موسكو – أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو تواصلت مع السلطة السورية الجديدة بشأن مستقبل قواعدها العسكرية في البلاد، مدافعا عن دعم بلاده لنظام بشار الأسد، معتبرا أن إسرائيل أكبر مستفيد من الوضع الحالي.

وفي أول تصريح علني منه عن هذه المسألة، قال بوتين إنه لم يلتق بعد بالرئيس السوري السابق، لكنه أكد “يعتزم مقابلته”، موضحا أن “بلاده لم تفشل حين تدخلت في سوريا قبل تسع سنوات”، بينما عبر عن مخاوفه إزاء العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل هناك منذ الإطاحة بحليفه.

وقلل بوتين من حجم الضرر الذي لحق بروسيا نتيجة سقوط الأسد، قائلا إن تدخل موسكو العسكري في سوريا منذ 2015 ساعد في منع البلاد من أن تصبح “جيبا إرهابيا”، مضيفا أن إسرائيل هي “المستفيد الرئيسي من الوضع الحالي”.

وبعد سقوط الأسد، حركت إسرائيل قواتها إلى داخل المنطقة العازلة على الجانب السوري من الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتلة وشنت مئات الغارات الجوية لتدمير أسلحة وعتاد القوات السورية.

وأضاف بوتين “تندد روسيا بالاستيلاء على أي أراض سورية. هذا واضح”. وذكر أن إسرائيل توغلت إلى عمق 25 كيلومترا داخل سوريا ووصلت إلى تحصينات أقامها الاتحاد السوفييتي السابق.

وعبر عن أمل موسكو في أن تغادر إسرائيل الأراضي السورية في مرحلة ما، لكنه قال “لدي انطباع بأنهم لن يكتفوا بالبقاء بل سيعززون وجودهم هناك أيضا”.

وأضاف أن تركيا تتدخل أيضا في سوريا لتحقيق مصالحها الأمنية الخاصة فيما يتعلق بالمسلحين الأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين، قائلا “ندرك جميعا ذلك. ستكون هناك مشكلات عدة. لكننا في صف القانون الدولي وسيادة كل الدول واحترام سلامة أراضيها، أي سوريا”.

وتابع أن “معظم من تواصلت معهم روسيا في سوريا بشأن مستقبل قاعدتيها العسكريتين الرئيسيتين هناك يدعمون بقاءهما، لكن المحادثات جارية”.

وذكر أن روسيا أبلغت دولا أخرى أيضا بأنها تستطيع استخدام قاعدتيها الجوية والبحرية لإيصال مساعدات إنسانية لسوريا، مشيرا إلى “بلاده أجلت أربعة آلاف مقاتل إيراني من سوريا عبر قاعدة حميميم الجوية في البلاد”.

وردا على سؤال عن مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس المفقود في سوريا، قال بوتين إنه سيسأل الأسد عن ذلك ومستعد أيضا لسؤال حكام سوريا الجدد عن مكانه.