقده الأول من عمره، وكان يقصد البحر مع والده في مسقط رأسه وينبهر بالأضواء والبخار المتصاعد في السماء وكان يتخيلها مدينةٌ ألعابٍ كبرى أو مدينة تخفي ثلوجا وجبالا.

يكبر البطل وينضج وعيه فيدرك أن ذلك البخار ليس إلا ظلام يخفي “معبد الموت” وأن تلك الأضواء الكاذبة هي في الحقيقة ظلمة وأن التلوث مرادف للموت. والعمل من أداء كلّ من رمزي عزيّز ومريم بن حسن وعلي بن سعيد وبليغ مكي وبلال سلاطنية.

وحصل العرض العراقي “بيت أبوعبداللهّ” للمخرج أنس عبدالصمد على جائزة “التانيت الفضي”، فيما نال العرض المغربي “لافيكتوريا” للمخرج أحمد أمين ساهل جائزة “التانيت البرونزي”.

وضمت المسابقة الرسمية للمهرجان الذي رفع هذا العام شعار “المسرح مقاومة، الفن حياة” 12 عرضا من تونس والمغرب وفلسطين ولبنان والأردن والعراق ومصر وقطر والإمارات والسنغال وبنين.

واحتكمت أعمال المسابقة إلى لجنة برئاسة الدكتور محمد العوني من تونس وتكون أعضاؤها من رائدة طه من فلسطين وخزعل الماجدي من العراق وحسن كاسي كوياتي من بوركينا فاسو وحلا عمران من سوريا وياسين العوني مقرر لجنة.

أما بالنسبة إلى الجوائز الموازية المسندة في هذه الدورة، فقد آلت جائزة نجيبة الحمروني لحرية التعبير والتي منحتها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لمسرحية “روضة العشاق” للمخرج معز العاشوري. ومُنحت جائزة اتحاد الفنانين التونسيين للممثلة نادرة التومي عن مسرحية “شكون” إخرج محمد شوقي بلخوجة ونادرة التومي والممثل ناجي قنواتي عن مسرحية “اعتراف” للمخرج محمد علي سعيد.

وتوزعت جوائز “مسرح الحرية” للهيئة العامة للسجون والإصلاح على مسرحية “البنايين  “Game of”  التي توجت بالجائزة الأولى وهي من إخراج مدرب إصلاح أول رباب بوزيد لنادي المسرح بسجن النساء بمنوبة. ومُنحت الجائزة الثانية لمسرحية “مصنع الذكريات” للسجن المدني ببرج الرومي، أما الجائزة الثالثة فكانت لمسرحية “فيلوبري” لنادي المسرح بالسجن المدني بأوذنة وإخراج سفيان البرقاوي.

وشمل حفل الختام تكريم مجموعة من الفنانين التونسيين تقديرا لمشوارهم الفني وهم وجيهة الجندوبي والأمين النهدي ومنجية الطبوبي وحليمة داود وعيسى حراث وبشير القهواجي، إضافة إلى الفنان السوري دريد لحام الذي تعذر حضوره لتسلم التكريم والممثل والمخرج الكاميروني أمبرواز مبيا.

وقال مدير المهرجان محمد منير العرقي في كلمة الختام “لم تكن هذه الأيام مهرجانا، بل عرسا وسوقا، عروض ندوات ورشات واحتفالات، رقص وموسيقى في شوارع المدينة، ولقاءات تبادل الخبرات والتجارب بين أهل المسرح من مختلف بلدان العالم”.

وأضاف “فضلا عن المشاركين من أهل المسرح وفرسانه بمختلف صنوفهم، فإن من جعل لهذه الأيام نبضا وألقًا وجعل المدينة تتنفس مسرحا.. هو الجمهور الشغوف من مختلف الفئات والأعمار.”