الصالح نيوز : احتفالات عيد نوروز تعم مناطق شمال شرقي سوريا بـ”طابع استثنائي” (صور)

شفق نيوز/ شهدت مناطق متفرقة من شمال شرقي سوريا، اليوم الجمعة، احتفالات واسعة بعيد نوروز، حيث خرج عشرات الآلاف من الكورد السوريين إلى المناطق الطبيعية للاحتفال بهذه المناسبة التي تمثل رمزاً للتجدد والحرية والتشبث بالهوية القومية.

ويُعتبر نوروز مناسبة قومية ذات بعد تاريخي عميق لدى الكورد، حيث يرمز إلى التحرر من الظلم وبداية جديدة تتزامن مع حلول فصل الربيع. وتأتي احتفالات هذا العام وسط تحولات سياسية كبيرة هدتها سوريا مؤخراً، مما أضفى زخماً خاصاً على أجواء نوروز هذا العام.

وفي حديث لوكالة شفق نيوز قال كاوا محمود، أحد المحتفلين في ريف القامشلي: “هذا العام يحمل طابعاً استثنائياً، فبعد سنوات من التضييق والتحديات التي فرضها نظام الأسد على الكورد، نشهد اليوم مشاركة جماهيرية واسعة بعد سقوط النظام، لأنه أصبح يمثل نوروز الأمل لسوريا جديدة”.

وأشار محمود، إلى أن الكورد السوريين يتأملون طي حقبة نظام البعث السوداء والانطلاق نحو مستقبل أكثر حرية وعدالة لجميع السوريين، مضيفاً أن التفاهمات الأخيرة بين القوى السياسية الكوردية ساعدت في خلق جو من التفاؤل بين أبناء المنطقة، خاصة إنها جاءت عقب الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية.

من جهتها، عبّرت رانيا خليل، وهي نازحة من منطقة عفرين، عن أملها في أن يكون نوروز هذا العام بداية لعودة النازحين إلى مناطقهم، قائلة: “بعد سنوات من التهجير القسري والمعاناة، نتطلع إلى العودة لديارنا والعيش بأمان بعيداً عن الخوف والمآسي”.

وتقول خليل، لوكالة شفق نيوز، إن “احتفالات نوروز تتشابه بين الكورد في كافة أجزاء كوردستان ومع ذلك هناك خصوصية لطقوس الاحتفال والأزياء في كل منطقة لذلك نشعر بأن فرحة نوروز لا تكتمل بالنسبة لنا بدون الاحتفال في عفرين”.

وعمت احتفالات نوروز هذا العام مناطق واسعة في الجزيرة وكوباني وعفرين إلى جانب العاصمة السورية دمشق ومدينة حلب ومناطق الساحل السوري.

وشهدت المدن الكوردية في سوريا، مساء الخميس، أجواء احتفالية غير مسبوقة وإيقاد شعلة نوروز، وذلك للمرة الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضي.

وشارك عشرات الآلاف في الاحتفالات التي عمّت كبرى المدن الكوردية، ومنها قامشلو، عفرين، كوباني، الحسكة، وديرك، حيث تجمع المحتفلون حول شعلة نوروز وأقاموا حلقات الرقص والدبكة الفلكلورية.

وللمرة الأولى، شهدت مناطق الساحل السوري ومدينة السويداء إيقاد شعلة نوروز من قبل الأهالي، في خطوة تعبّر عن تضامنهم مع الكورد ومشاركتهم أفراحهم بهذه المناسبة القومية.

كما شهدت المناسبة تفاعلا واسعا من قبل الفنانين والممثلين السوريين، حيث وجه العديد منهم رسائل مصورة قدموا خلالها التهاني للشعب الكوردي بعيد نوروز.

وفي سياق متصل، وصل الفنان السوري سميح شقير اليوم إلى مدينة قامشلو، حيث سيقدم فقرة غنائية ضمن احتفالات نوروز في المدينة.

ويُعد عيد نوروز مناسبة سنوية يؤكد فيها الكورد على هويتهم القومية، وارتباطهم بأرضهم التاريخية، إلى جانب رفع صوتهم والمطالبة بحقوقهم السياسية في سوريا.