الضفة الغربية – أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأحد أن الجيش قام بـ”إخلاء” ثلاث مخيمات للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة، وأمر جيشه بالبقاء فيها طوال العام الجاري “لمنع عودة سكانها”.

وقال كاتس في بيان “حتى الآن، تم إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس التي أصبحت الآن خالية من السكان” مشيرا أنه أمر القوات “بالاستعداد للبقاء في المخيمات التي تم إخلاؤها طوال العام، وعدم السماح للسكان بالعودة وعودة الإرهاب من جديد”.

وجاء تصريح كاتس تعليقا على إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته بشمالي الضفة الغربية والاستعانة بفصيل دبابات للمرة الأولى منذ نحو 22 عاما.

وقال كاتس في بيان “الجيش الإسرائيلي يوسّع نشاطه في شمال الضفة، وبدءا من الليلة يعمل أيضا في بلدة قباطية، في إطار عملية السور الحديدي، ويعزز قواته بوحدة مدرعات وقوات إضافية”.

كما تم تعليق أنشطة الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) في المخيمات.

وأضاف كاتس أن “الجيش الإسرائيلي يقوم بهجومه بتطهير أوكار المخربين ويدمر البنية التحتية والمباني الإرهابية والوسائل القتالية على نطاق واسع”،

وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عمليته العسكرية في الضفة الغربية والاستعانة بفصيل دبابات لأول مرة منذ الانتفاضة الثانية عام 2002.

ويرى فلسطينيون أن هذه التحركات تهدف بشكل واضح إلى تعزيز السيطرة الاسرائيلية على الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات فيها.

وقام رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الجمعة، بجولة في مخيم طولكرم، حيث تلقى إحاطة أمنية، وأصدر قرارا عسكريا بتكثيف العملية الجارية فيه منذ نحو شهر، غداة تفجيرات في حافلات بمنطقة تل أبيب لم تسفر عن إصابات.

وقال نتنياهو خلال زيارته إلى طولكرم، إن “إسرائيل تعمل ضد محاولات حماس وغيرها من الجماعات لتنفيذ هجمات”، مضيفًا “رأينا بالأمس محاولة لتنفيذ سلسلة من العمليات، وهو أمر خطير للغاية. لذلك، وجهت بتعزيز القوات في يهودا والسامرة، والانطلاق في عمليات إضافية ضد بؤر الإرهاب”.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنّ عبوات ناسفة انفجرت ليل الخميس في حافلات عدّة بمدينة بات يام في وسط الدولة العبرية، في “هجوم إرهابي محتمل” لم يوقع إصابات لكنّ الجيش قرّر في أعقابه “تكثيف عملياته” بالضفة الغربية.

وأثار هذا التطور تكهنات فيما يتعلق بمستقبل الضفة الغربية. كما أن هذه الزيارة وما تبعها من تصريحات وتهديدات من المسؤولين الإسرائيليين، تحمل العديد من الدلالات حول التصعيد العسكري والسياسي في المنطقة، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول نوايا إسرائيل تجاه الوضع الفلسطيني في المستقبل القريب.

وتصاعدت حدّة أعمال العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023.

وأصيب عدد من الفلسطينيين السبت، خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي عدة مناطق في الضفة الغربية تركزت غالبيتها في الشمال.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا” إن عددا من الفلسطينيين أصيبوا بحالات اختناق مساء السبت، إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت فوريك شرق نابلس.

وأشارت إلى اقتحام القرية وسط إطلاق الرصاص والغاز السام المسيل للدموع، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات، أصيب خلالها عدد من المواطنين بالاختناق.

وجنوب نابلس، أفادت الوكالة الرسمية “بتسجيل حالات اختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، بلدة قصرة”، وأشارت إلى “اقتحام القرية وسط إطلاق نار كثيف وقنابل الغاز السام”.

وفي جنوب مدينة جنين، قالت الوكالة إن الجيش الإسرائيلي “اقتحم بلدة عرابة دون أن يبلغ عن اعتقالات”.

ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدن ومخيمات للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، وخاصة بمحافظات جنين وطولكرم وطوباس، مخلفا 61 قتيلا فلسطينيا وفق وزارة الصحة، إلى جانب نزوح عشرات الآلاف، ودمار واسع في ممتلكات ومنازل وبنية تحتية.

والجمعة، أعلن الجيش الدفع بـ3 كتائب إضافية إلى الضفة بعد تعليمات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتنفيذ “عملية قوية” هناك. أما في جنوب الضفة الغربية، فأصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت كاحل، شمال غرب الخليل.

وقالت الوكالة إن قوات الاحتلال اقتحمت بيت كاحل، وأطلقت قنابل الصوت، والغاز السام صوب المواطنين ما تسبب في إصابة عدد منهم بحالات اختناق، جرى علاجهم ميدانيا”.

وفي وسط الضفة الغربية ذكرت “وفا” أن الجيش الإسرائيلي “اقتحم قريتي كفر نعمة ودير ابزيع، غرب مدينة رام الله”.

وقُتل ما لا يقل عن 897 فلسطينيا في الضفة الغربية في هجمات للجيش الإسرائيلي أو لمستوطنين، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بناء على أرقام وفرتها وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.

كذلك، أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصا في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.