الصالح نيوز :
الارهاب في منطقة الساحل يُرخي بظلاله على مشروع طاقي ضخم تقوده الجزائر
الارهاب في منطقة الساحل يُرخي بظلاله على مشروع طاقي ضخم تقوده الجزائر
الصالح نيوز :
الارهاب في منطقة الساحل يُرخي بظلاله على مشروع طاقي ضخم تقوده الجزائر
الارهاب في منطقة الساحل يُرخي بظلاله على مشروع طاقي ضخم تقوده الجزائر
نيامي (النيجر) – يثير هجوم إرهابي تبنته نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة في شمال نيجيريا قرب الحدود مع الجزائر وقُتل فيه 11 جنديا نيجريا الجمعة، قلقا متزايدا من تأثير تنامي الهجمات الإرهابية على مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يعتبر مشروعا ضخما ومعقدا يتطلب تعاونا أكبر بين الدول المعنية به (الجزائر ونيجيريا والنيجر)، وسط مخاوف أيضا من اقتراب التنظيم المتشدد من الأراضي الجزائرية واحتمال فتحه منافذ للتمدد رغم الإجراءات الأمنية التي يتخذها الجانب الجزائري مع نظيريه النيجيري والنيجري ضمن اتفاقيات تعاون.
ولا يوجد حدود مباشرة بين نيجيريا والجزائر، لكن توجد حدود مشتركة بين الأخيرة والنيجر ومن ثم حدود بين النيجر ونيجيريا. وتكتسب هذه الحدود أهمية متزايدة بسبب مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من نيجيريا عبر النيجر إلى الجزائر ومن ثمة إلى أوروبا. وتعتبر منطقة الحدود هذه أيضا معبرا للتجارة غير المشروعة والتهريب، مما يشكل تحديات أمنية للبلدين.
وبسبب الوضع الأمني المتأزم في منطقة الساحل عموما وتوترات أثارتها الجزائر مع بعض دول المنطقة، تواجه السلطات الجزائرية تحديات أمنية كبيرة، بما في ذلك نشاط الجماعات الإرهابية وتهريب الأسلحة والمخدرات.
كما تشكل العمليات الإرهابية القريبة من الحدود مع الجزائر خطرا متناميا يرخي بظلاله على المشروع الطاقي الواعد الذي يحتاج النظام الجزائري بشدة في مناكفة ومنافسة مع المغرب الذي قطع خطوات مهمة في تهيئة الظروف المناسبة للبدء في مشروع بناء خط الغاز مع نيجريا وهو مشروع طموح من المتوقع أن يحدث نقلة نوعية في التعاون بين المملكة والدول الافريقية التي انخرطت فيه.
وتعمل الجزائر ونيجيريا والنيجر على تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي لمواجهة التحديات المشتركة. وتوجد لجان ثنائية بين الجانبين الجزائري والنيجري للتعاون في تأمين الحدود، بينما تكابد الدول الثلاث لإنجاز مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء.
ويعتبر هذا المشروع ذو أهمية جيوسياسية كبرى بالنسبة للجزائر التي تواجه وضعا معقدا في محيطها ومع شركائها الأوروبيين بسبب توترات مع فرنسا من المحتمل أن تتوسع وتتحول إلى أزمة مع الاتحاد الأوروبي.
ولا يزال الوضع الأمني على الحدود الجزائرية متوترا، فيما تشكل الجماعات الإرهابية تهديدا مستمرا على حدودها سواء تلك التي تربطها بمالي أو المشتركة بين نيجيريا والنيجر. وقد حققت قوات الأمن الجزائرية بعضا من النجاحات الأمنية في مواجهة إرهاب عابر للحدود من خلال تفكيك خلايا نائمة أو احباط اعتداءات إرهابية على أراضيها وقرب حدودها المترامية مع أكثر من دولة تعيش وضعا أمنيا منفلتا.
لكن تبقى المخاوف الكبرى من أن تؤثر الهجمات الإرهابية التي تنفذها أو تخطط لها أفرع موالية لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية على مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء قائمة، ما يتطلب جهودا أكبر من الجزائر والنيجر ونيجيريا خاصة مع تراجع الوجود العسكري لعدد من الدول الأوروبية في المنطقة وفي مقدمتها فرنسا.
