أنقرة – تستضيف العاصمة الأردنية الأحد اجتماعا رفيع المستوى من تركيا والأردن وسوريا والعراق لبحث التعاون الأمني والتطورات الإقليمية، حيث تعمل الدول الأربعة على منع تحركات الجماعات الإرهابية من ممارسة أنشطتها القتالية بعد التطورات الأخيرة في المنطقة.

وأفاد مصدر دبلوماسي تركي طلب عدم الكشف عن هويته إن وزراء الخارجية في الدول الأربع سيحضرون الاجتماع وكذلك وزراء الدفاع أو القادة العسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات. مضيفا أن المسؤولين سيبحثون التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، فضلا عن التطورات الإقليمية.

ونقلت وكالة شفق نيوز العراقية عن مصادر مطلعة، قولها أنه المقرر الإعلان عن تشكيل التحالف الرباعي الاستراتيجي بين (العراق – تركيا – سوريا – الأردن).

واعتبرت المصادر أن الوضع والمرحلة الحالية تتطلب الإسراع في تنفيذ المهام المنوطة بالتحالف بضبط أمن المنطقة ومنع تحركات الجماعات الإرهابية من ممارسة أنشطتها القتالية، خصوصا عند المناطق الرخوة القريبة من الشريط الحدودي الواصل بين الدول المتحالفة أو حتى داخل المدن.

من جهتها، تحاول تركيا حسم ملف السجون الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التي تأوي آلاف العناصر من تنظيم داعش، وتسعى للحصول على دعم عربي ودولي للضغط على الجانب الكردي للسيطرة على هذه السجون في سوريا، باعتبار أن بقاء هذه السجون تحت السيطرة يعتبر هدفا مشتركا للدول المحيطة التي تخشى من تسلل إرهابيين.

والشهر الماضي، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن الدول الأربع ستتخذ خطوات نحو مكافحة تنظيم داعش على نحو مشترك في المنطقة، وإنها تهدف إلى عقد أول اجتماع بشأن هذه القضية في الأردن.

ومنذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تحذر دول غربية وفي المنطقة من احتمال عودة تنظيم داعش.

ويحتجز آلاف من أعضاء التنظيم المسلح في معسكرات سجن في شمال شرق سوريا تحت حراسة قوات “قسد” مع الولايات المتحدة.

وتعتبر تركيا قوات “قسد” ووحدات حماية الشعب السورية التي تقود المجموعة “إرهابيين”، وتقول إن السجون يجب أن تُسلم إلى القيادة السورية الجديدة ويجب نزع سلاح وحدات حماية الشعب.

بدوره قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، نقلا عن وكالة الأنباء العراقية الرسمية، إن المجتمعين سيبحثون في عمان، الأوضاع في سوريا ومكافحة الإرهاب بمشاركة العراق. وأضاف أن “الاجتماعات ستتناول دراسة الوضع الراهن في سوريا، إلى جانب بحث آليات مواجهة الإرهاب وتعزيز التعاون المشترك بين الدول المشاركة في هذا المجال”.

وأكد أن “العراق لديه رؤية واضحة وسيقوم بطرحها خلال هذه الاجتماعات، في إطار جهوده لدعم الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب”.

ونوهت مصادر عراقية أن “جهات عراقية في وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والاستخبارات ومكافحة الإرهاب أدت دورا في إعداد الملفات المهمة والخطط الواجب تنفيذها لضبط أمن المنطقة، ومن المؤمل أن يعلن رسمياً عن التحالف الرباعي بعد انتهاء أعمال مؤتمر القمة العربية في بغداد خلال شهر أيار القادم”.

وفي بداية يناير/كانون الثاني الماضي وقع الأردن مع سوريا اتفاقية تنص على تأسيس لجنة مشتركة لضمان أمن الحدود، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لعمان، التي بحث فيها مع نظيره الأردني أيمن الصفدي قضايا تهريب السلاح والمخدرات واللاجئين السوريين والتعاون الاقتصادي.

وقبلها أوفد العراق رئيس الاستخبارات حميد الشطري إلى دمشق، ووفقا لما أكدته وسائل إعلام سورية وعراقية، فإن اللقاء ناقش ضرورة العمل المشترك لضمان عدم عودة ظهور تنظيم الدولة.

ويأتي ذلك بينما تشهد سوريا توترات أمنية واشتباكات عنيفة في الساحل غرب البلاد،

دان الأردن الجمعة كل محاولة “تستهدف أمن سوريا”، في ظل اشتباكات عنيفة تدور في غرب البلاد بين قوات الأمن ومسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد، أسفرت عن مقتل العشرات.

وكتب وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي على إكس “ندين كل المحاولات والمجموعات والتدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا الشقيقة وسيادتها وسلمها”.

وأضاف أن “محاولات دفع سوريا نحو الفوضى والفتنة والصراع جرائم تمثل تهديدا مباشرا لاستقرار المنطقة”.