الصالح 13

الصالح نيوز : أمجد توفيق: لحظة الكتابة تشبه العلاقة مع امرأة جميلة

الصالح نيوز :
أمجد توفيق: لحظة الكتابة تشبه العلاقة مع امرأة جميلة

الصالح نيوز :
أمجد توفيق: لحظة الكتابة تشبه العلاقة مع امرأة جميلة


الصالح نيوز :
أمجد توفيق: لحظة الكتابة تشبه العلاقة مع امرأة جميلة

أمجد توفيق: لحظة الكتابة تشبه العلاقة مع امرأة جميلة

حامد شهاب
الكاتب والروائي يقول إنه ‘بغير القيم الجمالية لا معنى للقصيدة أو الرواية أو القصة أو الفيلم أو أي عمل ابداعي يمكن أن ندرجه تحت عنوان الفنون’.

لم أجد مبدعا مهموما بالجمال مثلما أراه في الروائي والكاتب الكبير أمجد توفيق، فالجمال والقيم العليا والصدق هي أسس فلسفة حياته وهو يعد الجمال المحرك الأول لكل التجارب.

ما أن تقرأ أي سطر من سطور ما يكتبه أمجد توفيق حتى ترتشف من عبق الجمال ما يروي ضمأك وستجد نفسك وأنت تخوض بحارا من عبر حكم بليغة ورؤى فلسفية صاغ حروفها بطريقة تسحر القلوب وتبهر العقول وتطيب لها الأنفس والضمائر.

والقيم العليا والجمال هي نهر الحب الذي تنساب بين ثنايا حروفه قيم فلسفية وأخلاقية ومعرفية لا يمكنك إلا وأن تخضع لشروطها وإلا فأنت لست مبدعا ولم تعرف من الكتابة سوى كلماتها المتناثرة التي ربما لم يسعف قلبك وعقلك في استيعاب مضمونها.

في كل سطر وفي كل جملة صغيرة أو كبيرة ستجد أن الكاتب يدخلك في عالم رومانسي من الجمال والحب تطيب له القلوب والأنفس وتجد نفسك في غاية الارتياح.

وطيب عطره وروعة عشقه للجمال والحب والصدق لا يمكن أن يتصورها إنسان إلا من غاص بعيدا في أعماق طروحاته حتى تجد نفسك أنك أمام فيلسوف وحكيم ومبدع بارع في اختيار اللفظ والحرف والصورة البلاغية..

ولكي تبحر بين أمواج محيطاته عليك أن تعرف سر تلك القيم وتلك الحكم من خلال مقابلة أجرتها غرام الربيعي من قناة اتحاد الأدباء التي بقيت طوال الحوار وهي حائرة في كل تلك السبائك الذهبية التي أعاد أمجد توفيق صياغة معادنها النفيسة وقدمها لمحبيه من عمالقة الثقافة والأدب وكل متطلع للجمال والقيم العليا في أبهى صورها.

وهذا ما ستعرفه من خلال ما طرحه توفيق من أفكار ورؤى وإجابات تسر الخواطر وترتاح لها الأنفس وكل متذوق للجمال في سرد حواري أطل به من خلال حضوره للدعوة التي وجهها له المركز الثقافي الفرنسي عبر اتحاد الأدباء ليتحدث عن تجاربه الإبداعية الروائية، فكانت له تلك الدرر الثمينة من كنوز المعرفة التي لابد وأن تغترف من ذهبها وماسها وكل معادنها النفيسة ما يشكل لك قيمة كبرى تبهج الروح والنفس وتغريها لسماع المزيد.. تعال معي واستمع لما يقول الروائي:

في ما يتعلق بالرواية والرائي والموقف والروائي فإن هناك نظريات كاملة بدأت وهي غير مرشحة للانتهاء في إطار صور أو تعريف، ودائما لا ينتهي هذا الأمر إلى شيء محدد فما دامت الحياة مستمرة فلا شيء ثابت إلا التغيير نفسه.

