أبوظبي – كشفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني خلال منتدى الأعمال الإيطالي الإماراتي في روما الاثنين عن تخطيط الإمارات لاستثمار 40 مليار دولار في إيطاليا.

وقالت ميلوني “هذا يوم تاريخي وعلامة فارقة أخرى في علاقتنا”، مضيفة “كان خيارنا هو تركيز هذه الشراكة على محاور استراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات وأبحاث الفضاء والطاقة المتجددة”.

ويقوم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بالزيارة الثالثة لروما منذ توليه منصبه في مايو/أيار 2022، في خطوة لتعزيز العلاقات بين البلدين والارتقاء بها إلى شراكة استراتيجية.

ويأتي هذا اللقاء بعد نحو شهر من زيارة ميلوني لأبوظبي للمشاركة في فعاليات “أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025″، تم خلالها توقيع اتفاقية شراكة إطارية ثلاثية تضم كل من أبوظبي وروما وألبانيا للتعاون في مشاريع الطاقة النظيفة بقيمة مليار يورو لربط الطاقة المتجددة عبر البحر الأدرياتيكي.

وأشارت رئيسة الوزراء الايطالية إلى أن “هذه الزيارة تشكل فرصة للتأكيد على أن إيطاليا والإمارات العربية قررتا معًا الارتقاء بتعاونهما الثنائي إلى مستوى لم يسبق له مثيل”، مضيفة “لقد وقعنا اليوم أكثر من 40 اتفاقية ثنائية ولا ننوي أن يتوقف عملنا عند هذا الحد”، وفق وكالة آكي الإيطالية للأنباء.

وتابعت “نضع اليوم لبنة أخرى مهمة في هذه الاستراتيجية المشتركة، ويمكننا الاعتماد على حيوية أنظمتنا الاقتصادية والمالية التي تؤمن بإمكانية تحقيق قفزة نوعية في علاقاتنا”، مؤكّدة على أن “هذا الاستثمار، يُعد بدون تردد، أحد أهم الاستثمارات الأجنبية وأكثرها إثارة للإعجاب في تاريخ أمتنا، من الواضح أنه دليل استثنائي على الثقة والصداقة تجاه إيطاليا ونظامها الإنتاجي”.

وتشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تطورًا مستمرًا وتعزيزًا في مختلف المجالات. وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن العلاقات الإماراتية الإيطالية تعود إلى العام الأول لتأسيس دولة الإمارات وتطورت على مدى العقود الماضية حتى وصلت إلى مستوى شراكة استراتيجية، مؤكداً حرص بلاده على تحقيق أهداف هذه الشراكة والارتقاء بها إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة لمصلحة البلدين والشعبين، وفق وكالة الإمارات للأنباء.

وأشار إلى أن “حجم التجارة غير النفطية بين البلدين وصل إلى 14.1 مليار دولار خلال عام 2024 بزيادة 21.2 بالمئة مقارنة بعام 2023، ومن خلال تعزيز العمل المشترك ستستمر الزيادة في التبادل التجاري بينهما”.

وأكد على اهتمام الجانبين بالتعاون في مجال الاستدامة والطاقة المتجددة إضافة إلى الذكاء الاصطناعي والابتكار، لافتًا إلى الحرص على تعزيز جسور التعاون الثقافي.

وكان الشيخ محمد بن زايد قد أكد خلال حضوره في جلسة مجموعة السبع بشأن الذكاء الاصطناعي والطاقة التي استضافتها إيطاليا العام الماضي، حرص أبوظبي على إيجاد منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي، سواء من خلال البرامج والتشريعات أو المبادرات والشراكات مع الدول الصديقة، بما يسهم في توظيف هذه التقنيات في إيجاد الحلول الفاعلة لاستدامة الطاقة وضمان أمنها، بالإضافة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والانتقال العادل والمنطقي في قطاع الطاقة، وذلك انطلاقًا من “اتفاق الإمارات للمناخ”.