دمشق – وقع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية “قسد” مظلوم عبدي اليوم الاثنين اتفاقا يقضي بدمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية، وفق ما أعلنت الرئاسة.

وجاء الإعلان عن الاتفاق الذي يفترض تطبيقه بحلول نهاية العام، في وقت تشكل أعمال العنف التي أوقعت أكثر من ألف قتيل مدني، غالبيتهم الساحقة علويون، في الساحل السوري، اختبارا مبكرا للشرع الساعي الى ترسيخ سلطته على كامل التراب السوري.

ونص الاتفاق على “دعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول الأسد وكافة التهديدات التي تهدد أمنها ووحدتها”.

واكد أن “المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية التي تضمن حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية، في موازاة رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري”.

وبحسب الاتفاق، يتعين أن تعمل لجان تنفيذية على تطبيقه “بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي”. وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية المدعومة أميركيا على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا، تضم أبرز حقول النفط والغاز. وشكلت قوات سوريا الديموقراطية، ذراعها العسكرية، رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنت من دحره من آخر معاقل سيطرته في البلاد عام 2019.

وفي تطور ميداني أفادت وزارة الدفاع السورية في وقت سابق عن صد هجوم شنه تنظيم “قسد” على جبهة الأشرفية بمدينة حلب شمال البلاد، فيما يأتي ذلك بعد بيان أصدرته الإدارة الكردية للتنديد بأعمال العنف الدامية ضد المدنيين في مدن الساحل السوري وسط مخاوف من استغلال المسلحين الاكراد للتطورات في المناطق العلوية لشن هجمات.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبدالغني “تمكنت وحداتنا من التصدي لهجوم شنته قوات قسد على جبهة الأشرفية بمدينة حلب، وأوقعنا خسائر في المجموعات المهاجمة”.
ودعت وزارة الدفاع فصائل ريف حلب الشمالي التوجه إلى مدينة حلب لأن أغلب عناصر الأمن العام في الساحل لمواجهة ما وصف بأنه تمرد “علوي”.
وأفادت الإخبارية السورية أن قوات إدارة الأمن العام انتشرت في معظم أحياء المدينة “بهدف تعزيز الاستقرار وضمان سلامة المواطنين وضبط الأمان العام في المدينة”.
وكانت قسد المدعومة من الولايات المتحدة رفضت الاندماج في الجيش السوري الجديد او المشاركة في اجتماعات الحوار الوطني فيما هددت دمشق باللجوء الى القوة العسكرية لفرض سلطتها عليهم وهو ما يشكل تحديا اخر للرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع.
وفي تصريحات سابقة قال وزير الدفاع السوري مرهف أبوقصرة أنه لا يستبعد اللجوء للحسم العسكري لدفع القوات الكردية للخضوع للدولة السورية.
والتقى الشرع بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الاسد وفدا من “قسد” حيث وصفت المحادثات “بالإيجابية” لكن دون حدوث تطورات بعد ذلك اللقاء.
وكانت كل من موسكو وواشنطن اللتان لا تزال تتمتعان بنفوذ في سوريا قررتا إجراء مشاورات مغلقة في مجلس الأمن الدولي حول الوضع في سوريا بعد أحداث الساحل حتى لا تتوسع لمناطق أخرى.
والاثنين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين بأن 973 مدنيا قُتلوا منذ 6 مارس/آذار على يد قوات الأمن السورية ومجموعات رديفة لها في غرب البلاد.
والأحد تعهّد الشرع محاسبة كل من “تورط في دماء المدنيين”، بعد الاشتباكات فيما نددت الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم أخرى بهذه المجازر، داعية السلطات السورية إلى وضع حد لها.
وأعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة “مستقلة” بهدف التحقيق بالأحداث التي وقعت في غرب البلاد، لافتة إلى أنها تتألف من سبعة أشخاص.