الاحساس بالجمال هو المحرك الأول لكل التجارب

على قدر ما يتعلق الأمر بتجربتي، كما يقول أمجد توفيق، فإن الاحساس بالجمال هو المحرك الأول لكل التجارب فلو أن أي إنسان يرى منظرا جميلا أو شيئا يثير المتعة في نفسه يتمنى لو يكون هناك شخص آخر إلى جانبه كي يقول له تأمل هذا الجمال.

ولكي أكون دقيقا ولا أكرر ما قلته في ندوات وحوارات سابقة هذه فرصة للحديث عن المفاتيح الأساسية في تجربتي.

لا أستطيع أن أتناول كل أعمالي فهي كثيرة ولا أعتقد أن عملا من تلك الأعمال قادرا على التعبير عن نفسه ولا يحتاج إلى تعريف إضافي من عندي، ولكنني سأتحدث عن المفاتيح الأساسية التي تمنحها تجربة طويلة.

سأعرفه من خلال هذه الكلمات وستكون الرؤيا واضحة تجاه نظرتي وموقفي في ما يتعلق بأعمالي أو رؤيتي للعمل الفني بشكل كامل ومختلف أنواع الفنون:

كل عمل إبداعي مهموم بالجمال

ويوضح توفيق “أقول كل عمل إبداعي مهموم بالجمال وبغير القيم الجمالية لا معنى للقصيدة أو الرواية أو القصة أو الفيلم أو أي عمل يمكن أن ندرجه تحت عنوان الفنون الجميلة ومتى ما تخلى الإبداع عن هذه القيم فإنه يصبح أي شيء سوى أن يكون إبداعا، هذا ما أراه دون تطرف، فالتطرف دائما يخفي فضيحة.

قد نستمع الى قصيدة تتوفر على مبادئ وثوابت وطنية ومنطلقات لا اعتراض عليها لكن متى ما تخلت هذه القصيدة عن قيمها الجمالية والمتعة التي تمنحها فيمكنني بهدوء شديد أن أهمس في ذهن كاتبها وأقول بأنه مقالا قصيرا قد يوضح المعاني التي ذكرتها في القصيدة بطريقة أوضح وأدق.

واللجوء إلى الشعر لجوء إلى الجمال وإشادة علاقة تلقّي تمنح المتعة للمشاهد أو القارئ أو المستمع.. أكتب قصيدة عمودية أو تفعيلة أو نثر، وأكتب ما شئت فإنني سأبحث عن الجمال أينما يكون.

ويتابع “تعلمت أن الرواية يمكن أن تنفتح على كل شيء يمكنها أن تنظم قصيدة تحت جنحها ويمكنها الغناء في مساحة ليلها، ويمكنها الرسم إذا ما أرادت، ويمكنها أن تعزف لحنا آسرا ويمكنها أيضا أن تكون صوت الجلاد وفعله وأن تتبع ساقية العهر والحقد”.

“علينا أن نفهم لا أن نحكم فالفهم صعب والحكم تسلية، فما أصعب الحب وما أسهل الكراهية. ولا بأس من الرجوع الى القاموس بهدف تهشيم المعنى القاموسي للكلمات فهذا كما يقول أحدهم سر الجمال.. فاللغة ليست سوى وسيلة، وهي طريقة تفكير وأكثر حياة من قواعدها. فعندما تسيل فضة الفجر وينكسر الندى على الأوراق الطرية عندها لا معنى لها أن تتذكر اليوم أو التاريخ”.

الجمال لا يعترف بأيام الأسبوع

الجمال لا يعترف بأيام الأسبوع ولا بالتقويمين الهجري والميلادي فله تقويمه الخاص وموجته الخاصة.. موجة قوامها الإحساس وسرها فيضان الحواس، فالمعنى لا يتحقق عبر البحث عن النقصان إذ لا معنى للبحث عن اليوم الثامن من الأسبوع ولا بالليلة الثانية بعد الألف من ليالي ألف ليلة وليلة ولا بالساعة الخامسة والعشرين من اليوم ولا برحلة السندباد الثامنة.

