دمشق – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الأجهزة الأمنية في سوريا قد اعتقلت المفتي السابق أحمد حسون مساء الأربعاء أثناء سفره عبر مطار دمشق الدولي. 
وتأتي عملية الاعتقال في وقت حساس حيث أعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد شرع، عن بدء محاسبة بعض الشخصيات المقربة من النظام، بما في ذلك تلك التي لعبت دورًا بارزًا في دعم الأسد خلال سنوات الحرب الأهلية.
ويُعتبر أحمد حسون أحد أبرز الشخصيات الدينية التي ساندت النظام السوري بشكل علني طوال الصراع الذي اندلع في عام 2011. فمن خلال خطبه الدينية، كان حسون يروج لفكرة أن الصراع في سوريا هو “حرب ضد الإرهاب”، وأن الأسد يمثل الحماية الوحيدة للبلاد في مواجهة القوى الخارجية التي كانت تسعى لإسقاط النظام. 

كما كان حسون يبرر استخدام النظام للبراميل المتفجرة ضد المناطق الثائرة، ما جعله عرضة للانتقادات الشديدة من قبل المعارضة.
ولقد أطلق المعارضون على أحمد حسون لقب “مفتي البراميل المتفجرة” في إشارة إلى دعمه العلني لاستخدام البراميل المتفجرة ضد المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة. وتسببت هذه الأسلحة تسببت في قتل الآلاف من المدنيين. 
ويظهر هذا اللقب كيف كان حسون يروج للخطاب الذي يعزز شرعية العنف الذي مارسه النظام ضد الشعب السوري تحت غطاء ديني. وقد أظهرت مشاهد سابقة قيام عدد من الشباب السوري بالتهجم عليه وانتقاده بسبب دوره في دعم النظام بينما حاول المفتي السابق التهرب.
ومنذ بداية الحرب الأهلية، استخدم حسون منصبه الديني للترويج للرواية الرسمية التي تدافع عن النظام، حيث ربط بين ما يفعله الجيش السوري من أعمال عنف وبين الدين، معتبرًا أن النظام هو القوة الوحيدة القادرة على الحفاظ على الوحدة الوطنية وحماية البلاد من “المؤامرات الخارجية”.
ويأتي الاعتقال المفاجئ لحسون في إطار المحاسبة التي أعلن عنها شرع، والذي بدأ يتخذ خطوات بتصفية الحسابات من قيادات عسكرية ودينية وسياسية موالية للنظم السابق. 
ومع إعلان الشرع  المضي في محاسبة شخصيات كانت ضمن الحلقة المقربة من الأسد، من المحتمل أن يكون هذا الاعتقال جزءًا من محاولة التخلص من الشخصيات التي قد تعتبر مسؤولية في انتهاكات حقوق الإنسان.
ويعتبر حسون، الذي كان يُعد من أبرز داعمي الأسد فكريًا ودينيًا، من الأسماء المحورية في تطبيع الجرائم التي ارتكبها النظام.