وتحتاج الجزائر إلى إعادة ترتيب أوراقها وتصحيح مسار علاقاتها مع التحالف الجديد لدول الساحل (مالي وبوركينافاسو والنيجر) الذي تأسس في سبتمبر/أيلول 2023 ودشن قطيعة مع الوجود العسكري الأجنبي. ووجود النيجر ضمن هذا التحالف يعتبر مفصليا في تحديد العلاقة مع الجانب الجزائري الذي يواجه أزمة علاقات مع شريك ثالث في التحالف هو مالي حماية لمصالحها ومن ضمنها مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء.
ولا يشير الوضع الراهن إلى أي مصالحة في الأفق بين مالي والجزائر التي تتهمها باماكو بالعمل سرا وعلانية على الاضرار بمصالحها وبالتدخل في شؤونها وهو موقف لم يعلنه رسميا الشريكين في التحالف (بوركينافاسو والنيجر)، لكن الاتفاق الثلاثي ينص على التضامن بين أضلاع التحالف الجديد.
وإلى جانب أزمة توفير تمويل لمشروع خط الغاز العابر للصحراء، تعقد الهجمات الإرهابية المتنامية والاضطرابات الجيوسياسية جهود تنفيذ المشروع الذي تطمح الجزائر أن يقوي علاقاتها الاقتصادية مع الدول الافريقية ومع الشركاء الأوروبيين.
والمشهد بتجلياته الراهنة يشير إلى تعقيدات كثيرة ترخي في مجملها على جهود الجزائر للعودة للعمق الافريقي ولتعزيز روابط الشراكة مع الأوروبيين في ظل دبلوماسية يصفها كثيرون بـ”المربكة والانفعالية” في التعاطي مع الأزمات المتناثرة في محيطها، بينما يؤكد هؤلاء أن تلك الأزمات تعود في جانب كبير منها لسياسات نظام قائم على المناكفة والتعطيل أكثر منها سياسات تدفع لتعزيز التنمية وتوسيع الشراكات مع الجوار الإقليمي على وجه الدقة.
وبالعودة إلى الاضطرابات الأمنية الأخيرة على مقربة من الحدود الجزائرية، قال موقع “إير إنفو” ومقره مدينة أغاديز الواقعة في صحراء شمال النيجر، إنه “تم دفن جثث 11 عنصرا من قوات الدفاع والأمن النيجرية يوم السبت في المقبرة الإسلامية ببلدية أغاديز”. وتم الدفن بحضور عدد من المسؤولين العسكريين، من بينهم الجنرال موسى صلاح برمو رئيس أركان القوات المسلحة، وفق الموقع الذي نشر صورا للمراسم.
وأكدت الإذاعة الوطنية مساء السبت هذه المعلومات والحصيلة وتحدثت عن “كمين نصبه قطاع طرق مسلحون أثناء قيامهم بدورية”، مضيفة أن الجنرال برمو “توجه بعد ذلك إلى مستشفى أغاديز للاطمئنان عن صحة العسكريين المصابين في الهجوم نفسه”.
وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي تُعتبر من بين أقوى الجماعات الجهادية في منطقة الساحل، مسؤوليتها عن الهجوم وهي جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة وتتمتع بقدرة عالية على التكيف والتوسع وتُشكل تهديدا مستمرا للأمن والاستقرار في المنطقة وتنشط في مناطق شاسعة يصعب مراقبتها، ما يعزز من قدرتها على تنفيذ الهجمات.
وتتعرض قوات الدفاع والأمن النيجرية المتمركزة في هذه المنطقة أحيانا لهجمات يشنها مسلحون، لكنها لا تُنسب عادة إلى الجهاديين الذين ينشطون بشكل أكبر في الجزء الغربي والجنوبي الغربي للبلاد، قرب مالي وبوركينا فاسو.
وتُعتبر الصحراء الشاسعة الواقعة شمال النيجر والقريبة أيضا من ليبيا، ممرا معروفا بمختلف أشكال الاتجار بالبشر ونقطة عبور لآلاف المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.
الصالح نيوز :
الارهاب في منطقة الساحل يُرخي بظلاله على مشروع طاقي ضخم تقوده الجزائر
الصالح نيوز :
الارهاب في منطقة الساحل يُرخي بظلاله على مشروع طاقي ضخم تقوده الجزائر
#الارهاب #في #منطقة #الساحل #يرخي #بظلاله #على #مشروع #طاقي #ضخم #تقوده #الجزائر