أبوظبي – استنكرت الإمارات اليوم الثلاثاء بشدة استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان التي تحتلها الدولة العبرية، محذرة من أن تؤدي هذه الخطوة إلى المزيد من التصعيد في المنطقة، بينما يأتي هذا الموقف في وقت تكثف فيه أبوظبي جهودها على مدار الساعة لخفض التوترات، في إطار دبلوماسيتها الهادفة إلى تصفير المشاكل وتجنيب الشعوب ويلات الحروب والصراعات. 

وقالت الوزارة في بيان عبر منصة إكس “أدانت دولة الإمارات بشدة استيلاء القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، مؤكدة حرص الدولة على وحدة سوريا وسلامة أراضيها”.

وأضاف البيان “هذا الاستيلاء يعد خرقا وانتهاكا للقوانين الدولية ولا سيما اتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا الذي وقع عليه الجانبان في عام 1974”.

وأكدت الوزارة “رفض دولة الإمارات القاطع لهذه الممارسات والتي تهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار”.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد دعت الإمارات دول المنطقة إلى التعاون وتكثيف الجهود من أجل تجنيب سوريا الفوضى، وسط تحذيرات من استغلال الجماعات المتطرفة للوضع لإعادة تنظيم صفوفها بما يشكله من مخاطر إرهابية.

وكان أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات قد حث خلال “حوار المنامة 2024” الأسبوع الماضي من مغبة “استغلال الجهات غير الحكومية الفراغ السياسي في سوريا”.

وقال إن “الأحداث المتكشفة في سوريا هي أيضا مؤشر واضح على الفشل السياسي والطبيعة المدمرة للصراعات والفوضى”.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد أكد في وقت سابق من اليوم الثلاثاء أنه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوعزا للجيش بإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وأضاف كاتس خلال زيارة لقاعدة بحرية في مدينة حيفا الشمالية “مع رئيس الوزراء، أصدرنا تعليمات للجيش الإسرائيلي بإقامة منطقة خالية تماما من السلاح والتهديدات الإرهابية في جنوب سوريا من دون تواجد إسرائيلي دائم”. وبحسب الوزير فإن الهدف من إنشاء المنطقة هو “منع الجماعات الإرهابية من تنظيم نفسها في سوريا”.

ومنذ أن أطاحت قوات المعارضة السورية بنظام بشار الأسد الأحد نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على مواقع أسلحة تابعة للجيش في العديد من الأنحاء بسوريا، كما احتلت المنطقة السورية العازلة التي يتجاوز طولها 75 كم ويتراوح عرضها بين 10 كم في الوسط و200 م في أقصى الجنوب، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية باعتبارها انتهاكا لاتفاقية فصل القوات بين البلدين لعام 1974.