الصالح نيوز :
أم كلثوم ظاهرة فنية ذات جذور ريفية خالية من انحلال الأزبكية
أم كلثوم ظاهرة فنية ذات جذور ريفية خالية من انحلال الأزبكية
الصالح نيوز :
أم كلثوم ظاهرة فنية ذات جذور ريفية خالية من انحلال الأزبكية
أم كلثوم ظاهرة فنية ذات جذور ريفية خالية من انحلال الأزبكية
على مر تاريخ الحضارة، أقام بعض السكان في المدن، مقابل ريفٍ واسع، ودائمًا كانت المدينة، وتحديدا العاصمة، مركز الحكم ومركز الفئات الغنية، ومركز المهن ذات الدخل الأعلى، ومكان العمران والفنون والحياة العامة العريضة لدرجة أن كل من يملك الموهبة ويبحث عن الحظ يتجه نحو أضواء المدينة وخصوصاً العاصمة مثل عائلة المنشد الشيخ إبراهيم ذات القيم الريفية الأصيلة.
شهدت عشرينيات القرن الماضي في مصر التنافس الخطير الذي حدث بين مخترعة الأوبرا العربية منيرة المهدية ومنافستها الشابة أيقونة الغناء كوكب الشرق أم كلثوم.
الشابة القادمة من إحدى قرى دلتا النيل في مصر، لم يكن نجاحها اللاحق مضموما على الإطلاق لو نظرنا إلى مسيرتها المهنية من منظور أزبكية عشرينات القرن الماضي، ففي مسارح تغني “بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة” كيف استطاعت هذه الشابة إنشاد أناشيدها الدينية والارتقاء إلى قمة صناعة الموسيقى.
ولدت أم كلثوم عام 1904 في قرية طماي الزهايرة إحدى قرى الدلتا، لم يكن والدها رجلاً ثريا فقد كان يتجول بأطفاله في الموالد الدينية لينشد الابتهالات أو غيرها من الأغاني مقابل رسوم رمزية لإعالة أسرته وسرعان ما حققت هذه الفرقة العائلية نوعا من النجاح في الريف المصري منتقلة إلى المدن الأكبر في الدلتا ثم إلى العاصمة.
استطاعت أسرة كوكب الشرق الاستقرار في القاهرة وهناك تمكنت صاحبة أنت عمري من محاربة بيزنس الترفيه الأسوأ سمعة في ملاهي الأزبكية فاستمرت تغني الأغاني الدينية رغم تعرضها لبعض المضايقات من بعض الجماهير الصاخبة الذين اعتادوا على الأغاني الفجة مثل “مين فيكم ماما مين فيكم بابا مش عارفة” لكنها استطاعت الصمود بوجه التيارات التي انشغلت في الإفراط في الموبقات حتى تعرفت على الملحن الشيخ أبو العلا محمد الذي وصفته بعد وفاته سنة 1927 من أعظم الموسيقيين العرب فتأثرت به ولم تكن بالنسبة إليه مجرد مغنية ملهى ليلي بل كانت فنانة جادة ومحترمة ضمن تقليد كلاسيكي عظيم، ومن خلال الشيخ أبو العلا التقت بالشاعر أحمد رامي الذي غير مسيرتها المهنية جذريا فكتب لها أعظم القصائد الرومانسية الراقية وأصبحت من بعدها كوكب الشرق حلم للبرجوازية المصرية الجديدة فهي المغنية المثقفة الشريفة التي تستطيع مناقشة الرجال بطريقة لا تهددهم، وظلت المقارنات مستمرة بين صوت أم كلثوم الملائكي وبين صخب منيرة المهدي، ففي عام 1925 كتب الناقد الشاب عبدالمجيد حلمي في متابعة مسرحية مقارنة أكثر وضوح بين المرأتين. كان يعتقد أن أم كلثوم تمثل كل ما ينبغي أن يكون عليه الترفيه. قال “اذهب إلى رؤيتها وستسمع الصوت الملائكي الذي ينبعث من قلب حساس يشعر بما في الحياة والنغمة السماوية التي تسترسل من نفس جياشة بالأمل وفتوة الشباب”، ثم التفت إلى منيرة المهدية التي كان مسرحها الغنائي لا يزال مزدهرا في القاهرة فجاءت المقارنة في غير صالحها، إذ قال: “وهكذا ينقل المسرح إلى مرقص والجمهور يصفق على نغمة الهز وهي تضحك! واذن يا سادة ما الفرق بين المسرح الراقي ومسرح القهاوي في الأحياء الوطنية القذرة وفي عهد مضى غير قريب؟ أوليس ما تفعله السيدة منيرة مفسدة للأخلاق داعية لانتشار الرذيلة؟”.
المصدر: كتاب “منتصف الليل في القاهرة” للكاتب رفاييل كورماك
الصالح نيوز :
أم كلثوم ظاهرة فنية ذات جذور ريفية خالية من انحلال الأزبكية
الصالح نيوز :
أم كلثوم ظاهرة فنية ذات جذور ريفية خالية من انحلال الأزبكية
#أم #كلثوم #ظاهرة #فنية #ذات #جذور #ريفية #خالية #من #انحلال #الأزبكية
