أشارت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يستغرقون وقتًا أطول للوصول إلى النوم العميق  او مرحلة الاحلام قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة.

ولطالما حذرت الأبحاث من أن جودة النوم ومدته يمكن أن تؤثر على احتمالية الإصابة بهذا المرض الذي يضعف الذاكرة.

لكن العلماء في الصين يعتقدون الآن أن الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى مرحلة حركة العين السريعة (REM) – وهي إحدى مراحل النوم الأساسية – قد يظهرون أحد أعراض المرض. وتعتبر هذه المرحلة، التي تعد الأعمق بين المراحل الأربع التي يمر بها الإنسان أثناء النوم، ضرورية للذاكرة والتعلم والإبداع.

كما وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الوصول إلى النوم العميق لديهم احتمال أكبر لتراكم بروتينين سامين في الدماغ، وهما الأميلويد والتاو، وهما مرتبطان بالإصابة بألزهايمر.

ويرى الخبراء أن هذه النتائج تشير إلى أن الأدوية التي تحسن جودة النوم، مثل الميلاتونين، قد تساعد في تأخير تطور المرض، لكنهم أكدوا ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث قبل التوصل إلى استنتاج نهائي.

وقالت الدكتورة يوي لينغ، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي وعلوم السلوك بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: “تأخر الدخول في مرحلة حركة العين السريعة يعطل قدرة الدماغ على ترسيخ الذكريات، لأنه يؤثر على العمليات العصبية التي تساهم في التعلم والذاكرة. وإذا كانت هذه المرحلة غير كافية أو متأخرة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة هرمون التوتر الكورتيزول، مما قد يُضعف الحُصين، وهو جزء أساسي في الدماغ مسؤول عن تخزين المعلومات والذاكرة.”

مراحل النوم وعلاقتها بألزهايمر

تتبع مرحلة حركة العين السريعة ثلاث مراحل من النوم غير السريع (NREM)، تزداد عمقًا تدريجيًا. تستغرق هذه المراحل الأربع حوالي 90 دقيقة أو أكثر لإكمالها، حسب العمر، وقد يمر بها الشخص أربع إلى خمس مرات خلال الليلة الواحدة.

ومع تقدم العمر، يستغرق الأشخاص وقتًا أطول للوصول إلى مرحلة حركة العين السريعة، مما قد يفسر سبب زيادة مخاطر الإصابة بألزهايمر مع الشيخوخة.

الدراسة الحديثة

في الدراسة الجديدة، قام العلماء في مستشفى الصداقة الصيني-الياباني في بكين بمراقبة أنماط النوم لدى 128 متطوعًا بمتوسط عمر 70 عامًا.

كان نصف المشاركين مصابين بمرض ألزهايمر.

حوالي الثلث كانوا يعانون من ضعف إدراكي خفيف، وهو حالة غالبًا ما تسبق ألزهايمر.

البقية كانت لديهم قدرات معرفية طبيعية.

وقام الباحثون بقياس نشاط الدماغ، وحركة العين، ومعدل ضربات القلب، والتنفس خلال ليلة كاملة قضاها المشاركون في العيادة، ثم قسموهم إلى مجموعتين: أشخاص يصلون مبكرًا إلى مرحلة حركة العين السريعة، واشخاص يعانون من تأخر في الوصول إلى هذه المرحلة.

ويُعتبر ألزهايمر مسؤولًا عن 60% من حالات الخرف.

وتشمل الأعراض المبكرة لألزهايمر مشاكل الذاكرة، وصعوبة التفكير واتخاذ القرارات، ومشكلات في اللغة، والتي تزداد سوءًا مع مرور الوقت. ومع ارتفاع معدلات الإصابة، تبرز الحاجة إلى أدوات فحص وتشخيص رخيصة وفعالة للكشف المبكر عن المرض.