الرباط – استأنفت الرحلات بين المغرب والصين بفتح خطين مباشرين من البلدين بين الدار البيضاء ومدينتي بكين وشنغهاي الصينيتين، ما يشكّل فرصة لتعزيز القطاع السياحي بالمملكة.

ويعد تطوير الربط الجوي والانفتاح على أسواق سياحية جديدة وخاصة الآسيوية منها من الركائز الأساسية لخارطة الطريق الاستراتيجية لوزارة السياحة المغربية، عبر شراكات جديدة مع شركات طيران دولية ودعم الشركات الجوية الوطنية.

وتتزامن الحركة الجوية بين الرباط وبكين مع احتفالات رأس السنة الصينية التي تنطلق يوم الأربعاء المقبل، حيث لفتت صحيفة “تشاينا ديلي” أن “خط شنغهاي-الدار البيضاء” سيعزز المبادلات والأنشطة بين البلدين، متوقعة أن يشكل السياح الدوليون 80 في المائة من حركة الركاب، وفق موقع مدار21 المحلي.

وأكد سفير المغرب بالصين عبدالقادر الأنصاري أن الخط المباشر الدار البيضاء-بكين يهدف إلى “مواكبة دينامية العلاقات الثنائية الصينية المغربية”، لافتا الى المكانة المميزة لمطار الدار البيضاء باعتباره محطة رئيسية تربط بين آسيا وأوروبا وافريقيا والولايات المتحدة.

وأوضح الأنصاري أن الجسر الجوي المزدوج الدار البيضاء-بكين/الدار البيضاء-شنغهاي يعيد رسم خريطة السياحة الصينية المغربية، ويعد بتعزيز محور اقتصادي بين الرباط وبكين.

وسلطت وسائل الاعلام الصينية الضوء على عودة أولى الرحلات المباشرة لشركة الخطوط المغربية بمطار بكين داشينغ الدولي بعد خمس سنوات من التوقف عن العمل بسبب جائحة كوفيد-19، فيما تتزامن الرحلة مع انطلاق رحلات لـ”شنغهاي اير لاينز” نحو مطار محمد الخامس بالدار البيضاء.

واستعرضت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) الاهتمام المتزايد من طرف الصينيين بالمغرب على المنصات الرقمية، حيث شارك رواد الحساب الرسمي لثاني شركة طيران صينية على شبكة التواصل الاجتماعي “وي تشات” رحلتهم لـ”بلد نابض بالألوان الذي يجمع بين البحر والصحراء.

كما تناولت القناة الصينية “سي جي تي ان” أهمية هذا الخط الجوي في تطوير العلاقات بين المغرب والصين، ما يخلق فرصا استثمارية جديدة بين المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين في البلدين.

وتسعى الصين التي تعتبر أحد أكبر المستثمرين في افريقيا للاستفادة من موقع المغرب ومكانته كفاعل إقليمي ودولي في المنطقة وتعمل على تعزيز العلاقات مع المملكة ضمن هذا الإطار. وتعزز التقارب الصيني المغربي منذ زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس للصين في العام 2016 وتوج بالعديد من المشاريع والاستثمارات الكبرى في قطاعات استراتيجية في البنية التحتية والطاقة والتعليم.

ويكثف المكتب الوطني المغربي للسياحة في الأشهر الأخيرة من جهوده للترويج للوجهة المغربية في بكين، من خلال المشاركة في عدد من المعارض للترويج السياحي أبرز فيها تنوع المنتوج السياحي المغربي وسلط الضوء على ثراء وعراقة الثقافة والطبخ المغربيين، فضلا عن البنية التحتية الحديثة للمملكة.

وفي شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقعت الخطوط الملكية المغربية ستة عشر اتفاقية مع كبرى وكالات الأسفار الصينية متخصصة في الوجهة المغربية وتوفر حجوزات طويلة الأجل لضمان الاستخدام الأمثل لخط الدار البيضاء-بكين.

وتراهن المملكة على استقطاب 26 مليون سائح بحلول العام 2030، بينهم 750 ألف سائح صيني، حيث يكتسي السياح الصينيون أهمية بالغة في سوق السياحة العالمية من خلال عددهم أو القدرة على الانفاق، فضلا الى حسن ترويجهم للوجهات السياحية التي يزورونها عبر المنصات الاجتماعية.