‘أعمالي قادرة على التحدث عن نفسها’

المعنى المكتمل لا يتحقق أبدا ومن العبث أن يفترض المرء وجود عين ثالثة خلف رأسه. فلا اكتمال النقصان سيد ولا شيء يمكن أن يطفئ نار الأسئلة فأسئلة الإنسان الفرد تطفأ بالموت. ولأن الأخير أعجز من أن يقضي على البشر جميعا دفعة واحدة لذلك تنتقل الأسئلة إن توالت من إنسان لآخر وبذلك يتحقق خلودها الذي لم يستطع الموت أن يقهره. وهذا ما يفعله المبدع الحقيقي وهذا هو التحدي الأكبر له.

بلا مخيلة لا تصنع ابداعا

وعلى حسب أمجد توفيق، فإنه بلا مخيلة عظيمة وبلا قدرة على التأمل العميق لا تصنع الموهبة والقراءة إبداعا يمكن أن ينتصر على الموت. وكل ذلك يقود الى فضيلة الاستغناء عن كل ما يعرقل المسيرة الابداعية ويلبد سماءها بالسخام.

والاستغناء الذي يؤكد أنه لا يمكن أن يُزحزح ثبات الحرية التي يمنحها، فهو إرادة ماسية الصلادة وكرامة لا يطعنها تظاهر، إنه نابع من قلب حر لم يتلوث بثقافة الأسر.

وثمة شجاعة أن يكون المرء لطيفا وأن يكون كريما متعاونا وأن لا يخلف، لكن شجاعة الاستغناء مختلفة، إنها لحظة يشع فيها التاريخ، وتشع فيها التجربة لتؤكد أن الرغبات والمصالح برغم كل جُموحها يمكن أن تروّض ويمكن للقلب النبيل أن ينتصر.

أيها الأحبة، التاريخ البشري منذ آدم وحواء إلى يومنا هذا تاريخ للإخفاق فبرغم اكتشاف الخمر ليعطينا قناعته قبل اكتشاف الحرف الأول وصناعة العجلة وطموح ملك الاتجاهات الأربعة. وبرغم الجهود الفذة للأديان والنظريات وكشوفات العباقرة والتطور العلمي وثورة الاتصالات الحديثة، فإن كل ذلك لم يستطع أن يواجه النزعة التدميرية للإنسان، فآلاف الحروب الدينية والقومية وما نتج عن اختلاف المصالح تؤكد أن البشرية ما زالت تحبو في طريق طويل من أجل إعلاء قيمة إنسانية تسمو عن المصالح.

الدول الحديثة قامت على أساس المصالح واستمرارها يتعلق بقدرتها على تواصل مصالحها وكل ما يقال عن مبادئ الحق والقيم الإنسانية والأخلاقيات العصرية ليس أكثر من كذبة سمجة ليس لإنسان متحضر قبولها. وتاريخ الفشل مخجل، فمتى ننتصر للإنسان ضد ما فعله الآخر.

الكتابة تمنحني ما ينقصني من حرية

في تجربتي الإبداعية، كما يقول الروائي أمجد توفيق، شعرت أن الكتابة تمنحني ما ينقصني من حرية، فهي عاشقة كأنها قبلة تذوب وكأنها دمعة في جو ماطر، وتعلمت أن في لحظة المواجهة الأخيرة سيتخلى عنك الجميع عندها لا أمل في الدعاء.

التجربة تعلمنا الكثير وقيمة هذا الكثير لا تعني شيئا إن لم نستحضره في وقته المناسب فتقديم هدية ثمينة لرجل غني يفضح مصالحك، جرب تقديمها لرجل فقير واقرأ الإحساس الذي تفضحه عيناه.

