لندن – يبحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الاثنين في المملكة المتحدة العديد من الملفات المهمة خاصة العلاقات الاقتصادية وكذلك التطورات في منطقة الشرق الأوسط خاصة ملف التطورات الميدانية في سوريا ووقف إطلاق النار في لبنان وحرب غزة.

وتقول الصحف البريطانية أن أمير قطر سيحظى باستقبال حافل في لندن وخاصة من الملك تشارلز الثالث الذ قدم له الدعوة، في وقت تأمل لندن في إبرام اتفاقية تجارية مع دول الخليج.
ومن المقرر أن يصل أمير قطر وزوجته الأولى الشيخة جواهر بعد ظهر الاثنين. وتبدأ الزيارة الرسمية الثلاثاء، وتتضمن خصوصا مأدبة رسمية في قصر باكنغهام، وخطابا للشيخ تميم بن حمد أمام أعضاء بالبرلمان، ولقاء الأربعاء مع رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر في داونينغ ستريت.
وتأمل لندن أيضا في أن توقع قريبا اتفاقية تجارية مع مجلس التعاون الخليجي الذي يجمع دول المنطقة الست (السعودية وعمان والكويت والبحرين والإمارات وقطر)، وهي قيد التفاوض منذ عام 2021، ومن شأنها ضخ حوالى 1.6 مليار جنيه إسترليني (1.9 مليار يورو) في الاقتصاد البريطاني، وفقا للحكومة البريطانية التي تشير إلى أن التبادلات التجارية بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تبلغ 57 مليار جنيه إسترليني (68.5 مليار يورو).
ومن المقرر أن يزور ستارمر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في أوائل كانون الأول/ديسمبر حيث تسعى حكومته لتعزيز التعاون مع اقتصاديات هامة بعد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي.
وتُقدّر استثمارات قطر في الاقتصاد البريطاني بأكثر من 40 مليار جنيه إسترليني (حوالى 48 مليار يورو)، وفي عام 2022 أشارت الإمارة إلى عزمها على استثمار ما يصل إلى 10 مليارات جنيه إسترليني في البلاد بحلول عام 2027.
وسيكون الملف السياسي حاضرا في المناقشات حيث يُتوقع أن تتم مناقشة الوضع في الشرق الأوسط، في وقت تبذل قطر جهودا دبلوماسية مع الولايات المتحدة ومصر لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة.

ورغم أن قطر أعلنت في فترة سابقة انسحابها من مفاوضات الهدنة لكن المعطيات تشير لوجود دور لها في المباحثات الجديدة في القاهرة لايجاد مخرج للأزمة ووقف الحرب.
كما سيكون الوضع في سوريا ضمن المحادثات مع التغيرات الميدانية بسيطرة قوات المعارضة على حلب وادلب والتقدم في حماة.
ويعتبر انهاء التوتر في تلك الساحات مصلحة بريطانية وقطرية خاصة وأن عدم الاستقرار يهدد التعاون الاقتصادي بين البلدين وبين لندن ومختلف الدول الخليجية خاصة بعد التهديدات التي تطال الملاحة البحرية والممرات المائية نتيجة تهديدات يطلقها أنصار إيران خاصة الحوثيون.
وتعد هذه أول زيارة دولة للمملكة المتحدة منذ تولي حكومة حزب العمال مقاليد الحكم في تموز/يوليو.
وسيكون في استقبال الأمير وزوجته، الأمير ويليام وزوجته الأميرة كيت في مقر إقامتهما في قصر كنسينغتون بلندن صباح الثلاثاء. ثم سينضمون إلى الملك تشارلز الثالث (76 عاما) وزوجته كاميلا (77 عاما) في حفل رسمي.