تونس – انطلقت فعاليات الدورة العاشرة لأيام قرطاج الموسيقية بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، السبت، لتتواصل إلى غاية الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني الجاري، وسط أجواء احتفالية تحتفي بالموسيقى المبتكرة والمتجددة من مختلف أنحاء العالم.

وبدأ الحفل بعزف النشيد الوطني التونسي بأداء الفنان محمد علي شبيل، مصحوبا بعزف على آلة البيانو، قبل أن يتولى الفنان مهدي شمام تقديم السهرة. وتخلل الحفل مختارات موسيقية متنوعة تمثل إيطاليا وإسبانيا وتونس، عكست التنوع الثقافي الغني لهذه التظاهرة.

وجاء عرض الافتتاح بتوقيع إيطالي مع عزف على آلات شرقية وغربية لفرقة آرس نوفا نابولي المكونة من ستة أعضاء، وأتحفت الفرقة الإيطالية الجمهور بإيقاعات من الموسيقى الشعبية لجنوب إيطاليا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث قدمت أداء يمزج بين أصالة التراث الموسيقي والإيقاعات المعاصرة.

وتلى ذلك عرض مميز للفنان التونسي محمد علي شبيل، الذي قدم مقتطفا من عمله الفني “من النوى” برفقة جهاد الخميري. وقد ترجم هذا المقطع الموسيقي مزيجا وتنوعا للأنماط الموسيقية لجمعه بين الأصالة والمعاصرة بأسلوب فني مبتكر ومتجدد.

وقدمت الفنانة الإسبانية لاخوسيه في الجزء الثاني من السهرة عرضا مميزا امتزجت فيه الإيقاعات الموسيقية بعمق الثقافة الإسبانية. وقد جمع العرض بين الفالمنكو والفولك والسول فانك وموسـيقى أميركا اللاتينية.

وأبهرت هذه الفنانة متعددة المواهب الجمهور بأداء جمع بتناغم بين الفلامنكو والموسيقى الفلكلورية والسولفانك والإيقاعات اللاتينية. وأخذت لا خوسيه رفقة مجموعتها الجمهور في رحلة موسيقية جمعت بين الرقص والسامبا والإيقاعات الأفرو-كوبية، فأسرت الحضور بموسيقاها وأدائها الفريد والحماسي، حيث بدت طيلة هذا العرض ملتزمة بالقضايا الإنسانية الكونية في أغانيها مثل حقوق المرأة والهوية والحب والحرية وحقوق الإنسان.

وأوضحت المديرة الفنية للدورة ورئيسة لجنة التنظيم درصاف الحمداني في كلمتها الافتتاحية، أن أيام قرطاج الموسيقية تمثل فضاء فريدا يجمع الفنانين والمبدعين من مختلف الأجيال والثقافات لإحياء الحس الموسيقي، قائلة “نحتفل معا بالموسيقى بكل أنواعها، الموسيقى التي لاقت في هذا المهرجان اهتماما وعناية بالمشاريع ذات الطابع الإبداعي الحداثي”، مضيفة “الدورة الماضية، حلمنا معا، واليوم نعود لاستكمال الحلم”.

وأكدت أن نجاح هذه التظاهرة هو ثمرة جهود فريق متكامل عمل على الجوانب التنظيمية والتقنية والفنية، مشيرة إلى أن العروض تفيض بالأحاسيس وتحتفي بالتنوع الموسيقي.

وإثر حفل الافتتاح الذي حضرته وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في تونس، سيتمكن عشاق المهرجان من حضور ست حفلات رئيسية، من بينها عروض لفرقة “طرب باند” (العراق، مصر، السويد)، و”سي المهف” (تونس)، والفرقة الأردنية “أوتوستراد”، و”إليدا ألميدا” (الرأس الأخضر)، ومغني الراب والمؤلف الموسيقي الفلسطيني الأصل “بيغ سام” وفرقة “شكم” (فلسطين، إيران، فرنسا)، بالإضافة إلى أكثر من خمسة عشر عرضا، تسلط الضوء على مواهب صاعدة من مختلف الثقافات وعروض شارع مبرمجة في شارع الحبيب بورقيبة.

وتتوزع عروض المهرجان تحت شعار “زيد في الحس” (ارفع الصوت) على مسرح الأوبرا، ومسرح الجهات، ومسرح المبدعين الشبان، وشارع الحبيب بورقيبة. كما يقام “برنامج المحترفين” الموجه لصناع الموسيقى والذي يناقش موضوعات من بينها إدارة أعمال الفنانين الموسيقيين، والحلول الرقمية لدعم الفنانين. ويشمل برنامج المهرجان حفلات فردية وجماعية لفنانين عرب وأجانب مع مجموعة من اللقاءات وورش التدريب والحلقات النقاشية.