بغداد – يواجه البيت السني في العراق تحديّ تسوية الخلافات بين مكوناته ورأب التصدعات قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول، بينما تكثف إيران، على الجانب الآخر، جهودها من أجل الحفاظ على وحدة الإطار التنسيقي العقد الجامع للقوى الشيعية الموالية لها، في وقت تدرك فيه الأحزاب السنية أن ضعفها وتشتتها يخدم نفوذ طهران. 

ونقلت وكالة “بغداد اليوم” عن مقرر مجلس النواب السابق محمد عثمان الخالدي، اليوم السبت قوله إن “البيت السني سيشهد قبل الانتخابات انقسامات حادة بسبب الرؤى المختلفة”.

وتوقع أن تنخرط عدة قوى سنية في تكتلات جديدة بعيدا عن العناوين الحالية، موضحا أن “الأحزاب السنية تشهد خلافات داخلية وهذا ما يبرز بين أقطابها، وسط مساعي كل قطب منها إلى أن يكون مستقلا بتكتله وتياره”.

وتابع أن “العديد من العناوين فشلت في تقديم ما وعدت به جمهورها في المناطق والمدن المحررة”، مشيرا إلى أن “هناك محاولة لإعادة تدوير الأسماء بهدف التخلي عن تركات بعض القوى السلبية”.

ووكشف أنه “لا يمكن ترجيح كفة طرف سني على آخر، خاصة وأنه حتى هذه اللحظة ليس هناك تأكيد حول موعد الانتخابات أو ما إذا كان القانون الانتخابي سيشهد تغييرات، باعتبار أن الأمرين مهمان جدا للقوى السنية، لأنهما سيحددان آليات التغيير والتفاعل في المحافظات ذات الغالبية السنية”.

وتوقع أن تفضي الانتخابات المقبلة إلى “الإطاحة بنسبة 50 بالمئة  من الأسماء الموجودة حاليا في السلطة، خاصة في ظل استياء الشارع من دورها وعدم تفاعلها مع ما تعهدت به”.

وأعلنت قيادات سنية الشهر الماضي عن تشكييل ائتلاف “القيادة السنية الموحدة”، الذي يجمع عددا من أبرز القوى في الساحة السياسية من بغداد وصلاح الدين والأنبار، في محاولة للملمة البيت السني، بيما أثار غياب زعيم حزب “تقدم” رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي جدلا واسعا.

وصرح المحلل السياسي علي البيدر في تصريح حينها بأن “تشكيل مرجعية سياسية سنية تحت عنوان ائتلاف القيادة السنية الموحدة فرصة لمعالجة الكثير من الأخطاء السابقة وإيجاد حلقة وصل ثابتة بين بقية مكونات المشهد السياسي في البلاد”.

وشهدت الأشهر الماضية انسحابات من قبل أعضاء من ضمن المكون السني، لا سيما من كتلة “تقدم” صاحبة أغلبية مقاعد البرلمان التي حصل عليها السنة، لينضموا إلى كتل سنية أخرى أو تشكيل تكتلات جديدة.

واشتكى الكثيرون داخل المحافظات السنية من مساع خارجية تهدف إلى تفكيك البيت السني لا سيما أن هذه المناطق تحوي ثلثي مقدرات العراق الاقتصادية ومقار حيوية.

ولا يسبتعد أن تتوزع القوى السنية في كتل وتحالفات صغيرة متعددة قبيل الانتخابات المقبلة باعتبار أن طبيعة البيت السني تكتسي بعداً عشائرياً وراديكالياً ومناطقياً، في ظل غياب المؤثر العربي على الساحة السنية ما أضعف السنة على نقيض الشيعة، إذ لإيران دور كمؤثر أوحد داخل المكوّن.