دمشق – نفى الرئيس السابق بشار الأسد اليوم الاثنين أن يكون قد خطط مسبقا لهروبه من دمشق يوم سقوط نظامه، مؤكدا أن موسكو طلبت إجلاءه مساء الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول من قاعدة حميميم، وذلك في أوّل تصريح له منذ إسدال الستار على حكم آل الأسد الذي امتد على أكثر من خمسة عقود.

وقال في بيان نشرته صفحات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي “لم أغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع، كما أنني لم أغادره خلال الساعات الأخيرة من المعارك، بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 كانون الأول/ديسمبر “.

وأضاف “مع سقوط الدولة بيد الإرهاب، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء، يصبح المنصب فارغا لا معنى له، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه”.

وتابع “مع ازدياد تدهور الوضع الأمني في تلك المنطقة وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسير، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا”.

وزاد “من لم يتخل عن غير السوريين من مقاومة في فلسطين ولبنان ولم يغدر بحلفائه الذين وقفوا معه، لا يمكن أن يكون هو نفس الذي يتخلى عن شعبه الذي ينتمي إليه، أو يغدر به وبجيشه”.

وفي الثامن من الشهر الجاري سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وأشارت تقارير سابقة إلى أن الروس أبلغوا الأسد بأن جيشه تخلى عنه رافضا القتال وهو ما يفسر تمكّن مقاتلي المعارضة من السيطرة على كافة المدن دون أي مقاومة تذكر من الجيش السوري الذي نخره الفساد، بينما انتشر الإحباط والاحتقان في  صفوف ضباطه وجنوده.

ووجد الأسد نفسه في مأزق بعد أن تخلى عنه حليفاه حزب الله وإيران اللذين دعماه عسكريا خلال الحرب الأهلية، ما مكنه من استعادة السيطرة على العديد من المدن، فيما تعرضت طهران لاتهامات بالمشاركة في عملية تسليم سوريا للمعارضة وحليفتها تركيا بعد اجتماعات ثلاثية مع الروس والأتراك.

وسعت إيران خلال الآونة الأخيرة إلى تحميل الأسد مسؤولية انهيار نظامه واتهمته بتجاهل نصائحها، ما يشير إلى أنها نفضت يدها من حليفها السابق. 

وأفاد موظفون ومسؤولون سوريون في وقت سابق بأنه قبل ساعات قليلة من سقوط دمشق فر الأسد من دون إبلاغ أفراد عائلته ولا حتى أقرب مساعديه، حتى أنه اتصل بمستشارته الإعلامية مساء السبت وطلب منها إعداد كلمة يلقيها، قبل أن يستقل طائرة من مطار دمشق إلى قاعدة حميميم الروسية.

وقال مستشار للأسد، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، “لقد غادر مع ابنه حافظ من دون إبلاغ عائلته أو معاونيه المقربين، ومن القاعدة الروسية نقلته طائرة إلى موسكو”.