بغداد – تحدثت تقارير إعلامية عراقية عن حالة من الشلل تشهدها المنطقة الصناعية في محافظة ديالي العراقية وذلك مع تراجع إمدادات الغاز المورد من إيران إضافة لبعض التذبذب في خطوط الكهرباء الإيرانية التي تصل المحافظة ما ينذر بمشاكل اقتصادية وحياتية للمواطنين.
وتأتي الأزمة وسط دعوات للتقليل من الاعتماد على الجانب الإيراني في هذا الملف حيث من المعتقد أت تشدد إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من العقوبات على قطاع الطاقة الإيراني فيما تسببت مثل هذه الازمات في احتجاجات بعدد من المحافظات العراقية بما فيها ديالي.
وكشف موقع “شفق نيوز” العراقي الكردي عن شلل شبه تام في الاحياء الصناعية بورش صناعة السيارات والأبواب والشبابيك في مدينتي بعقوبة والخالص من المحافظة.
وتعتبر هذه الازمة من تداعيات تقليص إيران المفاجئ لإمدادات الغاز والذي قد يشعل الجبهة الاجتماعية العراقية في ظل شواهد سابقة وعلى ضوء الاحتقان الكامن من فترات طويلة بسبب أزمة الكهرباء، بينما تكابد حكومة محمد شياع السوداني في مواجهة أزمات مستعصية يعاني منها العراق منذ العام 2003، بينما قد تكون السلطات الايرانية تحاول الضغط على الشريك العراقي لدفع مستحقات مالية غير مسددة.
وفي العادة يصل الطرفان في ذروة خلافات غير معلنة بشكل رسمي وصريح، إلى تفاهمات تعيد ضخ الغاز الايراني للعراق بالكمية المطلوبة، لكن المتابعين لتطورات هذا الملف يذهبون غالبا إلى أن طهران تضغط بورقة الغاز لانتزاع مكاسب لها أو لوكلائها العراقيين.
وقرر بعض أصحاب الورش الاعتماد على مولدات الديزل وشراء الوقود لتعويض انقطاع التيار الكهربائي مع تكرر توقف خط ميرساد الإيراني.
وتعاني طهران بدورها مشكلة في قطاع الكهرباء ما بات ينعكس كذلك على العراق الذي استفاد من الاعفاء الأميركي لاستيراد الطاقة من إيران لكن الازمة لا تزال مستمرة وباتت مزمنة مع غياب الحلول رغم التعهدات التي اطلقها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للتعويل على الذات.
وفي تصريح لموقع شفق نيوز كشف عدد من أصحاب الورش عن امتعاضهم من الوضع الحالي حيث قال أحمد الطائي وهو صاحب ورشة لصيانة السيارات، إن “انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يعطل عملنا نتيجة عدم قدرتنا على تشغيل أي جهاز والاعتماد على العمل اليدوي فقط”.
وشدد على أن “انقطاع الكهرباء يجبرنا عن الانتظار لأوقات طويلة والقيام بالأعمال البسيطة فقط وتجنب استلام السيارات التي تحتاج إلى جهد كبير وباستخدام الأجهزة الكهربائية”.
بدوره أوضح أمير عباس وهو صاحب ورشة حدادة لوكالة شفق نيوز “العمل هذه الفترة بات خسارة بالنسبة لنا فأجهزة اللحام والقطع تحتاج إلى كهرباء ولكن بانقطاعها لساعات لاسيما في فترة الصباح يدفعنا لشراء الكاز وتشغيل المولدات وأحياناً اضطر للعودة إلى المنزل بدون عمل”.
وقال ” هذا الانقطاع يمثل خسارة لأن الباب على سبيل المثال إذا لم يُنجز خلال وقت محدد تكون خسارة على الحداد والعمال” موضحا أهمية التيار الكهربائي في عمله.
وأضاف “الكهرباء في المناطق الصناعية يجب ألا تنقطع خلال أوقات العمل خاصة وأننا ندفع أجوراً شهرية تتمثل بإيجار المحال ورواتب العمال وغيرها، لكن الانقطاع حسب ما أعلنت الدوائر الحكومية سببه قلة الحصة وانقطاع الخطوط الإيرانية”.

وواجه العراق أزمات كبيرة بتوفير الطاقة الكهربائية، بسبب عدم التزام الجانب الإيراني بتصدير كميات الغاز المتعاقد عليها مع العراق لتشغيل محطاته الكهربائية، إذ جرى قطع كميات الغاز أو تقليل كمياتها المصدرة للعراق مرات عدة في الصيف الماضي، ما أحرج الحكومة العراقية بتوفير الطاقة، وتسبب بموجة تظاهرات وغضب شعبي في عدد من المحافظات.
ولمواجهة هذا الأزمات المتكررة طالب الخبير الاقتصادي محمد حيدر في تصريح لشفق نيوز بالتعويل على الذات وعدم الخضوع للشروط الإيرانية مشيرا لتحمل المواطن العراقي التداعيات.
وقال ” تعثر الحكومات المتعاقبة في استثمار الغاز والاعتماد على المستورد من إيران وغيرها يلقي بأضراره على المهن والأسواق كافة نتيجة انقطاع الكهرباء في ذروة الحاجة إليها خلال موجات الحر في الصيف وموجات البرد في الشتاء”.
وتحدث عن ارتباطات إقليمية وراء استمرار الازمة بسبب مصالح بعض القوى السياسية مع المورد الإيراني قائلا ” تعثر ملف الكهرباء في العراق يرتبط بإرادة إقليمية فهناك جهات سياسية تريد استمرار استيراد الغاز والطاقة لفائدة دول أخرى”.
وطالب الحكومة العراقية بالاستغناء على الخارج لحل الازمة قائلا ” العراق بحاجة اليوم إلى الاعتماد على الإنتاج الوطني والاستغناء عن الخارج في ظل توافر المناخ المناسب من حيث وجود حقول الغاز في المنصورية وعكاز والمحافظات الجنوبية وهي بحاجة إلى الاستخراج وتشغيل المحطات بالغاز الوطني”.