طرابلس – دانت عدة أطراف في ليبيا حادثة تدنيس العلم الأمازيغي من قبل بعض الشباب الذين طالبوا سائقي بعض السيارات بالسير فوق العلم في العاصمة طرابلس خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة عشر لثورة 17 فبراير وهو ما سينعكس سلبا على الاستقرار الداخلي والامن المجتمعي بإثارة نعرات قبلية وعرقية.
وقد أدت الحادثة التي انتشرت عبر صفحات التواصل الاجتماعي الى قطع طريق طرابلس- نالوت وحرق إطارات عند مفترق الزنتان وسط مخاوف من تدهور الوضع الأمني خاصة في المدن والقرى الأمازيغية.
وقد دانت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة عن استنكارها الشديد لحادثة الاعتداء على العلم الأمازيغي.

وأكدت في بيان نشرته عبر صفحتها على “فيسبوك” أن الدبيبة أصدر تعليمات باتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد المتورطين مشددة على احترامها للهوية الأمازيغية كجزء أصيل من الثقافة الليبية، ورفضها لأي محاولات لإثارة الفتنة بين أبناء الوطن، مؤكدة التزامها بحماية الوحدة الوطنية.
من جانبه ادان خالد المشري، المتنازع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة الحادثة قائلا “إنه من الضروري ضبط النفس والبعد عن أية تصرفات تزيد التوتر في بعض أحياء طرابلس وبعض مدن الجبل الغربي”.
وأضاف في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك مساء الجمعة ” نتابع بقلق بالغ التوترات الأمنية. ندعو الجميع إلى ضبط النفس وتحكيم لغة العقل والابتعاد عن التصرفات التي من شأنها زيادة التوتر.

ومع تصاعد الاضطرابات حمل عمداء البلديات الأمازيغية وزير داخلية الدبيبة “عماد الطرابلسي” مسؤولية الاعتداء على رايتهم داعين النائب العام للتدخل والقبض العاجل على الجناة وتقديمهم للعدالة.
وقالوا في بيان تم نشره الجمعة إن الاجتماع ضم بلديات زوارة وجادو وكاباو ونالوت والقلعة ويفرن ووازن موضحين أن “هذا الفعل الاستفزازي يهدف لضرب الوحدة الوطنية وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الليبي”.
وانتقد البيان “بشدة جريمة تدنيس العلم الأمازيغي الذي يرمز لهويتنا وثقافتنا” محملين “داخلية الدبيبة وأجهزتها عدم التدخل وإيقاف المتورطين في تدنيس العلم رغم وجود بعض عناصر الأمن بمكان الواقعة.”
وشدد عمداء البلديات الامازيغية على تمسكهم “بوحدة ليبيا ولن نسمح لأي جهة بتفريق الليبيين وزعزعة السلم الاجتماعي وسنبقى أوفياء لوطننا”.
ويرى مراقبون أنه غالباً ما يتم استغلال قضية العلم الأمازيغي في التوترات السياسية بين الأمازيغ وغيرهم من المكونات الليبية.
وقد تكررت حوادث تدنيس العلم الأمازيغي في ليبيا في السنوات الأخيرة، مما أثار غضب الأمازيغ ودفعهم إلى تنظيم احتجاجات ومطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال وسط مخاوف من صراع عرقي من شأنه تعميق الازمة الليبية وسط جهود تبذلها البعثة الأممية لتوحيد البلاد وتنظيم انتخابات ديمقراطية.
ولا تزال وفق مراقبين قضية العلم الامازيغي قضية شائكة ومثيرة للجدل رغم التوصيات بضرورة احترام المروز الثقافية وعدم تدنيسها او اهانتها.