باريس – تعيش فرنسا على وقع جدل أثاره منح زارة الداخلية الفرنسية تأشيرات للأئمة الأجانب بينهم أئمة جزائريون في غمرة التوتر بين باريس والجزائر، اذ نددت الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) بما اعتبرته لعبة مزدوجة تمارسها حكومة فرنسوا بايرو في ما يتعلق باستقدام الأئمة.

واستغل النائب عن الجبهة جان فيليب تانغوي سريعا تقريرا نشرته أسبوعية ماريان أمس الثلاثاء قالت فيه، إنه في ذروة التوتر مع الجزائر، منحت وزارة الداخلية تأشيرات للأئمة الأجانب وأن هذا ينطبق على الأئمة الجزائريين، ليهاجم وزير الداخلية برونو ريتايو بسبب هذه القضية ومسائل تتعلق بملف الهجرة.

وقال في تغريدة على نصة اكس “لا يزال برونو ريتايو يسمح للأئمة الجزائريين بالحضور والتدخل، في تحد للوعود التي قطعها ألف مرة للفرنسيين برفضهم!”.

وهاجم أيضا لوران جاكوبيلي نائب رئيس مجموعة الجبهة الوطنية في الجمعية العامة (البرلمان)، وزير الداخلية بالقول”لأن برونو ريتايو غير قادر على طرد المؤثرين الجزائريين، يفضل استيراد أئمتهم. لقد تحدث مثلنا لكنه تصرف مثل الماكرونيين. وهو الآن يتحدث بصفته ماكرونيا ويتصرف بصفته ماكرونيا”.

وانضم سيباستيان تشينو النائب عن الشمال في الجبهة الوطنية إلى منتقدي قرار استقبال أئمة جزائريين ليحاضروا أو لإمامة صلاة التراويح في شهر رمضان، قائلا إن “الأمر لم يستغرق ستة أشهر قبل أن يستسلم برونو ريتايو لمطالب الجزائر”. وفي مقابلة على قناة ‘سي نيوز’ صباح الأربعاء، انتقد إريك سيوتي رئيس اتحاد الديمقراطيين من أجل الجمهورية، حليفه السابق ريتايو بالقول “وزير الداخلية لديه كلمات قوية، لكن أفعاله ضعيفة. لماذا هذه الهدية للجزائر؟”.

واعتبر بعض السياسيين من اليمين التطرف أن ما جرى كان بمثابة ممارسات سرية من قبل الحكومة في الوقت الذي لم يعد فيه مقبولا التسامح مع من وصفوهم بـ”الأئمة المنفصلين” في إشارة إلى الأئمة المستقدمين في شهر رمضان في غمرة التوتر مع الجزائر ونزاع دبلوماسي أجج النقاشات والسجالات الداخلية في فرنسا.

ورد وزير الداخلية الفرنسي الذي سبق وغازل اليمين المتطرف في ملف الهجرة ضمن عملية استقطاب انتخابي وسياسي، على منتقديه بالقول إن “الحزم في ملف الهجرة لا يعني الفعل والقول”، مضيفا “وصول هؤلاء الأئمة يخضع لرقابة مشددة منذ عقود، يأتون إلى فرنسا في شهر رمضان ثم يغادرون”.

وتابع “سياستي هي من ناحية، مطاردة الإسلاميين ومن ناحية أخرى، تعزيز الشعور بالانتماء إلى مجتمعنا الوطني بين مواطنينا المسلمين”.

ودافع ريتايو عن حرية العبادة بما يضمن أن عدم القيام بذلك سيكون بمثابة “إثبات حق المتطرفين”، على حساب “الوطنيين المسلمين المخلصين”، مضيفا إنه يرفض الاعتقاد بأنه في الجمهورية “عليك أن تكون مؤمنا سيئا حتى تكون فرنسيا جيدا”.