وللكتابة صوت خافت لكنه عميق ومؤثر، وحين نصغي بمحبة إلى صوتها سنسمع ما يعيننا على الفهم فلا معنى للتحليق العالي حين لا يكون لك هدف هناك.

القمر ينير ليل العشاق وكذلك المجرمين

يتواصل همس الكتابة فأسمع أن الزهرة تمنح عطرها للجميع، إنها تفعل ذلك لأنها لا تنتظر شيئا بالمقابل وعليك أن تعرف أن القمر ينير ليل العشاق وليل المجرمين أيضا، ولا تؤجر مساحة من عقلك لأحد ولا تستحضر قولا أو سلوكا لا ينبع من قلبك.

قيد رغباتك بالسلاسل لن يذلك أحد فأنت حر، فلا معنى للحكمة إذا ما أرادت استحضارها أقوالا أو قصصا تجمل بها أحاديثك.. فهي تتجلى في سلوكك أنت ومواقفك أنت، فهناك الكثير من الكلاب الجميلة والقطط الرائعة، لكن كلبك أو قطتك قادران على إشادة علاقة بك وهذه العلاقة أنت تحدد قيمتهما وليس أي شيء آخر.

الأمر يشبه أن معرفتك بأمك ليس أجمل امرأة في العالم وأباك ليس أفضل رجل في العالم ولكنهما ينتميان اليك وتنتمي لهما وهذا ما يجعلها الأفضل والأجمل.

لحظة الكتابة تشبه العلاقة مع امرأة جميلة

لحظة الكتابة تشبه هدف إشادة علاقة متصلة مع إمرأة جميلة فسر تواصل العلاقة معها هو الإحترام ، فحين تصغي اليك وتتعاون مع أحاسيسها ستكون فتى أحلامها  بغير منازع ، وكل ما عدا ذلك ينتهي بأسرع مما تتصور.

من الخطأ أن تستمع إلى كلام أحدب اهمله، وإذا ما كنت مضطرا للرد فليكن كلامك ذا حدبتين، كل واشرب جيدا واضحك كثيرا ولتكن قدرتك على النسيان عالية. بإمكانك فعل ما تريد، فالمعيار الوحيد الذي ينبغي أن ينتظم كل فعل هو صدقك فيما تقول أو تفعل وتأكد أن لا شيء يمنحك الكرامة والاحترام أكثر من ذلك.

الناس صدى محيطهم والحكم بأنهم سيئون حكم متعسف. المهم أن تتعلم الطريقة الصحيحة في الفهم ومتى ما تعلمتها ستغيب الأحكام عن كلامك. كن رجلا لا تكذب الا إذا أردت إدخال السعادة الى قلب أمك أو حجبت حزنا عن قلب من تحب.

لا تتخلى أبدا عن السخرية فالعالم ليس مدرسة لرجل دين كئيب، حياتك ملكك وانت المسؤول عنها، فالتذمر ليس طريقة للإصلاح.

عش حياتك بدلا من تأمل مسيرتها فأنت لست بمشاهد، أنت الممثل الرئيس.

كن مع الله دائما، إنه ضميرك الحي.

هذا ما كنت استمع اليه همسا وأنا أكتب وهذا ما يقودني إلى أن أختم كلماتي بالقول: ليس مهما أن أتحدث عن أعمالي فهي قادرة على التحدث عن نفسها.

ما الذي سيبقى؟ لا شيء غير الفكر والقيم الجمالية وهذا ما يمنح الإبداع أهم شيء. إنه يمنحه المستقبل.

الصالح نيوز :
أمجد توفيق: لحظة الكتابة تشبه العلاقة مع امرأة جميلة

الصالح نيوز :
أمجد توفيق: لحظة الكتابة تشبه العلاقة مع امرأة جميلة
#أمجد #توفيق #لحظة #الكتابة #تشبه #العلاقة #مع #امرأة #جميلة

Exit mobile version