بغداد – تمارس إسرائيل ضغوطا على العراق عبر سفارات دول أوروبية من أجل دفع السلطات العراقية إلى الكشف عن لغز اختفاء الباحثة الإسرائيلية التي تحمل الجنسية الروسية إليزابيث تسوركوف التي اختطفتها ميليشيا موالية لإيران في العام 2023، وتكثيف الجهود للإفراج عنها.

وكشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في تقرير لها، نشر موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي مقتطفات منه، أن الدولة العبرية طلبت من دبلوماسيين يمثلون الولايات المتحدة وبريطانيا والنمسا وكندا وألمانيا التباحث مع الحكومة العراقية بشأن بدء مفاوضات من أجل الإفراج عن تسوركوف.

وأشار المصدر نفسه إلى أن إسرائيل التي لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع العراق تعوّل على هذه الدول الغربية للتوصل إلى حلّ لهذه القضية. 

ويأتي هذا التطور بعد توتر بين إسرائيل وبغداد على خلفية الهجمات التي شنتها فصائل موالية لإيران، انضوت تحت مظلة “المقاومة الإسلامية” في العراق، على الأراضي الإسرائيلية بذريعة دعم غزة، بينما هددت الدولة العبرية بالردّ على هذه الهجمات، فيما رفضت بغداد التهديدات واعتبرتها ذرائع لاستهداف البلاد.

وكانت تقارير قد كشفت أن الباحثة الإسرائيلية قد اختطفت في 26 مارس/آذار 2023 أثناء جلوسها في مقهى بحي الكرادة في بغداد، فيما حمّل مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كتائب حزب الله، أحد أكبر الفصائل الشيعية الموالية لطهران، المسؤولية عن الحادثة.

وأشار التقرير إلى أن وسطاء يزورون حاليا بغداد تمهيدا للبدء في محادثات غير مباشرة بين بغداد وتل أبيب من أجل فك لغز اختفاء الباحثة الإسرائيلية، مضيفا أن أفرادا من أسرة تسوركوف التقوا الخميس المسؤول الإسرائيلي غال هيرش المكلف بملف الرهائن ومنسقين أجانب يعملون على حلحلة الملف.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن “مسؤولا دبلوماسيا أعرب عن أمله في أن تساهم التطورات الإقليمية الايجابية الأخيرة بما في ذلك قرار الميليشيات العراقية الموالية لإيران وقف هجماتها على إسرائيل في إحراز تقدم في جهود إعادة تسوركوف إلى وطنها”، وفق موقع “تايمز أوف”.

وسبق أن أعلنت الحكومة العراقية أنها فتحت تحقيقا في اختفاء تسوركوف، لكنه لم يفض إلى أي نتائج ملموسة، بينما بقي الغموض يلف مصير الباحثة الإسرائيلية.

وقال مكتب نتنياهو في بيان سابق أن “تسوركوف على قيد الحياة ونحن نحمّل العراق المسؤولية عن سلامتها”، بينما استعبدت وسائل إعلام إسرائيلية العام الماضي التوصل إلى حلّ للقضية.

ووصف الفصيل الموالي لإيران اعتراف نتنياهو بوجود عنصر إسرائيلي في العراق بأنه “مؤشر خطير للغاية يجب الوقوف عنده والتعامل معه بدقة وحزم”، مشيرا في بيان “سنبذل جهدا مضاعفا للوقوف على مصير الأسير أو الأسرى الإسرائيليين في العراق خدمة للصالح العام ولمعرفة المزيد عن نوايا تلك العصابة الإجرامية ومن يقوم بتسهيل تحركاتهم في بلد يحظر ويجرم التعامل معهم”.

ودخلت تسوركوف إلى العراق في أوائل العام 2022 بجواز سفر روسي من أجل إعداد بحث دكتوراه يركز على الميليشيات العراقية الموالية لإيران بالإضافة إلى التيار الصدري، التيار الوطني الشيعي حاليا، الذي يتزعمه مقتدى الصدر.

ويشير موقع الباحثة الإسرائيلية إلى أنها “تتحدث الإنكليزية والعبرية والروسية والعربية وأنها زميلة في معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة وزميلة بحث في منتدى التفكير الإقليمي” وهو مؤسسة فكرية إسرائيلية – فلسطينية مقرها القدس.