غزة – تضمنت قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم في الدفعة السادسة ضمن المرحلة الأولى باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل اسم الأسير أحمد البرغوثي، والذي تقرر إبعاده للخارج.
أحمد البرغوثي، الملقب بـ”الفرنسي” بسبب عيونه الخضراء وبشرته البيضاء، ينحدر من منطقة رام الله وسط الضفة الغربية، وجرى اعتقاله منتصف أبريل/نسيان 2002 خلال مداهمة شقة سكنية في المدينة.
ولد البرغوثي، في قرية دير غسانة شمال غرب رام الله عام 1976، ونشط في صفوف حركة “فتح” حتى اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000، وخلالها انخرط في العمل العسكري ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
يوصف بأنه “الذراع الأيمن” لعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” مروان البرغوثي، المعتقل أيضا منذ أبريل/نيسان 2002، والمحكوم بالسّجن المؤبد 5 مرات و40 سنة، بتهمة المسؤولية عن عمليات، نفذتها مجموعات مسلحة، محسوبة على حركة فتح، وأدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين.
والحكم “المؤبد” في إسرائيل غير محدد المدة، وإن كان من المتعارف عليه أنه يعني السجن مدى الحياة، لكن تل أبيب باتت تنتهج في السنوات الأخيرة سياسة احتجاز جثامين الأسرى حتى بعد وفاتهم داخل السجون.
ووفق مؤسسات حقوقية فلسطينية تعتقل إسرائيل في سجونها نحو 10 آلاف و400 فلسطيني، بينهم نحو 600 أسير محكومون بالسجن المؤبد.
وتعرض أحمد البرغوثي خلال فترة اعتقاله للتحقيق القاسي والعزل الانفرادي، والضرب والتنكيل الذي تفاقم في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية التي استلمت السلطة أواخر 2022، كما تنقل بين عدد من سجون الدولة العبرية وخاض عددا من الإضرابات مع زملائه الأسرى.
واتهمت المخابرات الإسرائيلية، البرغوثي، بالمسؤولية عن تخطيط وتنفيذ عشرات العمليات المسلحة في منطقة رام الله، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيليا وإصابة عشرات آخرين.
وأصدرت المحكمة العسكرية في معسكر “عوفر” الإسرائيلي غرب رام الله، حكمها على البرغوثي بالسجن المؤبد 13 مرة، بتهمة “تشكيل خلايا عسكرية” محسوبة على حركة “فتح”.
كما تضمنت لائحة اتهامه ربطه علاقات مع أسرى آخرين منهم: ناصر عويس مسؤول “كتائب شهداء الأقصى” الجناح العسكري لـ”فتح” في نابلس شمالي الضفة الغربية، وجهاد جعارة مسؤول الكتائب في بيت لحم (جنوب)، وعبدالكريم عويس مسؤول الكتائب في جنين (شمال)، وناصر أبوحميد مسؤول الكتائب في رام الله (وسط).
وخلال محاكمته، قال البرغوثي إنه لا يعترف بشرعية المحاكم الاسرائيلية بمقاضاته، وأن على المحكمة أن تحاكم رئيس الحكومة أرييل شارون، الذي كان سببا في إشعال انتفاضة الأقصى عندما اقتحم المسجد الأقصى.
واقتحم شارون المسجد الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000، الأمر الذي أشعل شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي دامت 5 سنوات.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000 معتقل.
ومنذ بدء الاتفاق، سلمت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري، لحركة حماس، 16 أسيرا إسرائيليا ضمن 5 دفعات خلال صفقة التبادل الحالية.