دبي  – أوقفت الإمارات عبدالرحمن القرضاوي، المعارض المصري ونجل الداعية الراحل المقرّب من جماعة الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي، بعدما تسلمته من السلطات اللبنانية، إثر ارتكابه ما تعتبره أبوظبي جرما يتعلق بتعكير السلم الأهلي والتحريض على العنف والإرهاب، مؤكدة وقوفها بحزم ضد كل من يستهدف استقرارها.

 وأوردت وكالة الأنباء الاماراتية أن الإمارات تسلّمت “من السلطات المختصة في لبنان المتهم عبدالرحمن القرضاوي وذلك بناء على طلب التوقيف المؤقت الصادر بحقه من الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب – إدارة الملاحقة والبيانات الجنائية، والمقدم من قبل الجهات المختصة بدولة الإمارات لارتكابه أعمالًا من شأنها إثارة وتكدير الأمن العام”.

وكانت الحكومة اللبنانية أعلنت الثلاثاء أنها قرّرت ترحيل القرضاوي إلى الإمارات.

وكان القرضاوي أوقِف في لبنان في 28 كانون الأول/ديسمبر لدى وصوله من سوريا عبر معبر المصنع الحدودي بناء على مذكرة توقيف مصرية، حسبما أفاد مصدر قضائي لبناني في وقت سابق.

وحكِم على القرضاوي غيابيا بالسجن خمس سنوات في مصر بتهمة “التحريض على الإرهاب وقلب نظام الحكم” حسب المصدر نفسه.

وكانت كلّ من مصر والإمارات قدّمتا ملفي استرداد القرضاوي إلى الحكومة اللبنانية مطلع كانون الثاني/يناير.

ويطلب الملف الإماراتي استرداد القرضاوي ومحاكمته بناء على فيديو سجله خلال زيارته المسجد الأموي في دمشق، وتضمن ما اعتبرته أبوظبي “تحريضا على دولة الإمارات وزعزعة الاستقرار فيها”.

وكان عبد الرحمن ناشطا معارضا لحكومة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك الذي أطاحته انتفاضة شعبية عام 2011.

وأصبح معارضا للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أطاح أثناء قيادته الجيش عام 2013 الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين.

وكان عبد الرحمن القرضاوي قد نشر مقطع فيديو صوّره في المسجد الأموي في دمشق يحتفي فيه بسقوط الرئيس السابق بشار الأسد، ويعرب عن أمله في “النصر” في البلدان العربية الأخرى التي شهدت انتفاضات ومنها مصر.

كما مارس تحريضا وخطاب يدعو للكراهية بتحذيره من “التحديات الشريرة التي يخطط لها العالم أجمع وعلى رأس المخططين والمتآمرين الإمارات والسعودية ومصر”. وهو ما تعتبره الإمارات يشكل جرما يتعلق بتعكير السلم الأهلي والتحريض على العنف والإرهاب.

وانتشر الفيديو على نطاق واسع بما في ذلك في وسائل الإعلام المصرية التي وصفته بأنه “مهين”. وطالب بعض الإعلاميين المقربين من حكومة السيسي بتسليم القرضاوي للسلطات المصرية.

وتمّ استجواب القرضاوي بحضور محاميه بشأن ملف الاسترداد الوارد من الإمارات، وفق المصدر.

وقال وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري عقب جلسة لمجلس الوزراء قبل حوالي أسبوع إن القرضاوي “سوف يرحّل إلى الإمارات”، بينما أفاد مصدر حكومي لبناني بأن القرار “يستند إلى مذكرة التوقيف الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب الذي يلزم لبنان بتلبية الطلب الاماراتي لكونه عضوا في هذا المجلس وموقع على اتفاقياته”.

وكان القضاء المصري قد أصدر عدة أحكام بحق القرضاوي الابن، ففي عام 2016، قضت محكمة جنح الدقي بمعاقبة الهارب عبدالرحمن يوسف القرضاوي بالحبس لمدة 3 سنوات، لاتهامه بنشر أخبار كاذبة.

كما قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حمادة شكري، بالسجن المشدد 3 سنوات بحق عبدالرحمن القرضاوي وعصام سلطان والبلتاجي وآخرين في القضية التي تحمل رقم 478 لسنة 2014، والمتهم فيها بـ”إهانة القضاء”.

وفي 2018، قضت محكمة النقض، بتأييد حكم السجن المشدد 3 سنوات، والغرامة، ضد 18 متهما في قضية “إهانة القضاء” التي تعود وقائعها لعامي 2012 و2013، وكان من بينهم القرضاوي الذي رفضت المحكمة الطعن فيه لعدم تقديمه نفسه لتنفيذ حكم الجنايات الصادر ضده في القضية.