الصالح 13

الصالح نيوز : إيطاليا تستثمر أزمة فرنسا والجزائر لتعزيز مصالحها

الصالح نيوز :
إيطاليا تستثمر أزمة فرنسا والجزائر لتعزيز مصالحها

الصالح نيوز :
إيطاليا تستثمر أزمة فرنسا والجزائر لتعزيز مصالحها


الصالح نيوز :
إيطاليا تستثمر أزمة فرنسا والجزائر لتعزيز مصالحها

إيطاليا تستثمر أزمة فرنسا والجزائر لتعزيز مصالحها

الجزائر تستغل التقارب مع ايطاليا للترويج لسردية تهافت الدول عليها، لاسيما مع وجود أزمة الطاقة التي باتت تؤثّر على القارة الأوروبية.

روما – تتطور العلاقات بين إيطاليا الجزائر إلى أنقاض التدهور الخطير لعلاقات الأخيرة مع باريس، حيث بات الطريق مفتوحا لروما للاستفادة من هذا الوضع وخدمة مصالحها لتصبح شريكة للجزائر في مجال الطاقة، خصوصا في ظل وجود خلافات سابقة بين رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية في مقال لها، أنه في حين تغرق باريس والجزائر في أزمة دبلوماسية لا نهاية لها على المدى المنظور، تواصل إيطاليا والجزائر إظهار الانسجام التام بينهما. فمنذ وصولها إلى رأس السلطة التنفيذية الإيطالية عام 2022، كان لدى رئيسة الحكومة اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني، وجهة نظر منتقدة لأداء فرنسا في القارة الأفريقية. بينما تعمل ايطاليا على تنمية علاقاتها بعناية مع دولة أصبحت موردها الرئيسي للغاز الطبيعي منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

وميلوني التي شاركت في شبابها في أعمال تضامنية مع مسلحي بوليساريو المدعومين من الجزائر ضد المغرب، في مساعيها لتطوير العلاقات مع أفريقيا، تعمل على خطا رجل لخص في سيرته الذاتية الشهية للمحروقات والعظمة الوطنية الإيطالية والنضال ضد الاستعمار الفرنسي وهو إنريكو ماتي (1909-1962)، مؤسس شركة المحروقات الوطنية العملاقة، إيني.

وأطلقت ميلوني اسمها على “خطة أفريقيا” التي أعلنت عنها في خطاب تنصيبها في أكتوبر/تشرين الأول 2022، والتي من المفترض أن تؤطر المبادرات التي تنفذها إيطاليا وشركاتها ومؤسساتها في القارة.

ويبدو أن ميلوني تستفيد من الذكرى التاريخية للرجل الذي لا يزال قادرا على إحداث صدى خاص في الجزائر، حيث يتذكر الناس هذا الكيميائي صاحب الرؤية أيضًا، وخاصة في سياق التوترات مع فرنسا.  وكان إنريكو ماتي، وهو مقاتل مقاومة سابق وديمقراطي مسيحي يساري، قد هاجم السلطة المطلقة لشركات النفط الأنجلو أميركية من أجل تقديم عقود أكثر فائدة للدول المحررة من المستعمرين الأوروبيين.

ومن الواضح أن الخلافات التي ازدادا بين فرنسا وإيطاليا قد كانت دافعا كبيرا للتقارب بين الأخيرة والجزائر، حيث حمّلت ميلوني السياسة الداخلية الفرنسية مسؤولية الخلاف مع باريس بشأن الهجرة، محذرة من “استخدام حكومات أخرى” لتسجيل نقاط محلية.

واندلعت أزمة دبلوماسية، بين البلدين المحوريين في الاتحاد الأوروبي في عام 2023 بعد تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اعتبر فيها أن ميلوني “عاجزة” عن حل مشكلة الهجرة في بلادها.

وفي أعقاب تعليقات دارمانان التي أوحت بتشابه بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبن، طالب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني باعتذار وألغى زيارة له إلى باريس كانت مقررة مسبقا. ونصحت ميلوني باريس “بتوخي الحذر بشأن استخدام الحكومات الأخرى لتسوية حسابات سياسية داخلية”.

واصطدمت الحكومة الفرنسية الوسطية بقيادة ماكرون مرارا مع الحكومات الإيطالية المتعاقبة بشأن قضية الهجرة، وخاصة حول طريقة إدارة حدودهما البرية المشتركة واستقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في المتوسط.

وساهمت الجرب الأوكرانية الروسية وتأثيرها على امدادات الغاز والطاقة إلى أوروبا، في تطوير العلاقات بين روما والجزائر التي باتت تُعتبر أحد أكبر موردي الغاز الطبيعي لإيطاليا عبر خط أنابيب “ترانسميد”، الذي يُعزز أمن الطاقة الإيطالي في ظل الأزمات العالمية واضطرابات سوق الطاقة.

وتُعد إيطاليا من أكبر الشركاء التجاريين للجزائر في أوروبا، حيث تربطهما اتفاقيات تجارية في مختلف القطاعات. وتمثل الطاقة محورًا رئيسيًا لهذا التعاون.

وجاءت زيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إلى الجزائر الاثنين الماضي للمشاركة في “منتدى الأعمال بين الشركات الإيطالية والجزائرية”، في إطار تطوير العلاقات بين البلدين بحسب مصادر حكومية جزائرية، أكدت أن “زيارة تاياني تعكس مدى جودة العلاقات مع إيطاليا”.

واستغلت الجزائر هذا التقارب للترويج لسردية تهافت الدول على التقارب منها، لاسيما بوجود أزمة الطاقة التي باتت تؤثّر على القارة الأوروبية.

وفي هذا الصدد، تحدّث المبعوث الخاص للرئيس إيمانويل ماكرون، للشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسّط جيل كيبيل عن العلاقات الجديدة بين الجزائر وروما. وقال كيبيل إن التحدي الأهم بالنسبة لفرنسا وإيطاليا، علاقاتهما بالبحر الأبيض المتوسط.

وأوضح كيبيل، أن التوازن الجيوسياسي تغيّر في شمال إفريقيا، لافتا إلى أن روما نجحت في إقامة علاقة في مجال الطاقة مع الجزائر والتي بدورها تُعيد النظر في العلاقة مع روسيا.

وأبرمت ميلوني مذكرة تفاهم للتعاون التكنولوجي لتقليل حرق الغاز وتقليل التثمين وتقنيات خفض الانبعاثات الأخرى. ومن أبرز الاتفاقيات المبرمة، إعادة بعث مشروع أنبوب غالسي الرابط بين البلدين لنقل الغاز والهيدروجين والأمونيا.

الصالح نيوز :
إيطاليا تستثمر أزمة فرنسا والجزائر لتعزيز مصالحها

الصالح نيوز :
إيطاليا تستثمر أزمة فرنسا والجزائر لتعزيز مصالحها
#إيطاليا #تستثمر #أزمة #فرنسا #والجزائر #لتعزيز #مصالحها

Exit mobile version