روما – كشف البابا فرانسيس أنه كان هدفا لمحاولتي اغتيال واحدة من خلال تحرك امرأة كانت تعزم تفجير نفسها في موكبه وأخرى من خلال سيارة مفخخة كان على متنها انتحاريان وذلك قبل ثلاث سنوات خلال زيارته للعراق وهي الأولى التي يقوم بها بابا كاثوليكي إلى البلاد وربما كانت الرحلة الخارجية الأكثر خطورة في بابويته المستمرة منذ 11 عاما.

وفي مقتطف نُشر يوم الثلاثاء في الصحف الايطالية من سيرته الذاتية القادمة، قال الحبر الأعظم إنه أُبلغ من قبل الشرطة بعد هبوطه في بغداد في مارس/اذار 2021 أن اثنين على الأقل من الانتحاريين المعروفين كانا يستهدفان أحد فعالياته المخطط لها.

وفي المقتطف، قال البابا إن الفاتيكان أُبلغ بمحاولة الاغتيال من قبل الاستخبارات البريطانية، مضيفا أنه سأل مسؤولا أمنيا في اليوم التالي عما حدث للمفجرين المحتملين ورد القائد باقتضاب “لم يعودوا موجودين”، وكتب البابا فرانسيس “لقد اعترضتهم الشرطة العراقية وفجرتهم”.

وخلال الرحلة التاريخية، لم يقدم الفاتيكان سوى القليل من التفاصيل حول الاستعدادات الأمنية للبابا. ورافقت زيارته العديد من الأحداث التي جرت في الوقت الذي بدأت فيه جائحة كوفيد-19 في الانحسار، مفتوحة لعدد محدود من الأشخاص فقط.

ومن المقرر أن تُنشر السيرة الذاتية الجديدة للبابا فرانسيس والتي تحمل عنوان “الأمل”، في 14 يناير/كانون الثاني. كما نشر البابا مذكراته في مارس/آذار الماضي.

وكان البابا وقتها قد حل بعدة محطات في العراق، فمن بغداد العاصمة انتقل إلى النجف حيث التقى المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني وغادر بعدها النجف إلى مدينة ذي قار حيث تقع المدينة الاثرية أور والتي تضم بيت النبي إبراهيم. كما اجتمع بشخصيات تمثل الاديان في العراق.

وعاد بعدها إلى بغداد لحضور قداس أقيم في كاتدرائية ‘القديس مار يوسف الكلدانية’. وفي 7 مارس/اذار غادر العاصمة العراقية إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق حيث كانت في استقباله شخصيات رسمية حكومية وشخصيات دينية.

ومن أربيل توجه إلى الموصل التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في 2014 وجعلها عاصمة للخلافة المزعومة. وحضر البابا مراسيم الصلاة على ارواح ضحايا الإرهاب في منطقة ‘حوش البيعة’. ومن الموصل توجه إلى قراقوش لزيارة كنيسة ‘الطاهرة’ ثم سافر مجددا إلى أربيل لحضور قداس أقيم في ملعب فراسو الحريري، ليعود بعدها إلى بغداد ومن العاصمة العراقية غادر عائدا إلى روما.

وكانت تنقلاته في العراق محفوفة بالمخاطر، لكن السلطات العراقية نشرت الآلاف من عناصر الأمن تحسبا لأي طارئ في ظل تهديدات لم تكشف عنها إلى اليوم.

وحظيت زيارة البابا فرنسيس بأهمية كبيرة حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي حينها مصطفى الكاظمي يوم لقاء السيستاني والبابا فرنسيس “يوما وطنيا للتسامح والتعايش” في العراق.

وأكد الحبر الأعظم على أن زيارته إلى العراق هي “رحلة حج” لكون أرض العراق هي أرض مقدسة للأديان السماوية وتقع مدينة اور الاثرية في محافظة ذي قار جنوب البلاد حيث مسقط رأس النبي إبراهيم.