الصالح نيوز :
الأطفال في غنى عن التركيز للتعلّم!
الصالح نيوز :
الأطفال في غنى عن التركيز للتعلّم!
الأطفال في غنى عن التركيز للتعلّم!
تورونتو – هل أنت والد أو معلم محبط لأن الأطفال لا يبدون اهتمامًا عندما تحاول تعليمهم شيئًا؟ لا تشعر بالسوء، إذ يقول علماء النفس في جامعة تورنتو إن الأطفال يتعلمون بشكل جيد سواء حاولوا الانتباه أم لا، بينما يميل البالغون إلى تجاهل المعلومات التي لا يركزون عليها.
كشفت دراسة جديدة من قسم علم النفس في كلية الفنون والعلوم أن الأطفال قادرون على التعلم بشكل متساوٍ سواء كانوا يركزون على المهمة أم لا. في المقابل، يحتاج البالغون إلى تركيز انتباههم على المعلومات لتعلمها بفعالية.
نُشرت هذه النتائج في مجلة Psychological Science.، في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول من العام 2024.
أكد الباحثون أن الطفل يمتص كل المعلومات المحيطة به بشكل لا إرادي؛ لأن الأطفال يستخدمون كل حواسهم في أثناء التعلم بعكس البالغين الذين يقومون بالتركيز على حاسة معينة في أثناء تعلم شيء معين. وربما يفسر ذلك سهولة التعلم بشكل عام في الصغر عنه في البلوغ.
وعلى سبيل المثال، فإن الطفل الذي يمارس اللعب والجري في أثناء قراءة كتاب معين ولا يهتم بالكلام المكتوب في الكتاب، يظل يستقبل المعلومات عن طريق رؤية الصور وسماع صوت القراءة، بينما يقوم الشخص البالغ بالتركيز على القراءة فقط.
قالت الدكتورة آمي فين، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة مساعدة في علم النفس ورئيسة مختبر التعلم والتطور العصبي: “لا تغضب من الطفل الذي يتحرك أثناء قراءتك لكتاب، فمن المحتمل أنه لا يزال يستمع ويتعلم، حتى لو بدا الأمر مختلفًا”.
لا تغضب من الطفل الذي يتحرك أثناء قراءتك لكتاب
وقام فريق من العلماء، بما في ذلك خريجو جامعة تاندوك مارلي تاندوك، بهارات ناديندلا، وتيريزا فام، باختبار مدى قدرة الأطفال والبالغين على استيعاب رسومات لأشياء مألوفة في تجربتين مختلفتين.
في التجربة الأولى، طُلب من المشاركين التركيز على الرسومات.
في الثانية، طُلب منهم تجاهل الرسومات وأداء مهمة مختلفة تمامًا.
بعد كل تجربة، كان على المشاركين التعرف بسرعة على أجزاء من الرسومات التي شاهدوها.
وجد الباحثون أن الأطفال تعلموا بشكل متساوٍ في كلا السيناريوهين، بينما تعلم البالغون بشكل أفضل فقط عندما طُلب منهم الانتباه للرسومات. بمعنى آخر، لم يؤثر عدم انتباه الأطفال سلبًا على قدرتهم على التعلم.
تطور الانتباه الانتقائي عند الأطفال – أي القدرة على التركيز على مهمة معينة – يحدث ببطء ولا يكتمل حتى سن الرشد المبكر.
تشير الأبحاث السابقة إلى أن أدمغة الأطفال تستقبل المعلومات التي يُطلب منهم التركيز عليها وأيضًا المعلومات التي لا يُطلب منهم التركيز عليها. وربما يفسر هذا سبب قدرة الأطفال على تعلم اللغات المحيطة بهم بسهولة.
قالت تاندوك، التي ترأست مختبر التعلم والتطور العصبي وهي الآن باحثة دكتوراه في جامعة بنسلفانيا: “نحن كبالغين نُرشّح ما نتعلمه بناءً على أهدافنا ومتطلبات المهمة، بينما يمتص الأطفال كل شيء دون جهد واضح.”
على الرغم من أن العودة إلى حالة التعلم الطفولية قد تبدو مغرية، إلا أن الانتباه الانتقائي له فوائد عديدة. أظهرت تجارب أن تدريب الانتباه يحسن أداء التعلم لدى البالغين، بمعنى أن البالغين يتعلمون بشكل أفضل عندما يتم توجيههم إلى المعلومات الأكثر أهمية.
تشير هذه النتائج إلى أهمية اللعب والتعلم الغامر بالنسبة للأطفال، بينما يظهر للبالغين ضرورة تحديد أهداف واضحة في بداية الدروس أو ورش العمل لتحسين النتائج التعليمية.
قالت الدكتورة فين: “عندما أتفاعل مع طفلي البالغ من العمر خمس سنوات، أقلق أقل مما كنت أفعل سابقًا حول ما إذا كان يستوعب شيئًا ما عندما لا يبدو عليه الانتباه.”
ونصحت الدراسة القائمين على وضع مناهج تعليمية للأطفال بالاستعانة بنتائج البحث في كيفية تصميم المنهج الدراسي حسب الفئة العمرية. وعلى سبيل المثال بالنسبة للأطفال قبل بلوغ فترة المراهقة تؤكد النتائج فوائد اللعب والتعلم من خلال وسائط متعددة وبيئة دراسية غنية بالمفردات مثل الصور التوضيحية والألعاب التفاعلية. أما بالنسبة للأطفال بداية من المراهقة وحتى البلوغ، فيُعد تحديد هدف عام واضح أو مهمة محددة في بداية الفصل الدراسي أو ورشة العمل أمراً مهماً للوصول إلى نتيجة أفضل.
الصالح نيوز :
الأطفال في غنى عن التركيز للتعلّم!
الصالح نيوز :
الأطفال في غنى عن التركيز للتعلّم!
#الأطفال #في #غنى #عن #التركيز #للتعلم