أبوظبي – اعلنت الإمارات العربية المتحدة الجمعة إعادة فتح سفارتها في لبنان بعدما أغلقت أبوابها منذ العام 2021، بحسب ما أفادت وكالة انباء الامارات الرسمية (وام) ، فيما تأتي الخطوة على ضوء التغييرات السياسية الهامة في البلد الذي تدمر بسبب الحرب الإسرائيلية والأزمات الاقتصادية ووسط جهود خليجية تقودها السعودية لتعزيز التواجد على الساحة اللبنانية على وقع تراجع النفوذ الإيراني.
وقالت الوكالة إن “سفارة دولة الإمارات في بيروت أعادت ممارسة مهامها بشكل رسمي” بينما مثل تولي جوزيف عون الرئاسة وكذلك تكليف نواف سلام بتشكيل حكومة جديدة بادرة أمل لإخراج الدولة اللبنانية من دائرة النفوذ الإيراني واستعادة الحضور الخليجي.

ونقل المصدر نفسه عن عمر عبيد الشامسي وكيل وزارة الخارجية قوله إن “إعادة افتتاح السفارة تمثل خطوة مهمة ضمن دفع التعاون بين البلدين إلى آفاق جديدة، ما يعكس التزام دولة الإمارات بدعم الاستقرار والتنمية في لبنان”.
وسحبت الإمارات دبلوماسييها من لبنان في 2021 تضامنا مع السعودية، بعد تصريحات لوزير الإعلام اللبناني الأسبق جورج قرداحي انتقد فيها تدخل التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن.
وتدهورت العلاقات بين دول الخليج وبيروت في الأعوام الاخيرة بسبب تنامي نفوذ حزب الله الشيعي الموالي لإيران.
وفي التاسع من كانون الثاني/يناير، انتخب قائد الجيش السابق جوزاف عون رئيسا للبنان بعد تغيّر موازين القوى في الداخل على خلفية نكسات مني بها حزب الله في مواجهته الأخيرة مع اسرائيل وسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.
وعلى الأثر، أجرى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد اتصالا هاتفيا بعون لتهنئته، مؤكدا دعم بلاده “لأمن لبنان واستقراره”.
وقد تعهدت رؤوس أموال إماراتية بالعمل على المشاركة في إعادة اعمار لبنان ودفع الاستثمارات فيها شريطة تشكيل حكومة صحيحة ومستقرة.
وقد اعلن الملياردير الاماراتي خلف الحبتور الخميس الماضي نيته الاستثمار في لبنان لكنه اشترط في المقابل تشكيلا “صحيحا” للحكومة بعيدا عن المحاصصة والتبعية وعدم تشريك من تورطوا في تدميره وجلب الحروب والدمار إليه، في إشارة الى حزب الله دون تسميته.
وليست الامارات فقط من سعت لتعزيز حضورها الدبلوماسي في لبنان حيث أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الخميس عن ثقة الرياض بقيادة لبنان الجديدة للقيام بإصلاحات في البلاد، بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزيف عون في إطار زيارة أداها إلى لبنان.
ويدعو المجتمع الدولي لبنان إلى إصلاحات تشمل تشكيل حكومة غير مرتهنة لأي نفوذ خارجي وحصر السلاح بيد الدولة ومعالجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بلبنان منذ سنوات بما في ذلك ضبط التضخم واستقرار سعر العملة فيما تعول بيروت على الدعم الاقتصادي لدول الخليج.
وشهدت العلاقات بين لبنان ودول الخليج خاصة السعودية توترا في السنوات الأخيرة وفي العام 2016، قالت الرياض إنها أوقفت برنامجا بقيمة 3 مليارات دولار لإمدادات عسكرية إلى لبنان احتجاجًا على مصادرة حزب الله القرار السياسي لصالح داعمته إيران.
وتعهد الرئيس عون، بعد انتخابه في 9 يناير/كانون الثاني الجاري، بإقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، وبناء شراكات استراتيجية مع دول المشرق والخليج العربي.